ما قالته عمّتي النخلة... شعر : عبد المنعم حمندي

ابراهيم خليل العلاف
ibrahim.all@hotmail.com

2019 / 6 / 29

ما قالته عمّتي النخلة...
شعر : عبد المنعم حمندي

: قفْ مع النجمِ وحدكَ
هذا الظلامُ صديقٌ قديمٌ تعتّقَ
فيهِ اشتياقٌ الى الفجرِ ،
حين تحاورهُ،
الفجرُ مبتسماً ..كان يرنو اليكَ
ويبكي عليكَ
وانت الغريرُ العنيد
فأمّكَ قد برأتْ حينَ بالغتَ في الشعرِ مِمّ ابتدعتَ، ومازلتَ محتفلاً بالقصيدْ
ألأنّ دماءكَ مجبولةٌ بالعناءْ
أم لانَّ السماءَ معلّقةٌ نستقي غيمها وتزيدْ ؟
فبإيّ المياهِ اغتسلتَ
وهذي الجراحُ تثورُ ويرغو الصديدْ ؟
....
.. اتّكأتُ على الحلم ..
صحتُ بهم : أكرموا عمّتي
إنها خُلقتْ من تراب أبي
نسغها في النخيلِ
وليس الأرومةُ من كهرمانِ الشجرْ .
وتذكَّرت كلّ الذين أخالفهم
في الرؤى والنظرْ
أستعيدُ الهوى ، والغناءَ ،
الصهيلَ الذي ما انكسرْ
والذي يتَسَرْبَلُ بِالْشيبِ
إن عدتُ: ذاك الزمانَ الأغَرْ
أتذكّر زقزقةً للعصافير عند المطرْ
فأوزّعُ قلبي على الحبّ بين النساءِ ،
أقصّ عليهنّ أشهى الحكاياتِ ليلاً
وما كان يُروى على شهريارَ
عنِ العشقِ في أمسياتِ السهرْ
....
مرَّ عمرٌ وسيلٌ من الذكرياتْ
وئِدتْ فيهِ أحلامنا ..
ومضى كلّ شَيْءٍ جميلٍ وماتْ
كلّ شَيْءٍ رماد ..
الحرائقُ في كلّ آنْ ..
تلك نارٌ ..
ونارٌ هنا في ضلوعي
فكيف أقاومُ جوعي ؟
وهذا عقوقُ البنين عقابٌ
على حسرةٍ في دموعي .
....
كيف لا تُثقل الروحُ ..
في القلب سهمٌ
وانّ الدماء
على الكفّ ماءْ
فاغتسلْ بدمكْ
وأقبسِ النارَ من دجلةَ .
ماؤها من لهبْ
في العراق العَجبْ
من هنا سوف يولدُ جيلُ الغضبْ
....
غاضبٌ.. ودمي غاضبٌ
والترابُ الذي قد تعتّقَ في الغاضبينْ
صابرٌ وحزينْ
أترى تستطيعُ الجبالُ
احتمالَ أسايَ المعرّشَ في الياسمين
....
كلّ شَيْءٍ يهونْ
في الهوى البابلي الحنونْ
غير هذا العمى المُزْدَهَى في العيونْ
والعقولُ التي تُشترى بالجنونْ
حين تغدو الخيانةُ بعضَ المُنى
ويُكرّمُ في الوطن الخائنونْ .

عبدالمنعم حمندي

29 حزيران 2019



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن