جعفر الصدر في بغداد ؟!

محمد حسن الساعدي
m_hussan1975@yahoo,.com

2019 / 3 / 21

بعد غياب لسنوات عاد من جديد نجل مؤسس حزب الدعوة في العراق السيد محمد باقر الصدر،حيث أجرى لقاءات سياسية مع القيادات العراقية المختلفة وُصفت بأنها كانت في البعض منها سري ، والبعض الآخر تناولته وسائل الإعلام المختلفة ، ويأتي هذا التحرك لجعفر الصدر،بعد اختفاء ابن عمه مقتدى الصدر عن العراق، وسفره الى بيروت،ما يعطي أكثر من تفسير لهذه الزيارة ،حيث تقول التقارير أن رئيس تحالف سائرون مقتدى الصدر غادر العراق قبل نحو 80 يوماً، في تصرف وصفه المحللون بأنه يأتي في ظل الضغط الأمريكي على الحكومة العراقية من أجل تغيير موقفها من إيران،والوقوف مع الحصار الدولي ضد طهران،إذ يعد الصدر من الرافضين لسياسة إيران في العراق بعد سنوات من الدعم المستمر له وللفصائل المسلحة التابعة له .
الصدر عقد لقاءات واجتماعات مع القيادات السياسية العراقية،وأهمها لقاءه مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي والسيد عمار الحكيم رئيس تحالف الإصلاح وهادي العامري ، ولقاءه بصورة سرية لرئيس الجمهورية السيد برهم صالح ، وتشير بعض الأخبار بأنه التقى السبهان سراً في بغداد ،وأفادت التقارير الخبرية بأن الصدر نقل رسالة أبن عمه مقتدى الصدر مفادها أن حكومة السيد عبد المهدي فاشلة وستسقط قريباً في حين أن من شكّل الحكومة وتبناها هو الصدر نفسه، بل أن أغلب وزارئها هم من اختيار سائرون،وتحت أشراف قيادات التيار الصدري .
الزيارة لم تكن متوقعة من شخصية غابت عن المشهد السياسي منذ ترشيحه لمجلس النواب واستقالة منه وانعزاله عن المشهد السياسي إلى بيروت،كما أن مثل هذه الزيارة تطلق رسائل عدة في كيفية تعاطي الصدر مع الملف العراقي،الأمر الذي يجعل الأوراق ربما تختلط نوعاً ما،إذ ما علمنا أن راية الإصلاح رفعها الصدر ونادى بها الأكثر ة من مرة، وشارك تظاهرات الصدريين في ساحة التحرير بغداد، ودخوله الخضراء لأكثر من مرة واقتحامه لدوائر الحكومة مهدداً بإسقاطها .
المنصف يجد أن لا عذر للصدر في أي خيار يتخذه، فهو مشارك في سلسلة الحكومات جميعها،وبحصة كاملة أو ربما تكون في بعض الأحيان أكبر من حجمها الطبيعي ، إلى جانب كمية ملفات الفساد التي تطارد قيادات التيار، والتي يهتم المجلس الأعلى لمحاربة الفساد بنشرها ومحاسبة الفاسدين فيها،والتي ينبغي أن تكون في مقدمة أولويات الصدر في زيارته إلى بغداد، إلى جانب ذلك كله ما زالت الحكومة لم تحسم أربع وزارات وأهمها وزارتي الدفاع والداخلية والتي للصدر دور في تأخير تشكلها وحسمها، لتعدد جهات المؤيد والرافض لتلك الشخصيات المرشحة،والتي ينبغي أن يترك هذا الأمر للسيد رئيس الوزراء لاختيار من يجد فيه الكفاءة والنزاهة والذي هو الآخر بات مقيداً بتوجه الصدر وغيره من قيادات الكتل السياسية، الأمر الذي فرض عليه بإعلان عدم التوصل إلى اتفاق وتحميل الكتل السياسية مسؤولية عدم الانتهاء من ترشيح للوزارات الشاغرة ،ويبقى أن نراقب ونتابع ما تمخض عن هذه الزيارة من نتائج مستقبلية نراه على أرض الواقع .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن