الجزائر قصة الامس و اليوم و غدا

فراس حاتم
firasf984@gmail.com

2019 / 4 / 3


ان عرفنا التاريخ فلابد لنا ان نمر على الجزائر بداية من العصر الرزماني و الفينيقي و انتهاء بالبربر و الاندلس , السيطرة العثمانية من خلال تعيين الداي الجزائري الذي رمى المروحة في وجه القنصل الفرنسي في الجزائر الامر الذي اعتبرته فرنسا اهانة ما دفعها الى مهاجمة الجزائر لتكون في اخرها حين ما كانت مستعمرة فرنسية التي اعتذر فيها الرئيس الفرنسي اخيرا ايمانويل ماكرون عن سنوات الاستعمار لاكثر من مئة و ثمانين عاماا حتى الاستقلال .و ان قلنا الفن فلا ننسى وردة الغناء العربي الفنانة الراحلة الكبيرة وردة الجزائرية التي كانت و مازالت في اغانيها في وجداننا مثل مليت من الغربة و بتونس بيك و حرمت احبك و في يوم و ليلة و غيرها من الاغاني الخالدة التي عاشت معنا و تربت فينا .غير عن الفن الموسيقىي الشعبي الراي الجزائري الذي ودعنا قبل ايام فنان الراي الشهير رشيد طه , الشاب فضيل و الشاب خالد باغانيه الشهيرة التي ما زلنا نسمعها و نستمتع بها .وان تذكرنا الطبيعة الخلابة للجزائر فلنتذكر جبال الاطلس الشاهقة في الغرب و سواحل البحر المتوسط في العاصمة الجزائر ووهران ثاني اكبر مدينة جزائرية و قسطنطينة المدينة المكونة من جبلين و يربطهما جسر لتدعى بقسطنطينة غير عن وسط الجزائر صحاريها ذات الرمال الذهبية و اراضيها الزراعية الخصبة و التي يمر فيها نهر الشليف. ام الجنوب الذي يتضمن الصحراء الكبرى التي تحتوي على كهوف تاسيلي التي تحتوي رسوم عن اسرار الحياة منذ ثلاثة الاف عاما و كذلك مرتفعات تيبستي و الاحجار المجاورة للنيجر وتشاد .و ان قلنا الجغرافيا للجزائر فهي تقع على البحر المتوسط و ثاني اكبر بلد في افريقيا و تاسع بلد بكبر مساخته على العالم الذي ياتي بعد كازاخستان.و للموقع الجغرافي للجزائر اثر كبير عليها حيث انها تطل على البحر المتوسط و مجاورة لاوربا بينما تحدها شرقا ليبيا و شمال شرق تونس و غربا المغرب و جنوبا النيجر ,تشاد ,مالي و جنوبا غرب موريتانيا وغربا المغرب التي كانت و مازالت العلاقات معها تمر في مراحل صعبة نتيجة لحرب الرمال بين الجزائر و المغرب عقب استقلالها باشهر قليلة و الحرب التي استمرت لسنوات طوال اسفرت عن اغلاق الحدود المغربية الجزائرية الى يومنا هذا ! و غير عن ذلك النزاع على الصحراء الغربية التي تدعم فيه الجزائر جبهة البوليساريو لانفصال عن المغرب و اعلان الجمهورية الصحراوية بالرغم من اعطاء المغرب الصحراء الغربية حكما ذاتيا بعد حرب استمرت من 1975 الى 1991 حين تم تقرير الاستفتاء من قبل الامم المتحدة للبقاء ضمن السيادة المغربية و جعل مخيمات تندوف مركزا للبوليساريو التي كانت الصحراء الغربية فيها اهميتها لامتلاكها احتياطيات من النفط و الغاز و اكبر احتياطي فوسفات عالمي حيث ان الجزء الشمالي منها الساقية الحمراء كان للمغرب و ووادي الذهب لموريتانيا لكن بعد استقلال موريتانيا عام 1970 اعادته الى المغرب لتثار حفيظة الجزائر بعد دعم البوليساريو لها في حربها ضد الجيش المغربي التي اسفرت عن هدنة ووقف اطلاق نار و مفاوضات حول مصير الصحراء من جهة و عقدة في وجه احياء الاتحاد المغاربي و الشراكة الاوربية المتوسطية نتيجة لخلافات الجزائر و المغرب في ملفات عدة .للجزائر ثاني احتياطي غاز طبيعي على افريقيا و التاسع على العالم من خلال حقول حاسي الرمل ,حاسي مسعود و زارزارتين التي يتم استثمارها من قبل شركات امريكية و فرنسية و صينية غير عن النفط الذي مكنها ان تكون عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك و غير عن مناجم الحديد و الفوسفات الموجودة في جنوبها و غربها .غير عن الزراعة و الصيد البحري التي تزدهر فيها لما لها من اهمية اقتصاددية و سياحية كمصدر للناتح القومي و غير عن صناعة التجميع فيها التي يتم تجميع سيارات رينو و بيجو مما مكنها من جعل الاقتصاد متنوع و مزدهر .لكن الجزائر سياسيا عير عن جمالها الطبيعي و التاريخ و الثقافي الذي يكاد ان يكون نموذج للتعايش بين العرب و الامازيغ قبائل او شعوب فيها حيت التداخل الكبير بينهام لان هنا الشعب الامازيغي هو شديد الجرص على انتمائه للجزائر و في ذات الوقت لهويته الامازيغية العريقة .لكن هنا السياسة تفرق في التي بدات فيها من ما بعد الاستقلال بقيادة الرئيس هواري بومدين و انتهاء في عبد العزيز بوتفليقة الذي تنحى في 04/02/2019 بعد المطالبات برحيله عقب مظاهرات شعبية .لكن بداية اللغز السياسي في الجزائر هو انقلاب هواري بومدين على رفيق النضال الرئيس احمد بن بيلا الذي كان اول رئيس مدني للجزائر ثم تاسيس حكم يكون فيه قبضة من حديد لكن بجانب هذا وجود تنمية و مشروعات حقيقية لها ومع تعاقب الاخضر الابراهيمي كممثل لجبهة التحرير الوطني و ووقوفه مع وزير الخارجية و ممثل الجزائر عبد العزيز بوتفليقة ظهر نجم اخر هو ضابط الجيش الشاذلي بن جديد الذي اندلعت شرارة الحرب الاهلية الجزائرية او العشرية السوداء بعد صعود التيارات الدينية و فوزها في الانتخابات عام 1990 داهم الجيش الجزائري المراكز الانتخابية و الغى الانتخابات بدعم من جبهة التحرير الوطني الجزائري حيث اشتعلت اعمال عنف ابتدات باغتيال الرئيس محمد بوضياف لدى اطلاق النار عليه في البرلمان بعد عودته من المنفى في فرنسا و انتخابه عام 1992 لمطالبته بدولة علمانية ديمقراطية في الجزائرية بدلا من حكم ذو ميول يسارية منذ الاستقلال .ثم تم انتخاب علي كافي ضابط الجيش الذي قدم استقالته لاحقا بعد فشله في حل ازمة الجزائر .و ياتي بعد اليمين زروال الذي يعد من قادة النضال الجزائري القدماء لكن هو الاخر لم يستطع حل الازمة الجزائرية .الى ان اتى عام 1998 عبد العزيز بوتفليقة بعد انتخابه و عودته من فرنسا ببداية عهد جديد في الجزائر مع استفتاء قانون الوئام المدني الذي انهى الحرب الاهلية و اوقفها بعد تعهده انذاك بانه اذا لم يتم القاء السلاح من الجماعات المسلحة فانه سيعود الى بيته !؟ لكنه عاد الى بيته نعم و لكن مقعد في كرسي متحرك و عينه على ولاية خامسة للحكم و لم يتم اقرار الا قانون المصالحة و العفو عام 2004 فلم يلفي السلاح احد حيث لازال الجيش الجزائري يواجه الارهاب بالرعم من تورط بعض قادته في جرائم قد ترقى الى جرائم حرب للمشاركة في العشرية السوداء بمقتل مدنيين دون وجه حق. حيث جنوب في سكيكدة و تنسيقية العروش و كذلك بعد حادثة مهاجمة المجمع البتروكيمياويات و احتجاز رهائن عام 2010 و هجمات على ميناء دلس و باتنة 2007 .فلو راينا كيف للجزائر ان يستمر الارهاب فيها الى يومنا هذا فالسبب ان الرئيس عاد الى بيته لكن لم تعد الجزائر افضل بسبب هجرة الشباب الى اوربا و امريكا ,قلة فرص العمل ,استشراء الفساد الاداري و الحكومي فيها من خلال غياب الاستثمارات فيها الضخمة التي كادت ان تنقل الجزائر الى مستوى افضل بالرغم من العمل جاري في بناء مطار الجزائر الكبير و بناء شبكة اتصالات في الاخضرية شرق العاصمة الجزائرية و المترو الانفاق لكن هذا لم يحدث بسبب السيطرة الحكومية و البيروقراطية عليها و نتيجة للعيش في الماضي في الصراع مع اوربا او المغرب هذا كله ادى الى استشراء الارهاب على مستوى واسع بسبب غياب مشاريع للتنمية في التعليم ,الصحة و البنى التحتية الامر الذي جعل عشرين عام من حكم بوتفليقة من دون انجازات حقيقية و هذا كلام اقرب المقربين له رئيس الحكومة الاسبق على بن فليس الذي طلب من بوتفليقة الاستقالة و ترك المجال للشباب بعد تدخل الجيش و حماية المتظاهرين من الحرس القديم .حيث هنا السؤال ما القادم للجزائر بداية تنمية ,عشرية سوداء ام ماذا ؟هل هناك مرة اخرى العودة لديكتاتورية جديدة ام تااسيس ديمقراطية حقييقية و مجتمع مدني يعيش برفاهية ؟ و ما الدرس للدول العربية و خصوصا في العراق الذي يعيش حالة سياسية قد تكون اعقد من الجزائر و بحاجة لتغيير حقيقي من اجل مجتمع افضل يزدهر بفضل طاقة شبابه و شاباته ام ماذا ؟فما من قادم الايام ان تكون خير مخبر و دليل لاخذ العبرة و الدرس فقط من اجل مستقبل افضل .
تحياتي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن