إحداثيات طريق الحرير

روني علي
dilekurd@hotmail.com

2019 / 1 / 13


رحلوا في منتصف النوم
لم يكتبوا رسالة
عن غدهم .. وفطور الصباح
في الطريق ..
تركوا لهاية طفل
كان يبكي حين كنت أكتب قصيدة
عن لهايته
في الطريق ..
انسلت من القافلة امرأة
كادت أن تحبني ذات لحظة
وأنا .. ألقي على منصة القهر
قصيدة حب .. اغتيلت على كفي
بطلقة قناص
امتهن قنص الجمال
في قماط عشق القبرات

في الطريق ..
كان السؤال .. إلى أين ؟
كان الجواب .. إلى أين ؟
كان البكاء .. إلى أين ؟
الكل يتبع نجوما تتحرك وفق رغباتها
وفي الجعب
مفاتيح سقطت من أقفال
انفجرت على طريق الحرير
في الطريق ..
صمت .. يحفر الأخاديد في أحذية
خارت قواها من عواء الأمعاء
وتطاير الشهب في سماء
كان يوما ..
مهجة رحيل العشاق
إلى درب التبانة
قبل أن تعلنه القذائف
ساحة مبارزة بين الموت والموت

رحلت .. قبل موعد الرحيل
بفستان زفاف الوطن
وفي الطريق ..
تضم بكرها إلى حزام
يلف خاصرتها بنار المتعة
تقبله .. أنت من نسل الحب
تتباهى به .. أنت ثمرة آهات أطلقتها
حين كانت الشمس تهديني سلاما
من جبين أحجار
رصفتها بأناقة شاعرة مكتنزة الكلمات
طريق إسراح إلى سنابل القمح
ومعراج على شقائق النعمان
في حديقة .. كانت وطنا
نبكي إليها جزمة الطغاة
وباتت وطنا ..
نبكي عليها من جزمة الطغاة

رحلت .. رحل .. رحلوا .. رحلنا وارتحلنا
في موعد لم نحدده
في زمن لم نختار توديعه
ولم نكتب على جدران منازلنا .. البيت للبيع
لم نسطر على رصيف الشوارع .. وداعا أحبتي
هناك .. كانت الطلقة تقودنا
وفي الطريق .. كانت الطلقة بوصلة المسير
والمسير لم يزل يقود القافلة إلى حيث المسير
كم رسالة عشق سقطت بين حقول الألغام
كم عقد زواج تفسخ بين خيمة وملجأ
وكم خاتم مقدس رمي في حاويات المطارات
ولم نزل في المشوار
نقرأ أنين الأمس على شفاه صبية
تاهوا بين عجلات السيارات
وفي حقائبهم ..
خريطة وطن تبحث بين الدم
عن الميلاد
عن نقاط ارتكاز
وعن الاحداثيات

١١/٩/٢٠١٩



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن