في النقد المقارن

أبو الحسن سلام
prof.sallam@yahoo.com

2019 / 2 / 7

النقد المقارن
- نبذة مختصرة –
د. أبو الحسن سلام

نشطت حركة الدراسات المقارنة من خلال تطلعات الدارسين والباحثين إلىى التواصل فيما بين دراسات بعضهم بعضا خاصة في معالجات الإبداع الذي تأس على رؤي جديدة تعيد إنتاجه في ثقافة لغة أخري مغايرة لثقافة لغة الإبداع الأول المعاد معالجته عبر تناص صور أو موامنبعه أو بعض العناصر بين العمل الإبداعي الثاني المعاد مع عناصر مناظرة تناظرا تاماىأو تناظرا جزئيا مع الإبداع الأصلي ، أو عن طريق المعارضة ؛ حيث يعارض أديب أو فنان خطاب عمل إبداعي أدبي أو مسرحي لأديب أو فنان سابق في لغة وثقافة أجنبية.، ومن أمثلة ذلك مئات المعالجات المسرحية التي اشتغل مؤلفوها من بلاد مختلفة في عصور مختلفة علي نص ( أوديب) لسوفوكليس، واشتغل عشرات الكتاب علي نص ( أنتجوني) كما فعل الفرنسي جان كوكتو فيةنصه ( أنتيجون) وكماىفعل بريخت في ( أنتيجونة الأنتيكة) ووكماةفعل السولوفاني ( فيليسار) في نص ( أنتجون في عصر العولمة) حيث حملها بخطاب معاصر يفكك ثقافة العولمة كما اشتغل عددةمن الكتاب على نص ( إلكترا) كما ىفعل الشاعر المسرحي مهدي بندق فيةنصه الشعري ( ليلة زفافىإلكترا) ومن قبل عارضها الكاتب المسرحي الفرنسي ( جان جيرودو) بنص ( إليكترا) وفيه تتزوج إلكترا من الفلاح الفقير وتناسبه معاشرة الأزواج راضية علي العكسةمن الكترا في النص الأصلي لسوفوكليس حيث يتهيب الفلاح الاقتراب من الأميرة الكترا زوجته تقديرا لنبل أصلها مع شعوره بالدونية .

كذلك اشتغل عشرات المؤلفين المسرحيين على نصوص شكسبير: ( هاملت- ماكبث - كريولانوس - عطيل- حلم منتصف ليلة صيف - روميو وجوليت وتاجر البندقية ) لشيكسبير ، من بينهم رجل المسرح الألماني برتولد بريخت رائد نظرية التغريب الملحمي ، الذي عارض مسرحيات أخرى منها: ( جان دارك) للإيرلندي جورج برنارد شو ؛ بكتابة أخري مغايرة للغة كتابها الإنجليزية وبخطاب مسرحي آخر بلغته الألمانية وأسلوبه الملحمي التغريبي المعارض لأسلوب الدراما التقليدية ، كما عارضها الفرنسي جان أنوي في مسرحية بعنوان( القبرة) .
كذلك اشتغل كتاب المسرح المصري والعربي علي أعمال مسرحية عالمية ؛ فتوفيق الحكيم عارض أوديب ملكا ؛ وكذلك عارضها على أحمد باكثير؛ حيث برأ كل منهما إرادة الغيب المتهم بنصب فخ إلهي للإيقاع بأوديب ؛ وهو أمر برأ من توفيق الحكيم إذ ىنسب التآمر علي أوديب لرجل الدين " تيريزياس" الذي قام بتدبير الأمر كله ليوقع بأوديب .
كما عالج ألفريد فرج مسرحية بريخت ( أوبرا بثلاث قروش) بمسرحية ( عطوة أبو مطوة) التي سبق لبريخت أن عارض بها مسرحية ( الشحاذ) للكاتب الإنجليزي ( جون جي ) والأمثلة كثيرة فوق الحصر.

* حول تاريخ الأدب المقارن:

معلوم لمن يتتبع مسرة الدراسات الأدبية المقارنة أن الدارسبن الأوروبيين - خاصة الفرنسيين- هم من عرفوا تلك الدراسات وعالجوها في مجلاتهم الأدبية ودورياتهم . معلوم أيضاً للمتابعين لتاريخ الدراسات المقارنة هم أول من توجه إلي هذا اللون من الدراسة المقارنة ؛ كما يذكر د. محمد غنيمي هلال١ في مصر : " كان وراء الدعوة إلي الأدب القارن في فرنسا أدباء وباحثون كبار يؤمنون بالإنفتاح ؛ وينكرونوكل نزعة إلي الانغلاق ومن هؤلاء ( أمبير J.J.A,mere ) و. ( سانت بيف : S.Beuve) " - رائد اتجاه النقد النفسي في الأدب- والأهم في هؤلاء كان " جوزيف تكست ( TEXET)

لكن الفضل في نشأة الدراسة المقارنة للفرنسيين : (برونيل ، كلوديوس بيشوا وأندريه ميشل روسو) ٢ حيث كانت فرنسا " منشأ الأدب المقارن ، وأن الفرنسي A,Vilemain كان أسبق من غيره إلي استخدام المصطلح ؛ وذلك من خلال المحاضرات التي ألقاها عام. ١٨٢٨ حول علاقات الأدبةالفرنسي مع بعض الآداب الأوروبية "

ومع أن تطور الأبحاث التطبيقية في الأدب المقارن في نهاية القرن ١٩ إلا أن اعتراف بعض الجامعاتةالفرنسية والأمريكية . ومعلوم أيضاً أن الفرنسيين هم من أسسوا الوعي النظري ( نظرية الأدب المقارن) ( بالدنسبرجرB,aldensperger ) (فان تيجم V,Tieghem ) و ( بول هازار. P,Hazard) وجان ماري كاريه J,M,Carre. و( ماريوس فرانسوا جوبار M,F, Guyard. ) ٤
( المرجع ، نفسه )
- يمكن القول إن الفضل في تأسيس هذا العلم في الأدب ودراساته يعود إلي الفرنسي (بالدنسبرجر).

- كذلك نخلص إلي أن درس النص والعرض المسرحي المقارن يشتغل على ما ارتكزت عليه دراسات الأدب المقارن ؛ حيث يتوفر علي " دراسة الصلات بين أدبيه قوميين أو أكثر "

- ونخلص إلي أن المسرح المقارن يتأسس على دراسة الصلات والعلاقات بين نصين أو عرضين مسرحيين قوميين أو أكثر - على نحو ما وضحنا بالأمثلة بين النصوص المسرحية من لغة قوميات وثقافات مختلفة فرنسية ، مصرية ، ألمانية ، أسبانية ، إنجليزية، أفريقية روسية مشتبكة الصلة والعلاقات .

النقد المقارن التطبيقي :
* يعتمد النقد المقارن وفق المدرسة الفرنسية علي عناصر القياس الآتية:
( الوصف - التشخيص - التفسير- الرواية - التقويم )
وفق الأسس الآتية : آنية التلقي - ذاتيته ،.التأثيرو التأثر – الانتصار لقومية المنتج الفرنسي - وفق النظرية الفرنسية-
* النظرية الألمانية والأمريكية المقانة : تأسست علي ( آنية التلقي الأيديولوجي الجمعي ، استبعاد شرط التأثير والتأثر ، استبعاد الانحياز للمنتج القومي، ادماج مفهوم الموازنة في مفهوم المقارنة ..)



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن