في الثامن من آذار يوم المرأة العالمي تحرر المرأة ليست مهمتها وحدها!

الحزب الشيوعي الاردني
jcp@nets.com.jo

2019 / 3 / 6

تحية حارة يُزجيها حزبنا الشيوعي للمرأة الأردنية والعربية ولسائر نساء العالم في يوم المرأة العالمي – الثامن من آذار- هذا اليوم الذي أضحى مناسبة لتجديد الالتزام بقضية تحرر المرأة من سائر قيود التخلف والقوالب الجامدة والنظرة الدونية والتهميش وهدر الحقوق والتسليع والسطحية والطابع الشكلي عند تناول مسألة مساواتها بالرجل في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
تحية حارة يُزجيها حزبنا للمرأة الأردنية العاملة في مختلف مجالات العمل والإنتاج، والنشاط السياسي والاجتماعي والاكاديمي والابداع الادبي والثقافي، من أجل انعتاقها من نير الاضطهاد والاستغلال المزدوج، في شتى ميادين الكفاح....هذا النضال الجريء والمتفاني، الذي ينشد انعتاق المجتمع بأسره وتحرره مما لا زال عالقاً في سلوك ووعي وقناعات شريحة من أبنائه وبناته، مستمدة من عادات وتقاليد وتصورات بالية، شديدة التخلف والانغلاق، سادت في حقبة العصور الوسطى.
في هذا اليوم يستذكر حزبنا طلائع المناضلات الباسلات اللواتي امتلكن الشجاعة للتمرد على سطوة السائد والشائع من معتقدات وتصورات حكمت على المرأة بالجلوس في البيت، وعدم الالتحاق بالمدرسة والجامعة وعدم الانخراط في العمل السياسي والعام.
بفضل أولئك النسوة الجسورات، أصبح التعليم متاحاً للإناث، وأضحى اجبارهن على ممارسة الاعمال المنزلية المعتادة فقط، أمراً غير مستساغاً، وبات التحاقهن بالوظيفة الحكومية أمراً شائعاً، وأصبح انخراطهن في النشاطات العامة مكفولاً، مع انه لا زال يقابل بتحفظ أوساط اجتماعية معينة.
ورغم المكاسب العديدة التي انتزعت بفضل النضال الجسور للمرأة الأردنية ومنظماتها النسائية التقدمية والديمقراطية، والأحزاب والقوى اليسارية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي الأردني، الذي احتلت قضية تحرر المرأة وضمان مساواتها القانونية والعملية مع الرجل في شتى مجالات الحياة، احدى أولويات برنامجه السياسي والاجتماعي، الا أن إقرار النظام السياسي بمكانة المرأة، وفسح المجال امام سيدات ينتمين الى (النخبة النسوية) لشغل مناصب رفيعة في جهاز الدولة الإداري لا يترافق مع عمل دؤوب يستهدف التأثير على الوعي والثقافة الجماهيرية السائدة التي لا زالت تعيق ممارسة المرأة الأردنية لحقوقها ومكاسبها باستقلالية وبمنأى عن هيمنة رأي وقناعة الرجل الأب والأخ والزوج.
في يوم الثامن من آذار – يوم المرأة العالمي - يجدد حزبنا الشيوعي انحيازه التام والتزامه الأكيد بالسير على ذات النهج الذي سار عليه منذ تأسسه في مطلع خمسينيات القرن الماضي...نهج النضال لضمان أوسع مشاركة للمرأة الأردنية في الحياة السياسية والعامة، وتأمين جميع المتطلبات القانونية والإدارية التي تكفل هذه المشاركة، ومواصلة تعرية وفضح الممارسات التي تكبل طاقات المرأة وتفرض عليها حصاراً سياسياً واجتماعياً يقيد حركتها وحريتها واستقلالية قرارها وخياراتها في العمل والمشاركة السياسية في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية والانخراط في الأحزاب السياسية والمنظمات على تعدد ميادين نشاطها وتبوء مواقع المسؤولية على اختلاف درجاتها في هذه الأحزاب والمنظمات.
إن حزبنا الشيوعي يربط بصورة جدلية قضية تحرر المرأة بتحرر المجتمع بأسره، ويعتبر أن الانتصار في هذه القضية الهامة لن يتحقق الا بالنضال المشترك للرجل والمرأة كتفاً الى كتف، وجنباً الى جنب.
ومن بين الجبهات المتعددة التي يجب أن يُخاض هذا النضال في ساحاتها، يفرد حزبنا موقعاً متقدماً واساسياً للنضال على جبهة تغيير الوعي والذهنية وانماط السلوك السائدة في المجتمع وليس فقط لدى الأوساط المحافظة في السلطة، وهو سيواصل التصدي بشتى اشكال الوعي المتخلف والمعتقدات البالية والأفكار الرجعية التي تبقي المرأة ضمن دائرة التبعية المطلقة للرجل وتعطل طاقاتها وتلغي دورها المستقل في عملية التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تنشده قوى التقدم والديمقراطية والعدالة والتقدم الاجتماعي في بلادنا.
في الثامن من آذار – يوم المرأة العالمي – لا يفوتنا توجيه ألف تحية للمرأة الفلسطينية المكافحة من أجل تحرر شعبها الفلسطيني وانتزاع حقوقه غير القابلة للتصرف في الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
كما يوجه حزبنا ألف تحية للمرأة العربية المناضلة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويخص بالتحية المعتقلات في سجون نظام البشير الدكتاتوري وسواه من أنظمة القمع والاستبداد وانتهاك الحريات والحقوق في سائر بلدان العالم العربي ويطالب بإطلاق سراحهن وضمان حقوقهن وحرياتهن.
الف تحية نوجهها للنساء في سائر بقاع العالم المناضلات ضد الفقر والتخلف وسياسا، ومن أجل ضمان مستقبل أكثر عدلاً وانصافاً، وأقل جوراً وامتهاناً للكرامة الإنسانية لأنفسهن ولأسرهن ولمجتمعاتهن.
لنساء الأردن، والبلدان العربية الشقيقة، وللنساء على امتداد العالم، أطيب التهاني والمنى وكل عام وأنتن بألف خير.
عمان في 6/3/2019
القطاع النسائي في الحزب الشيوعي الاردني



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن