فرنسا وقضية تسليم المعارض العراقي د. فوزي حمزة

فائق الربيعي
faek_h@hotmail.com

2019 / 2 / 18

ما تزال الذاكرة العراقية تحتفظ بالكثير من الأحداث التي تمّ فيها تسليم فرنسا للمعارض العراقي الدكتور فوزي حمزة إلى النظام العراقي المقبور , وفي مثل هذه الأيام من شهر شباط (1986) شهدت الساحة السياسية العراقية في المهجر إندلاع مظاهرات وإعتصامات إمتدت إلى كثير من دول العالم وبقاع هذه المعمورة , سوريا ,إيران , بريطانيا ,فرنسا ,كندا, أمريكا, الهند , وكذلك في غيرها من الدول الغربية والإسلامية وكانت كلها تطالب بالحفاظ على حياة المعارض العراقي د. فوزي حمزة وإيقاف الإعدام الذي سيتعرض له من قبل أجهزة النظام الصدامي بإعتباره أحد قيادات حزب الدعوة الناشطه ضد النظام العراقي في الساحة الفرنسية , وفي ظل هذا الإصرار الملحوظ من قبل المعارضة العراقية في مواجهتها الساخنة ضد النظام المقبور حيث جعلت العالم كله من خلال قضية تسليم د.فوزي حمزة يستشعر الظلم والتعسف وحمامات الدم التي تقوم بها أجهزة القمع الصدامي ضد ابناء شعبنا العراقي , وهذه القضية دفعت المعارضة السياسية العراقية الى واجهة الأحداث لتكون استحقاقاتها ومطالبها الخبر الأول في كل وسائل الأعلام المرئية والمسموعة ولن تخلو نشرات الأخبار في جميع أنحاء العالم عن قضية إعتقال وتسليم المعارض العراقي د. فوزي حمزة .
ومن هنا ....
بدأت تفاعلات هذه القضية تأخذ اشكالا مختلفة وتعبيرات متعددة
ولا سيما ضمن الأوساط المهتمة بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني
فأصدرت في حينها النداءات والمناشدات والمطالبات بإطلاق سراحه فوراً وكذلك بدأت أطراف المعارضة الإسلامية والوطنية العراقية بالتحرك المكثف والإتصال بكافة المنظمات الحقوقية والسعي من أجل إطلاق سراحه , والضغط على الحكومة الفرنسية التي تتحمل كامل المسؤولية في الحفاظ على حياته , وهكذا كنت أتابع هذا الحدث الإستثنائي كما يتابعه أغلب العراقيين المتواجدين في سوريا وساحات المهجر الاخرى , وما تزال ذاكرتنا على الرغم من مرور هذا الزمن الطويل تحتفظ بالقيمة الثابتة والمهمة للتفاعل الكبير مع هذه القضية التي تتجلى معانيها في الصراع القائم والمحتدم أنذاك ما بين المعارضة العراقية بكافة تشكيلتها وإنتماءتها وبين النظام الصدامي , ومن هنا سوف لن اسرد كافة التفاصيل ووتيرة هذا الصراع التصاعدي ومساحة إتساعه ولكن سأكتفي بذلك اليوم الذي توّجه النصر المؤزر للمعارضة العراقية بإجبار ورضوخ النطام الصدامي المقبور الى إطلاق سراح وعودت المعارض العراقي د. فوزي حمزة الى فرنسا بعد مضي سبعة أشهر في سجون ومعتقلات نظام صدام المقبور ..وهكذا يحق لنا القول لقد أمسك العراقيون الأحرار الطرف الأخر من الحياة من أجل العراق أرضا وشعباً, وذهب النظام المقبور إلى مزبلة التاريخ ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن