فوبيا -اللادينيون-والإلحاد عند الوهابية المتأسلمين ومعهم الساسة في مصر

خالد كروم
khaledkrom@gmail.com

2019 / 6 / 29

تنوية :-

امثال وضيعة ..... تحط من كرامة الانسان ...وتجعل من الاوباش ملوك..؟! فهل كانت الشيوعية قبل فتوي مشايخ الأزهر غير ملحدة وكافره ....؟

ولماذا نسمع تلك المعزوفة بين الفترة والأخرى .. ودخلت علي الخط الوهابية ؟.وما المراد في هذا العداء ؟

سأل أحد المواطنين السؤال ...عن فتوى مشيخة الأزهر في فترة الستينات ... شيخ الأزهر ...دخل صومعة العلماء ... بالطبع فقط يفتون فقط ...

هذا السؤال .. قديم بقدمه وجديد متجدد اليوم !!.. فهو مكسور وصدئ بائس ....يحاول خصوم الشيوعيين إشهاره بين فترة وأخرى....

غايته وهدفه للتصدي وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.... وبأساليب لا تخلو من الريبة والشك ....!والإساءة لهذه القوة الوطنية والمخلصة ...النظيفة فكرا" وفلسفتا" وسياسة وعقلا" ويدا"...

والحياة زكتهم ..... وشهد لهم الخصوم قبل الأصدقاء .... كونها قوة لا ينازعها أحدا في الوطنية... وصدق توجهها ووضوح سبلها وأهدافها ...ومناصرتها للضعفاء والكادحين ....ولاستقلال مصر بعيدا" عن الأحتلال العسكري والفكري ...ورخائه وازدهاره وتماسك نسيجه الاجتماعي...

رغم هذا ..! وما لم نذكره من خصال ومزايا لهؤلاء الأوفياء الجوادين بالنفس والنفيس ....للشعب والوطن ....!

فمازالت بعض الأصوات النشاز تنعق وعبر وسائلها المتاحة من منابر وفضائيات ووسائل إعلام مختلفة .....!وترفع الشعارات سيئة السمعة والصيت ...:_ يا أعداء الشيوعيين أتحدوا .. جهارا" وفي الخفاء ... فقد زاد السيل الزبد ....!!

إزدادت في الأيام الأخيرة تصريحات رجال دين وساسة على الأخص من إنتشار الألحاد ... وكذلك الإدينية ...بالمجتمع المصري محملين أسباب ذلك الى الشيوعيين والمدنيين والعلمانيين....

وقد سخر هؤلاء في معركة...! غير متكاقئة مع ...(( "الملحدين" _ واللادينيون.!))....عبر دور العبادة والفضائيات.... والصحف والمجلات لصالحهم....

كونهم على عكس ...(( "الملحدين" _ واللادينيون.!))....الذين يفتقرن لكل شيء تقريبا .... يملكون السلطة والثروة والإعلام .. والاجهزة الأمنية والجيش ...التي يهددون بها الناس وضربهم بيد من حديد....!!

منهم من يرفعه جهارا نهارا ....ودون حياء ولا ضمير....ومن دون خشية ولا خجل..... بالرغم من أن العراق دولة ديمقراطية...؟!أو هكذا من المفترض أن نكون... بأننا في ظل ...دولة ديمقراطية ... !! ودولة تدين بالمواطنة والوطنية... وقبول الأخر...حسب الدستور المصري ...!!

وأضف إليهم ...السياسي الحاكم ...وما يسوقونه في خطبهم وما يعضون به من على منابرهم ولقاءاتهم مع القوى السياسية ومع من يخالفهم الرأي ..في لقاءاتهم واجتماعاتهم ..!

ولكنهم لا يمتون الى هذا الواقع بشيء أبدا"... !فهم ألد أعداء المواطنة والرأي الأخر ....والديمقراطية والشيوعية ...!! إسم اللاديني هو بالضرورة معناه الألحاد أو الفكر الألحادي....

الذين يحاولون اليوم رجال الدين والساسة ودخلت على الخط الوهابية .. والسلفية الأرهابية ... وإلصاق تهم الإلحاد به لعوامل سياسية تتعلق بالأوضاع التى تمر بها مصر الأن ...

وتصدر اللاديني والشيوعيين والمدنيين وقوى ديموقراطية أخرى ....ومن أجل إصلاح العملية السياسية التي تمر بها بها المنطقة ....ولا توجد في أدبياتهم ما يشير بكلمة واحدة الى الإلحاد ناهيك عن الترويج له.....؟!

دعونا نعود هنا الى الأسباب التي دعت وتدعو رجال الدين وأعضاء الأحزاب الدينية على تناول موضوعة الألحاد اليوم....وهل هناك بالفعل موجة إلحاد واسعة بالبلد ما جعل هذه القوى أن تصاب بمرض نفسي إسمه ...((" فوبيا اللاديني والإلحاد"))... أو رهاب الإلحاد باللغة العربية....؟

لكن قبل البحث عن أسباب ...(("واللادينيون")).. علينا أن نميز بين اللاديني وإلحاد النخبة ....أي المثقفين الذين يتعاملون بالفكر والعقل والعلم والمنطق والفلسفة للوصول الى الإلحاد وهم قلّة بالمجتمع....

وبين ...(("إلحاد" الجمهور والذي يتخوف منه الإسلاميون ورجال دينهم والذي تجاوز اليوم الخطوط الدينية والأجتماعية "الحمراء" ...!))...

بنظرهم والتي لم يعرفها مجتمعنا من قبل ولا حتى عندما كان اللاديني والشيوعيين يمتلكون الشارع منذ سنوات كبيرة ....

فالألحاد عند المجموعة الأولى هو موقف مبدأي مرتبط بأمور فلسفية وعلمية لا مجال لسعتها في بحثها هنا...أما اللاديني"وإلحاد" المجموعة الثانية.... وهم الأغلبية فلا علاقة لها بالفلسفة والعلوم مطلقا....

تعريف مصطلح كلمة "واللادينيون"..!

أن "اللاديني"والإلحاد وبالأحرى النكوص عن الدين والذي تفشى في السنوات الأخيرة في عموم العالم الإسلامي.... والعربي منه على الخصوص ....شمل فئات إجتماعية واسعة لأسباب عدة،...

منها الخطاب الإسلامي المتشدد والذي كان الأرهاب أحد أهم تجلياته...ومنها فشل المشروع الإسلامي في تلبية حاجات الناس اليومية لعدم إمتلاكهم نظريات وأفكار أجتماعية وإقتصادية قادرة على التعامل مع المتغيرات الهائلة التي حدثت وتحدث في العالم يوميا ومواكبتها....

علاوة على الفقر والبطالة واليأس من تحسن الأوضاع في ظل دكتاتورية الحكومات وتراجع القوى الديموقراطية واليسارية بالتصدي لمشاكل مجتمعاتها لأسباب منها ذاتية وغيرها موضوعية...

"اللاديني"والإلحاد في مصرلا هو ليس كما ..(( "واللادينيون"والإلحاد)) .. في بقية البلدان العربية والإسلامية...ففي تلك البلدان أظهرت المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش من الوحشية ما أصاب العقل الجمعي في تلك المجتمعات بالصدم...

وقد ساهمت نقل المعلومة بسرعة قياسية نتيجة الثورة التكنولوجيا ....والفظاعات التي روجتها وسائل إعلام هذه المنظمات ....وضعف الدولة في مواجهة الخطاب الديني "السلفي"الوهابي ....

بل مباركتها لها أحيانا كثيرة... بشيوع موجة ...(("واللادينيون"والإلحاد..!))... بين الفئات العمرية المختلفة ومن أوساط إجتماعية مختلفة.....الا إننا لم نلاحظ هجمة منظمة على ...(("واللادينيون"والإلحاد..!))...من قبل تلك الحكومات كما الهجمة المفتعلة الأخيرة عندنا....

أين نحن من دولة المواطنة ...ومن التعددية ومن...(( الدولة الديمقراطية المزعومة ...!؟))...هذا السؤال ربما لا يريد أن يفقهه البعض ...بل لا يريد أن يسمعه...فهو مبهم وحمال أوجه من وجهة نظرهم... !

"اللاديني"والإلحاد لا ينكرون على أحد معتقدهم وما يؤمنون به ...وللأخرين الحق الكامل في ذلك....وفي نفس الوقت لا يحق للأخرين إنكار حق "اللاديني"والإلحاد في ما يعتقدون وما يؤمنون..

فكرهم وفلسفتهم ونهجهم يقوم على الاختيار الحر والتعددية وقبول الأخر....وهم ماديون في نظرتهم وتفكيرهم ونظرتهم لحركة الكون والمجتمع ...وتقوم على أساس قوانين الديالكتيك والعلم والمعرفة...

ويقرون بكل القوانين العلمية والفلسفية في تفسير وتطور الحياة الكونية وقوانينها الوضعية ....وكل ما حصل من تطور في مختلف العلوم الإنسانية ...والعلوم المادية وقوانينها....

وهذا ينسجم مع حركة الكون وقوانينه... وما تم اكتشافه...وجميعها جاءت منسجمة مع حاجات المجتمع البشري ...والناظمة والميسرة للبشرية وتقدمها...

فالأنهيار الإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي فى مصر أوجد أرقام قياسية خلال السنوات الماضية...وإرتفاع نسبة البطالة- والفقر ...وإنعدام الخدمات برمتها وغياب الأمن ....

وإرتفاع أعداد الضحايا فى الحوادث بشكل مستمر...وعدم وجود ما يشير بالأفق الى إمكانية عودة الأوضاع الى حالتها الطبيعية في الأفق المنظور....

دفعت قطاعات واسعة من الناس الى اليأس...وقد ترجم الكثير من اليائسين موقفهم من المصاعب اليومية التي يعانون منها ووطنهم الى ...(("واللادينيون"والإلحاد..!))... فهل هذا ...(("واللادينيون"والإلحاد..!))...الا رد فعل...؟

أن الإجابة على الأسئلة أعلاه وغيرها من تلك المتعلقة بالفشل الأمني والأقتصادي والأجتماعي للسلطة....هي التي ستوضح الأسباب الحقيقية لمواقف الناس من الدين ورد فعلها تجاهه...بعد أن أصبح الدين تجارة مربحة للمتاجرين به من أحزاب ومؤسسات دينية....

أن عودة الحياة الى طبيعتها.... وبناء دولة المواطنة على أنقاض نظام المحاصصة الطائفية القومية من خلال نظام علماني ديموقراطي حقيقي.....سيعيد للدين نقاءه الذي شوهته القوى الدينية نفسها ....وحينها سنرى..(("واللادينيون"والإلحاد..!))..في نطاق ضيق كعادته ...

اليوم هناك محاولات محمومة ومعادية لتطلعات شعبنا في التعايش ....وإشاعة السلم المجتمعي والعمل على إعادة بناء دولة المواطنة.... وتحقيق المساواة والعدالة...وإعادة الأمن والسلام لربوع هذا الوطن الجريح والممزق...

سياسة العداء .(("واللادينيون"والإلحاد..!))..هذه....تعني العداء للشعب وللتعايش وللسلام وللمواطنة ....والعداء للشيوعية لا ينتقص من مكانة الشيوعيين ...

ومن هويتهم ومن نهجهم المنحاز الى جانب الشعب وقواه الخيرة .... بل العكس فإن العداء....(("واللادينيون"والإلحاد..!))..ينتقص من مكانة وسمعة ومكانة من يعادي الشيوعيين ....وهذه حقيقة ناصعة قد زكتها الحياة...

إن إشاعة السلام والمحبة والفرح ....هو المطلوب والمرغوب اليوم .... وليس خلق النزاعات الفكرية والسياسية والطائفية والعنصرية ...والواجب يحتم علينا جميعا السعي الحثيث لتحقيق هذه الأهداف والقيم النبيلة وليس العكس ...

إن اللادينيون"والإلحاديون هؤلاء هم صفوة مناضلي شعب مصر ...وسيبقون مزهر الكون وقاطرة التأريخ ...المدافعين الحقيقيين عن الشعب المصري .. وعن خير البشرية وسعادتها وأمنها ورخائها...

وليس العداء لأصدق وأخلص قوة سياسية وفكرية تعمل على الساحة المصرية منذ عقود من الزمن ...التي تفخر بأنها قدمت في سبيل ذلك ...

وما زالت سخية بالتضحيات ....وذادت عن حياض الشعب والوطن... بالنفس والنفيس...من دون ترفع واستعلاء....وبتواضع ومحبة وود....والاعتزاز والتقدير موصول لكل من يختلف معهم ويخالفهم الرأي.... في ما تراه وما تعتنق به ...

هذا هو منطق العقل والحريص حقأ على بناء دولة المواطنة والعدالة والمدنية الطريق لتحقيق هذا التوجه..... ليس بالسهل...! ولكن ليس بالمستحيل ....ودائمأ الأشياء الطيبة تبدأ بحلم ....طالما نحلم إذن نحن قادرون على تحقيق هذا الحلم ولو بعد حين...

إنتهي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن