الحل بيد الاميركان حقيقة ام وهم ؟

احمد عبدول
zaidfaissal@gmail.com

2019 / 1 / 22

يتصور البعض ان المشكل السياسي القائم في العراق منذ عام 2003 لا يمكن ان يحل الا بعودة تلك القوى (البعث) التي كانت سببا في خرابه على امتداد قرابة الثلاثة عقود شهدت حروبا كونية وكوارث اقتصادية وتفسخ اجتماعي مريع هذا التصور لم يأت من فراغ بل جاء على خلفية فشل واضح وخلل بين كرسته عدة عوامل خارجية وداخلية اصاب التجربة السياسية الناشئة في العراق بمقتل كما يقال لكنه يبقى تصورا مسطحا لا يصمد على ارض الواقع ولا يستقيم مع معطيات ومتغيرات طرأت على بنية المجتمع العراقي السياسية والثقافية والاقتصادية اثرت وتأثرت بجملة من الظروف الاقليمية والدولية خلال العقد الذي تلى الاطاحة بنظام البعث .
ثمة تصور اخر لا يقل سطحية عن التصور السابق يتلخص في ذهاب بعض القوى والشرائح الاجتماعية العراقية الى تبني اطروحة الحل بيد الاميركان والحقيقة ان الاميركان وعلى ضوء عدة تجارب لهم مع الملف السياسي العراقي اثبتو وبما لا يقبل الشك انهم لم ولن يأتوا بحلول مكتملة وناضجة تصب في مصلحة العراقيين على شتى انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والمذهبية والقومية حيث اثبتت تجاربهم السابقة انهم لم يأتوا سوى بحلول منقوصة ومبتورة ومتسرعة وغير مدروسة وهو ما تمثل في سيناريو الاطاحة بحكم البعث عام 2003 والتي كانت اطاحة خجولة كان الغرض منها الاتيان بنظام جديد يحمل بين طياته روح البعث وتوجهاته ومنطلقاتة الفكرية والثقافية الا ان رياح العرااقيين اتت بما لم ترغب به سفن اميركا والانظمة التي تدور في فلكها .
لقد اثبتت السنوات التي تلت الخلاص من اعتى نظام ديكتاتوري عرفته المنطقة ان الاميركان كانوا لا يمتلكون رؤية واضحة اتجاه ما سيكون وما هو كائن داخل العراق بعد الاطاحة بنظام البعث وهو ما اقر به عدد من المسؤولين الاميركان بعد اشهر قلائل من عمليات التحرير.
اميركا اليوم تستعيد ذات الدور الذي لعبته عام 2003 وهي تطرح نفسها كمنقذ ومخلص للعراقيين من فساد تلك القوى الحاكمة والاحزاب المتنفذة لكن حلولها لم تكن كالعادة بالحلول المكتملة وبالتالي فانها سوف تولد مضاعفات حادة وقاتلة قد تكون اشد خطرا من نظام المحاصصة والانقسام السياسي وارتفاع معدلات الفقر واتساع رقعة الفساد المالي والاداري .
اميركا اليوم تلوح مجددا وبشكل غير مباشر بان الحلول تأتي عبر بوابتها حصرا.
شخصيا لا اثق كثيرا بنوايا الاميركان فقد يكون ما يلوحون به هذه الايام عبر اجتماعات مع قوى عراقية محسوبة على البعث اشد ضررا على العراقيين من تلك الحكومات التي ضجوا من ضعفها وملوا وجوهها وسئموا من تصادم اجندتها .
البعث ليس حلا فهو وصفة بالية لم تعد صالحة لعلاج الداء العراقي المعضل واميركا ليست اهلا ان تكون راعية للتغيير مرة اخرى بعد ان وجدناها تعمل وفق ادارة الازمات وليس حلحلتها .
الحل انما يكون عن طريق قيام حكومة عراقية مدنية بعيدة كل البعد عن الاحزاب التقليدية التي حكمتنا منذ عام 2003 حكومة تصهر جميع المكونات السياسية والتوجهات القومية والمذهبية داخل بوتقتها وهو امر اقرب الى الخيال منه الى الواقع للاسف الشديد .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن