هل هناك أمل في دمقرطة العرب؟ أم (مافيش فايده)!؟

سليم نصر الرقعي
elragihe2007@yahoo.co.uk

2019 / 2 / 4

في الغرب ومنذ زمن بعيد كان هناك تياران يتصارعان فيما بينهما حول مسألة زراعة وتوطين الديموقراطية في العالم العربي، التيار السياسي والفكري والمثقف في الغرب الذي كان يؤمن بإمكانية زراعة وتوطين الديموقراطية في العالم العربي وتحول البلدان العربية إلى بلدان تتمتع بقدر كبير من الليبرالية والديموقراطية، وجناح آخر كان يعتقد أن هذا أمر مستحيل وأن العرب بطبيعتهم لا يصلحون للديموقراطية ولا تصلح لهم وأن نظام الحكم المناسب لهم هو نظام حكم ديكتاتوري وأن بالتالي مهمة الغربيين تتمثل فقط في دفع هذه النظم الديكتاتورية إلى التحول من أنظمة ديكتاتورية (خشنة) وحشية إلى أنظمة ديكتاتورية (ناعمة) تقبض على الحكم بخيوط من الحرير!.... وكان هذا التيار وأصحاب هذا الرأي القائل باستحالة دمقرطة ولبرلة العالم العربي هو التيار السائد ولهذا أخذت الدول الغربية تسلم لهذا الرأي وتستعد للقبول بمشروعات توريث الحكم من الآباء إلى الأبناء كحل واقعي وعملي يلائم العرب وجمهورياتهم العربية الوراثية!!.. ولكن انفجار ثورات الربيع العربي بتلك الطريقة المفاجئة بسبب عامل (الفوضى العفوية الخلاقة) أو (أقدار الله) أنعش التيار الغربي المؤيد لزراعة الديموقراطية وتوطينها في عالم العرب ومنهم (أوباما) وغيره، وتلقف هؤلاء الديموقراطيون الليبراليون هذه الثورات بكل حماسة وفرح وانطلقوا يتغنون بالحرية وبصحة مقولة (فوكوياما) (نهاية التاريخ) بانتصار النموذج الديموقراطي الليبرالي في كل مكان!.. وأخذوا يبشرون بربيع الديموقراطيات العربية انطلاقًا من تونس الخضراء والغراء!!... لكن (يا فرحة ما تمت) !!... فقد جاءت خيبة الأمل وهي تركب الجمل!!، جاءت تولول وتستصرخ (داحس والغبراء) وتبكي (ناقة البسوس)!!... فكان ما كان والله المستعان!!.... فوجدنا ووجد ممن يؤمن بالديموقراطية الليبرالية حقًا في الغرب وفي عالم العرب - وقليل ما هم!! - أن الحلم الكبير وهم غرير أخذ ينقشع مع انقشاع الغبار وينجلي على ظهور وحوش وأفاع عربية خرجت في لحظة رهيبة من القمقم ومن قبو مجتمعاتنا العربية (المريضة)!!.. وحوش وعفاريت وذئاب لم تكن لتخطر لهم على بال أشر من وحوش حكامنا العرب الرسمية وقواهم الخفية!!... عقارب ووحوش وأفاعٍ لم تكتفي بنشر الرعب في العالم العربي بل نقلت الرعب لشوارع العالم الغربي ليذوق العالم معنا مرارة الربيع العربي بعدما انقلب لخريف مخيف بسبب تعنت الاسلاماويين والعلماناويين على السواء اللذين كانا يتناطحان على الحكم تناطح الثيران!.... وهكذا ابتلع أنصار التيار المؤيد لمشروع زراعة وتوطين الديموقراطية في العالم العربي وفي العالم الغربي أيضًا لسانهم، وأخذوا ركنًا بعيدًا عن الأنظار ولسان حالهم يعيد على مسامعنا مقولة (سعد زغلول) الخالدة بعد ثورة 1919 في مصر : (ما فيش فايده)، (ما فيش فايده)!!!
وكل ربيع وخريف وأنتم بخير !!
سليم نصر الرقعي
أحد أنصار الربيع العربي (الديموقراطي) منذ أكثر من 20 عام، هذا المولود الذي انتظرناه طويلًا وهاجرنا الديار للمطالبة به والتحضير له والذي ولد مشوهًا بشكل مخيف وفوق هذا ولد بتخلف عقلي مؤسف!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن