الفن وصعوبات التعلم

عبدالله احمد التميمي
tamimiabd@yahoo.com

2019 / 5 / 15



تعتبر صعوبات التعلم الاكاديمية إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها الميدان التعليمي ، حيث تتميز هذه الشريحة من التلاميذ، بتأخرهم في التحصيل الاكاديمي مقارنة مع باقي زملائهم في نفس المرحلة، وذلك بسبب ضعف في اهم المهارات الاساسية، المتعلقة بالقدرة على القراءة والكتابة والحساب والتعبير الكتابي، وتبدأ اعراض هذه الحالة في مرحلة الطفولة المبكرة على هيئة عسر واضطراب في القراءة، مع عجز في فهم بعض الكلمات، بالإضافة الى عدم القدرة على استعادة المعلومات المخزنة في الذاكرة .
ويشير الروسان، الخطيب (2001). الى أن الاطفال ذوي صعوبات التعلم، يتصفون بخصائص متعددة، اهمها صعوبة التحصيل الاكاديمي وصعوبة واضحة في الادراك والحركة، مع ضهور بعض الاضطرابات في نطق الكلمات لديهم، كما إن تلك الفئة من التلاميذ لديهم خصائص جسدية ونفسية تظهر من خلال نشاطهم الحركي الزائد، بالإضافة الى بعض الا اضطرابات الانفعالية، مع قصور في الادراك والانتباه، يرافق ذلك ايضا ضعف عام في القدرة على التذكر والتفكير.
ويذكر الوقفي ( 1995)، أن الاطفال ذوي صعوبات التعلم تظهر عليهم خصائص اجتماعية واضحة، من اهمها انخفاض في القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع الاخرين، كم تظهر عليهم بعض سلوكيات الانسحاب من المجموعات وعدم الرغبة في التحدث او العب مع الاخرين، مع ارتفاع في مستوى العدوانية والعنف لديهم وتعتبر قدرات التواصل الاجتماعي من المؤشرات المهمة لنجاح التلاميذ. ولأن تلاميذ صعوبات التعلم يعانون من اضطرابات ومشكلات في تأخر تطور المهارات الاجتماعية لديهم مما يؤثر على مقدرتهم في الاندماج مع باقي زملائهم، وهذا ينعكس على سلوكياتهم الاجتماعية في المستقبل.
وعلى الرغم من انخفاض مستوى التحصيل الاكاديمي لهذه الفئة من ذوي صعوبات التعلم، الا أن العمل على تطوير المهارات الاجتماعية لديهم قد تساعد في تأهيل تلك الفئة. ويؤكد السرطاوي (1988)، ان عدم تطور مهارات التواصل الاجتماعية من ذوي صعوبات التعلم، يؤدي الى تدني مستوى تحصيلهم الاكاديمي ويشير السعيد (2006)، إن ذوي صعوبات التعلم غالبا لا يمتلكون قدرات لغوية لفظية. وبالتالي هذا التأثير السلبي ينعكس على مستوى التحصيل الاكاديمي مستقبلا، ومع ذلك فقد توصلت الدراسات والابحاث الحديثة الى ان ثلث الاطفال من ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبات سلوكية واجتماعية وانفعالية.
ولقد عرفت اللجنة الاستشارية التربوية الامريكية في العام 1969 ذوي صعوبات التعلم انهم تلك الفئة الذين يعانون من قصور في العمليات النفسية الاساسية التي يدخل في فهم واستخدام اللغة الشفوية مع ظهور اضطرابات في الانتباه والتفكير والكلام والكتابة والعمليات الحسابية الاساسية ويستثنى من هذا المفهوم التلاميذ الذين لديهم مشكلات تعليمية بسبب الاعاقة البصرية، السمعية، حركية، عقلية hallahan,Kauffman,pullen, 2012)).
اذاً هم فئة من التلاميذ الذين يلتحقون الى غرفة مصادر التعلم، وهم الذين تم تشخيصهم من طرف معلم ذوي الاختصاص في صعوبات ذوي التعلم، بناءً على بعض اختبارات لقياس مستوى الانتباه والكلام والاستيعاب القرائي والحسابي ضمن معيار (تشخيص المهارات الاساسية في اللغة العربية والرياضيات) للباحث راضي الوقفي والمعتمد من كلية الاميرة ثروت ووزارة التربية والتعليم, كمعيار لقبول التلاميذ في غرفة مصادر التعلم. مع وجوب تحقيق شرط عدم قدرة التلميذ على التحصيل الاكاديمي، بحيث يكون مستوى تحصيله في واحد او اكثرمن مقرر اللغة العربية والرياضيات (50%) او اقل .
وتعتبر صعوبات التعلم من أهم المشكلات التربوية الخاصة التي يعاني منها الميدان التربوي كما اشرنا سابقاً ، وما ينعكس عنها من أبعاد تربوية ونفسية واجتماعية، بسبب تزايد أعداد التلاميذ الذين يعانون من تأخر وبطء في التعلم في معظم المقررات الدراسية، مما يجعلهم لا يتفاعلون داخل الحصة الصفية بسبب تخلفهم في تعلم القراءة والكتابة، أو ان لديهم تأخر في ببعض العمليات الحسابية، مما يؤدي الى قصور في التعلم بالأساليب التقليدية، علماً انهم ليسوا من ذوي التخلف العقلي، ولكنهم يتخلفون زملائهم في التعلم لأسباب متعددة. (فتحي عبد الرحيم، 1992)
كما إن التلاميذ الذين تظهر عليهم صعوبات تعليمية، لا يمكن تصنيفهم ضمن فئات الاطفال المعوقين، ولكنهم قد يحتاجون الى صفوف خاصة تكون مؤهلة لتعليمهم بعض المهارات والانشطة التعليمية.حيث تم ملاحظة ذلك من خلال الانشطة. فهناك تشابه في المستوى الاكاديمي والتحصيل الدراسي لديهم، فقد يشكو أحدهم من صعوبات في مادة واحدة أو عدة مواد. ومما لا شك فيه إن صعوبة التعلم تكون في المراحل الدراسية المبكرة وقد يتعرض التلميذ الى اضطرابات نفسية وخلل في العلاقات الاجتماعية مع زملائه . قد تؤثر عليه .
" يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى تأخر أو اضطراب أو تخلف في واحدة أو أكثر من عمليات الكلام، اللغة، القراءة، التهجئة، الكتابة، أو العمليات الحسابية نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو مشكلات سلوكية. ويستثنى من ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان ثقافي". (Kirk and Chalfant, 1948)
وفي عام 1968 وضعت اللجنة الوطنية الاستشارية لشؤون المعوقين والتابعة لمكتب التربية الاميركي تعريفها مستندة إلى تعريف كيرك وقد اعتمد من قبل القانون الاميركي للمعوقين في سنة 1975 وتعديلاته اللاحقة سنة 1990 والذي ينص على التالي:
"صعوبات التعلم الخاصة تشير إلى اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الاساسية اللازمة سواء لفهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة. وتظهر على نحو قصور في الاصغاء، أو التفكير، أو النطق، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجئة، أو العمليات الحسابية. ويتضمن هذا المصطلح أيضا حالات التلف الدماغي، والاضطرابات في الادراك، والخلل الوظيفي في الدماغ وعسر القراءة أو حبسة الكلام. ويستثنى من ذلك الاطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم يمكن أن تعزى للتخلف العقلي أو لتدني المستوى الثقافي الاجتماعي أو للصعوبات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الانفعالية" (Education of All Children Act, 1975).)
أما الحكومة الاتحادية الاميركية فحددت عام 1977 ثلاث أنواع من المشكلات:
1. مشكلات لغوية, تعبير شفهي مبني على الاستماع.
2. مشكلات القراءة والكتابة: التعبير الكتابي ومهارات القراءة.
3. مشكلات رياضية : اجراء العمليات الحسابية والاستدلال الرياضي
وفي ضوء ذلك يمكن تصنيف صعوبات التعلم إلى مجموعتين:
• صعوبات التعلم النمائية
• صعوبات التعلم الاكاديمية
أولا: صعوبات التعلم النمائية
تشمل صعوبات التعلم النمائية المهارات السابقة التي يحتاجها الطفل بهدف التحصيل في الموضوعات الاكاديمية، مثلا يتعلم الطفل كتابة اسمه عن طريق تطوير الكثير من المهارات مثل الادراك، تآزر البصري الحركي، الذاكرة.
فحين تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة ويعجز الطفل عن تعويضها من خلال وظائف أخرى ينتج عنها صعوبة لدى الطفل في تعلم الكتابة أو التهجئة أو إجراء العمليات الحسابية.
ثانيا: صعوبات التعلم الاكاديمية
هي المشكلات التي تظهر من قبل اطفالنا في المدارس وتشتمل على:
o صعوبات بالقراءة.
o صعوبات بالكتابة.
o صعوبات بالتهجئة والتعبير الكتابي.
o صعوبات بالحساب.
الاسباب العضوية والبيولوجية:
يعتقد البعض أن الاطفال ذوي صعوبات التعلم يعانون من تلف دماغي بسيط يؤثر على بعض جوانب النمو العقلي وليس جميعها. ومما تجدر الاشارة إليه أن التخطيط الدماغي لمعظم حالات صعوبات التعلم لا يظهر مثل ذلك الاضطراب في الموجات الدماغية مما يعني عدم وجود التلف الدماغي. إن ضعف سند العلاقة السببية بين التلف الدماغي وصعوبات التعلم قاد بعض المختصين في المجال الطبي إلى تفضيل استخدام مصطلح خلل وظيفي بسيط في الدماغ (Minimal Brain Dys-function-) بدلا من مصطلح التلف الدماغي البسيط. ويشار في هذا المجال إلى ثلاثة مؤشرات سلوكية وعصبية هي: الضعف في التآزر البصري الحركي، والافراط في النشاط، وعدم انتظام النشاط الكهربائي في الدماغ. وهناك بعض الافتراضات البيولوجية الاخرى عن مظاهر مصاحبة لصعوبات التعلم ومنها المظاهر الجسمية غير الطبيعية لدى الاطفال قبل سن المدرسة كالتشوهات في شكل الجمجمة أو انخفاض موقع الأذنين في الجمجمة، أو كهربية الشعر. والاسباب الوراثية. يقول كالفانت (1989) أنه برغم أن أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين في هذا المجال هي صعوبة التفريق بين أثر العوامل الوراثية وأثر العوامل البيئية، فإن نتائج الدراسات في هذا المجال تشير إلى وجود أسباب وراثية.
عبدالله التميمي


المراجع العربية
السرطاوي، عبدالعزيز (1988). صعوبات التعلم الاكاديمية والنمائية. مكتبة الصفحات الذهبية. الرياض
الروسان، فاروق(2001)،سيكولوجية الأطفال غير العاديين، مقدمة في التربية الخاصة، دار الفكر للطباعة والنشر و التوزيع ،عمان
الوقفي ، راضي، (1995 ). مقدمة في صعوبات التعلم . الطبعة الأولى ، مختارات معربة كلية الأميرة ثروت ، مركز صعوبات التعلم ، عمان .
السعيد, محمد واخرون(2006). برامج التربية الخاصة ومناهجها بين الفكر والتطبيق والتطوير .عالم الكتب القاهرة ط1
القبالي , يحيى (2006). مدخل الى صعوبات التعلم . تقديم دكتور عطية الغول , عمان دار الطريق للنشر والتوزيع ط2
بدران، شبل، واخرون، (1983)، المناقشة في الأصول الفلسفية للتربية ،الإسكندرية مطابع الجمهورية
البسيوني ، محمود . (1992م) ، مصطلحات التربية الفنية : عربي إنجليزي ، ط (1) ، دار المعارف ، القاهرة ، مصر
عبد العزيز ، مصطفى محمد . (1999م) ، سيكولوجية التعبير الفني عند الأطفال ، ط2 ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، مصر.


المراجع الاجنبية
Ashour ,H.(2010) Difficulties Facing English Department.Juniors at IUG in Learning Stress: Reasons And Strategies. A Thesis Submitted to the Faculty of Education at IUG in Partial Fulfillment of the Requirement for the Master Degree in Curricula and Methodology - English (Unpublished)
Aziz, Y. (1980): "Some Problems of English Word-Stress.for the Iraqi Learners". English Language Teaching Journal, Vol. 34, No. 2, PP. 104-109.
Harmer, J. (2001): The practice of English Language Teaching. 3rd Ed. London: Longman.
Jesry, M. (2005). " Theoretically-based Practical Recommendations for Improving EFL/ESLStudents Pronunciation". Language & Translation,
Vol. 18, PP. 1-33
مراجع من الانترنت
Halpern. J, (2007). "Word Stress and Vowel Neutralization in Modern Standard Arabic". Retrieved from:
http://www.kanii.org/cik/arabic/an paper.pdf
Hansen, G.(2007): "Teaching Second- Language Phonetics to Adult. Prominent Second-Language Acquisition Theories and their practical
Implication". Retrieved from:
http://rudar.ruc.dk/bitstream/1800/2844/1/Proi ect%20"incl%20frontpage.pdf.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن