نظرية الخلق ..نهاية الوهم

ماجد أمين
majid611@hotmail.com

2019 / 1 / 4

ظل الصراع قائما ومحتدما ..طوال قرون ..ما بين اتباع نظرية الخلق والتي يعتمدها اصحاب العقائد السماوية وما بين مناهضي تلك الفكرة من الفلاسفة والطبيعيين .. لابل حتى في أوساط اللا دينيين ما بين اتباع الربوبية ومنكري وجود الله...فلكل حججه دون وجود دليل قاطع يقطع الشك باليقين لاسيما وان فكرة تجريدية لا تقترب من المادة ستبقى موضع جدل دائم .
ترى من من المسارات يستطيع حسم الجدل ...بالتأكيد هو العلم بكافة فروعه الفيزياء او البيولوجيا وكل مسار له القدرة على التنظيم وتفسير الظاهرة ..وان كان العلم ليس من أولوياته او أهتماماته اثبات وجود أو عدم وجو الله ..لانه يدرس الظاهرة الكلية للوجود دون الخضوع للميول أو الأمزجة
كان الهاجس لدى اسبينوزا ..يتمحور حول ان القانون يمثل كينونة فوجود الدائرة في نظر اسبينوزا...يتطلب وجود قانون للدائرة وان هذا القانون يعتبر الموجد ...وفي الحقيقة هذا يمثل تصورا غير صائب أو مجانب لفهم منطق الماهية ..فالقانون هو تفسير للظاهرة الاسقاطية ..اي انه لا قانون يمثل تفسير الدائره بدون اسقاط تشخيصي للدائره
بمعنى ان الدائره بحد ذاتها تمثل انتقال مجموعة مستقيمات ضمن دالة نصف المستقيم (كقيمة عظمى ) بين قيمتين من نقطة تبدأ من صفر الى قيمه عظمى ومن ثم العودة بالأتجاه المعاكس .. اي انها تشخيص لحركة دالة مما تطلب وضع القانون مربع نصف القطر في ثابت سمي بالنسبة الثابتة ...وكذلك الحال لجميع التشخيصيات الاخرى ..فالقانون هو تفسير تجريدي لتشخيص. ما ..اذا مايمثل جدلا ماهو الا سوء فهم ..فالخوارزمية الجدلية تتلخص في من الاول العربة ام الحصان ... ولا أقول البيضة ام الدجاجة ...لأن البيضه هي اولا ..وفقا للحسم العلمي .. اذ ثبت ان الزواحف كانت تبيض وبالتالي فالبيضة اولا ومن ثم الدجاجة ككاىن تطوري ..*(كتاب الجينوم ).. مات برادلي ..فالمنطق حل قضية البيضة والدجاجة ..وفقا للدليل العلمي .. بينما لايمكن حل معضلة العربة ام الحصان ولا نقصد هنا من وجد اولا كما في فرضية البيضة – الدجاجة لاختلاف الماهية من الفكرة فالمنطق يؤكد ان الحصان كان الاسبق وجودا .. ولكن كفكرة لصنع وسيلة متقدمة ..هي جدلية ..هل تحضر العربة اولا ام تحضر الحصان .. فانت بحاجة لكليهما ..وهنا ستختلف الرؤى ..فمنهم من يرى ان احضار العربة ذات اولوية قصوى ..بينما يرى الأخر عكس ذلك ..ويرى فريق اخر بضرورة جمع الاولويتان معا بنفس الاهمية بينما يرى فريق اخر ..ان لاجدوى اصلا في التفكير تاركا الامر للقدر ..
بيد ان جوانب من المعرفة اخذت مكانة في الصدارة في قدرتها على تفسير ظواهر بعينها كانت الى وقت قريب تمثل موضع جدل عميق ..
واصبحت مرجعية ..لقدرتها في التنظيم ووضع حلول للمعضلات .. يقف في مقدمتها مساران هامان قطعا شوطا لا بأس به في وضع حلول وتفسيرات لظواهر كانت تعد حكرا للميتافيزيقيا .. ولم تمتلك مجالات معرفيه كانت قد تصدت مبكرا ..لتفسير الظواهر ضمن حدود المنطق العقلي الواعي لعدم امتلاكها تلك القدرات التنظيمية والمخبرية واعتمادها على ملكة الحدس التي لا تفي بالغرض واخص بالذات الفلسفة ...
بيد ان هذان المساران تناوبا على اخذ تلك المهمة على عاتقهما ..وان بدا الاثنان غير مكترثان للبعد المقدس في رمزية الخالق ..
وهما الفيزياء ولاسيما فيزياء ميكانيكا الكم ..
والعلوم الاحيائية وعلوم الجينات ..
لكن الاخيره على عكس الاولى تمكنت من وضع مفاهيم جديدة ..جطمت وكسرت قيود الثيولوجيا فمن نظرية التطور الى علوم الجينوم .... باتت قضية الخلق محط شك حتى بالنسبة للمتدينين .. لاسيما المتطلعون منهم بالأخص ..
وادركوا جليا حتى وان لم يقروا بذلك علنا ان عصر علم الجينات ..قد دق المسمار الاخير في نعش نظرية الخلق الدينية قبل عامين من الآن ..
توجت بحوث الجينوم وتمخضت عن ولادة تقنية (Crisper/Cas9)
****
ملاحظه / سأضع عدة روابط تخص الموضوع في نهاية المقالة ..
ولكن باختصار ..يمكن تناول جانب معين لا يثير حفيظة بعض المتمسكين بالنظرية الخلقية ..او من المعارضين المتزمتين
في كل عام يصاب اكثر من مائتي مليون انسان بالملاريا ..يموت منهم اكثر ن خمسة ملايين انسان سنويا ..كل ذلك بسبب بعوض حامل لفيروس الملاريا ..
تمتجربة التعديل الجيني لأنتاج صنف من البعوض يكون غير حامل للملاريا .. بحيث تدريجيا سيحل محل البعوض الحامل للملاريا ..باستخدام تقنية (Crisper/Cas9) والتي يتم من خلالها قص الجين الذي يسبب فايروس الملاريا ..
ان هذه التقنية تحمل ابعادا طموحة ... تدخل في بناء انثربولوجي فائق ..
ولكن حين نجد الاديان لاتعير اهمية للمعضلات الاخلاقية طالما لاتمس حدود القداسة ..بل انها غالبا ماتعتبر القدر امرا مفروغا منه حتى لو تسبب في هلاك الانسان وان الكوارث والامراض امور مقدرة ..
نجد ان العلم والانسان يحترم قداسة الانسان لابل وقداسة معتقدات الاخر حتى وان بنيت على اوهام ..
ترى كيف سيبدوا امر تعديل جيني لانتاج انسان بقدرات فائقه سواء بعظام قوية او اطالة العمر او حتى التحكم بلون العين .. والقدرات الدماغية الاخرى ..
لا اشير لكثير من التطلعات المستقبلية ولكن لنتخيل ..ان الانسان بات يتحكم باتقان معرفة الشفرة والتاريخ والمستقبل ..
لعل التعديل الجيني هو الأكثر نضوجا من قضية الخلق بحد ذاتها والتي يستخدمها الخلقيون كحجة ..لأدراكهم ان العلم يحترم الاخلاق
وغالبا ما كان الخلقيون. .يتبجحون في عجز الانسان عن خلق بعوضه .. اليوم اصبح خلق البعوض المسالم او الاليف هو انجع من خلق بعوض شرير .. فكيف لو فتحت الأبواب للتعديل الجيني على البشر ..
تخليصهم من الجريمة مثلا ....
ربما ان عملية الخلق وهي اعادة نظام فاشل او متخلف استغرق ملايين السنين ..تبدو ممكنه حاضرا .. ولكن قواعد العلم الاخلاقية تتجنب ذلك ..احتراما لذات الانسان ..
ترى كيف سيبرر اتباع نظرية الخلق .. انهيار نظريتهم امام القيمة المعرفية .الثرة والرصينة في القدرات الفائقه في التنظيم والتعديل .والذي يعد افضل بكثير من عملية الخلق بحد ذاتها ..

يتبع........................
https://www.youtube.com/playlist?list=PL8hEY0E3zpcHYQ_Ul816u7A0d7E3-Kzoo
http://www.youtube.com/user/TEDtalksD... https://www.youtube.com/playlist?list=PL8hEY0E3zpcHsp-nab9W8sTBNvClOk3OJ



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن