الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد... والمديونية المغربية!

محمد مسافير
moussafir.med@gmail.com

2019 / 4 / 23

كيف أشك في وطنية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد؟ إنهم أهل الدار، ومن الطبيعي جدا أن يريدوا الخير لتلاميذ البلاد، تلاميذ الفئات الدنيا من المجتمع، إنهم منهم، وعلى هذا الأساس يناضلون، كل منهم له أخ أو ابن في المدرسة العمومية، ونضالهم من أجل تحسين وضعيتهم كأطر تعليمية، هو غيرة على مستقبل المدرسة الشعبية، أي غيرة على مستوى تلاميذتها...
لكن في المقابل، كيف أثق في وطنية القائمين على ملف التعليم؟ كيف أثق في نوايا أصحاب القرار؟ وأبناؤهم غير معنيين بهذه المدرسة أصلا، فمن المستحيل أن يرضى واحد منهم بتسجيل فلذة كبده في مدارسنا... ورغم ذلك، تجده يقرر فينا...
يا أصحاب الرأي والقرار، أخبروني، أنحن سائرون نحو التقدم، أم أننا نتقهقر إلى الوراء؟ ماذا تغير في المدرسة العمومية من السبعينيات إلى اليوم، المضامين... لكن ماذا عن الوسائل؟ أليس الأجدر بنا في 2019 ألا نناقش بديهيات من قبيل كرسي لكل تلميذ، أو عدد معقول للتلاميذ داخل الفصل، بل يجب أن نبلور تحديات أخرى، ككرسي داخل الحافلة المدرسية لكل تلميذ، وسبورات تفاعلية داخل كل فصل، ولوحة إليكترونية لكل تلميذ... لماذا نطالب فقط بما نعم به آباؤنا ولا نجده؟
إن كانت الوطنية والغيرة على المدرسة العمومية تستوجب التعاقد مع الأكاديميات، فأنا على يقين تام أن الأساتذة سيقبلون ذلك بصدور رحبة، لكن في اعتقادي، همهم الأكبر هو الشفافية والوضوح...
مثلا، على الحكومة ألا تتذرع بخطابات الجهوية لتفرض هشاشة الشغل، الكل متحمس لهذه الجهوية، وليتها كانت مسعاكم حقيقة... واجهوا الأساتذة بحقائق الأمور، المغرب في ضائقة مالية، وغارق في الديون حد الجفون، ونسعى عبر خطط استراتيجية إلى تقليص هذا الدين أو التخلص منه.. واجهوهم بهذا الخطاب، على الأقل، ستنالون بعض الاحترام... صادقون وإن أخطأوا !
الأساتذة طبعا فهموا الأمر، لكنهم يرفضون أن يتحملوا عبء سداد الدين لوحدهم، لكنهم قد يقبلون به إن انضمت إليهم فئات أخرى من الوطنيين الغيورين، كي نقطع نهائيا هذا اللجام الذي يثقل أعناقنا ويربطنا بتوصيات المؤسسات المالية الدولية، نريد الاستقلال عنها، ها كم فلوسكم، وهاتوا الحرية...
لن نتزايد أبدا على بعضنا البعض في وطنية رئيس البلاد، ولا يمكن لأحد أن يضاهيه وطنية، لذا فمبادرته إلى التبرع بجزء من ثروته لفائدة الصالح العام، ستكون حافزا للعديد من الأثرياء في المغرب إلى التقليد، وقد سبق لملك ماليزيا أن ألغى احتفالات عيد ميلاده للمساهمة في سداد الديون الخارجية لبلاده، وألقت مبادرته تجاوبا كبيرا من طرف أغلب الشعب..
على الحكومة، أن تفرض على أغنياء البلد، المساهمة بنسب ثابتة من ثروتهم إن لم يتعظوا بمبادرة صاحب الجلالة نصره الله، فهم لن يموتوا جوعا مهما ساهموا، عكس الفقير، كل درهم يقبضه يعني له الكثير... ثم نأتي إلى ميزانية البرلمان والحكومة والديوان والمناصب العليا عموما، نقلصها إلى النصف، ونقلص الريع أيضا إلى النصف... وهنا سأضمن لكم، وسأبصم لكم بالعشرة، أن الأساتذة المرسمين أيضا، سيطالبون بالعقدة، إن كانت ستقضي على ما تبقى من الدين !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن