ضوءٌ على جَلسة القَسَمْ

امين يونس
sadamkar@yahoo.com

2019 / 6 / 11

* تعّودنا هنا في أقليم كردستان العراق ، على تناوب تجهيز الكهرباء الوطنية وكهرباء المولدات الأهلية ، كُل ثلاث ساعات . ولأن الوطنية كانتْ قد شّرَفتْ في التاسعة صباحاً ، فأننا توقعنا أن تنقطع في الثانية عشر ظُهراً ... لكنها لم تنقطع ، فقلتُ في نفسي : رُبما الموظَف المسؤول عن ذلك مشغولٌ مثلي بمُتابعة مُجريات قَسَم رئيس أقليم كردستان العراق ، الجديد ، السيد نيجيرفان البارزاني .. ونسي ان يُنزِل القاطِع ! . لكن التيار الوطني الرئيسي إستمرَ حتى الثانية والثالثة بل حتى الرابعة عصراً ... فيا لها مِن مُتعة .. ويا لها من ساعاتٍ أولى من تَسّلُم فخامته لمَهام منصبه .. فإذا وّفَر لنا الكهرباء في نهارٍ حُزيراني حار ، لسبع ساعاتٍ مُتواصِلة ، في يومه الأول .. فماذا سيفعل في الأيام التالية ؟ ... ننتظر منهُ المزيد كُل يوم بالتأكيد .
* رّبما يكون فخامته شخصِياً أوعَز بتجهيزنا نحن المواطنين ، بساعاتٍ إضافية من الكهرباء الوطنية في هذا اليوم الميمون .. أو رُبما قامَ المسؤولون المحليون بذلك من عندهم ... المُهم ان ذلك فِعلٌ بشري في كُل الأحوال . لكن المُدهِش ، ان السماء أيضاً تكاتفَتْ لإظهار تَمّيُز هذه المُناسبة الفريدة .. فتجمَعَتْ الغيوم في سماء الأقليم وقرقعت الرعود وإشتعلَ البرق .. ثُم نزلتْ زخّات مطرٍ مُحتَرَمة ساهَمَتْ في كَسر شوكة الحَر . صّدقوني أنهُ من النادِر ان يهطل المطر في مثل هذا الوقت من السنة ، هُنا . وعلى الرغم أنهُ لم يستمر سوى لدقائِق معدودة ... فأن مغزى ذلك لا يغيب عن أي لبيب .
* تكّرَسَتْ " مرجعية " السيد مسعود البارزاني في هذه المُناسبة ، بصورةٍ واضحة . فعلى الرغم أنهُ لا يتمتع بأي صفةٍ رسمية ، إلا أنهُ عُومِلَ بإعتباره زعيماً وقائِداً .. بل كانتْ كلمته قبل كلمة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب .. إضافة إلى إشادة الجميع بدَوره السابق والحالي والمستقبلي .. ولا سيما رئيس الجمهورية برهم صالح . على أية حال .. يكفي أنهُ عَم رئيس الأقليم ووالد رئيس الحكومة ، لتثبيته مَرجَعاً بدون مُنازِع .
* إذا كان " عمار الحكيم " في كلمته التي ألقاها ، يُمّثِل وحْدهُ ،الشيعة .. فأن ذلك مدعاة للتساؤُل : أين التيار الصدري وأين حزب الدعوة وبدر ؟ وإذا كان " خميس الخنجر " يُمّثِل السّنة ، فأين أسامة وأثيل ؟ وأين أيضاً أياد علاوي ؟ هل جميعهم مثل عادل عبد المهدي ، مشغولون أو في الخارِج ؟
* قبلَ أشهُر وفي لقاءٍ تلفزيوني ، قال النائب عن الحزب الديمقراطي " هيفيدار أحمد " : (.. بأنهم لن يستقبلوا مُطلَقاً ، برهم صالح في أربيل ، وهو لا يعترف بهِ رئيساً ) . تذكرتُ قَول النائِب ، وأنا أرى نيجيرفان البارزاني يستقبل صالح في المطار ، بالأحضان .. ورأيتُ برهم صالح جالساً بجانب مسعود البارزاني كَتفاً لكتف .. وسمعتُ كلمة رئيس الجمهورية وهو يُشيدُ بإفاضة بالسيد البارزاني .
* ورد في كلمات العديد من المُشاركين ، عبارات : المناطِق المتنازع عليها / المناطق خارج سيطرة الأقليم / المناطق التي عليها إشكالات بين الأقليم والمركز / المادة 140 ... إلخ . لكني لم أسمع كلمة : كركوك ، أبداً ... فهل هي صُدفة أم تناسي أم ماذا ؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن