حول مشكلة غناء الفنانة (ماجدة الرومي) في المدينة المنورة !؟

سليم نصر الرقعي
elragihe2007@yahoo.co.uk

2018 / 12 / 31

تعليق على مشكلة غناء الفنانة الرائعة (ماجدة الرومي) في المدينة المنورة !؟
*********
أثار هذا الموضوع ضجة كبيرة في المملكة السعودية أي اقامة حفل غنائي حضرته الفنانة اللبنانية ذات الصوت الملائكي (ماجدة الرومي) التي لطالما أعجبني صوتها خصوصًا في غنائها للقصائد بالفصحى، ولكن طبعًا لن ترتقي إلى مستوى السيدة (فيروز)!.. وربما زاد من طينة تلك الضجة بلةً كون الفنانة ماجدة مسيحية!... وانتهى الأمر - وربما لتهدئة العامة - بإقالة مدير القناة السعودية الأولى التي نقلت الحفل على المباشر!!.. ولا يخامرني شك أنه مجرد (كبش فداء) كعادة الحكومات العربية لتهدئة خواطر الشعب حينما تسري فيه موجة من عدم الرضى بسبب تصرف حكومي غير مفهوم!!.. ولكنني وبكل صراحة لا أعتقد أن السماح باجراء حفلات غنائية وراقصة في (مكة المُكرمة) و(المدينة المنورة) أمر رشيد ورأي سديد حتى لو كان المطربون والراقصون من السعوديين!... أتمنى لو تتحلى السلطات في المملكة التي تشرف على خدمة المشاعر الدينية المقدسة أي أرض الحرمين وقبلة المسلمين بكثير من الحكمة والذكاء السياسي والاداري في تنظيم أمورها الداخلية بطريقة معتدلة وراشدة، ففي الوقت الذي تراعي فيه حق الجمهور بالاستمتاع بالفن ومشاهدة العروض السينمائية والغنائية الراقصة وعروض المصارعة والسيرك يجب أن تحفظ لمكة والمدينة مقامهما الديني الشريف!... أتمنى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه (مكة) و(المدينة) مدينتين ذاتا طابع ديني اسلامي وروحي خالص حتى في شكل عمرانها وأسواقها بحيث حينما يحج إليهما المسلمون من أصقاع الدنيا يجدون فيهما راحة روحية تامة بسبب هذا الطابع الديني الروحاني (المختلف) و(المميز) في كل ما فيها لا أن يجدوهما مدينتين كسائر غيرها من المدن العربية التي يغلب عليها الطابع الدنيوي والشهواني واللهو واللغو والحياة المادية والزيطه والزنبليطه!!.. أتمنى أن يأتي اليوم أن تكون فيه (مكة) و(المدينة) كحال (الفاتيكان) بالنسبة للمسيحيين، مدينة روحية يحج إليها المؤمنون فيجدون أنفسهم في مدينة بطابع ديني وروحي خالص يتناغم مع عقيدتهم الدينية، أتمنى أن يكون لمكة والمدينة وضع خاص بل ولهما سلطات محلية تتمتع باستقلالية كبيرة عن مركز الحكم والادارة ولكن تحت التاج الملكي السعودي.. بل ويكون الاستيطان في هاتين المدينتين المقدستين منضبطًا بشروط وقيود تختلف عن غيرهما من المدن العادية الطبيعية الدنيوية!... ويمكن للسلطات السعودية الغنية أن توفر سكنًا بديلًا ومريحًا لكل من لا يقدر الالتزام بهذه الشروط والضوابط الدينية الصارمة للسكنى في هاتين المدينتين الدينتين المقدستين!.. وهذا الأمر بقدر ما يحفظ لمكة والمدينة هيبتهما الروحية وطابعهما الاسلامي والديني الخالص في شكل العمران وسلوك وضوابط السكان سيسهل الأمر أمام الحجيج ويقلل من الازدحام السكاني فيهما لصالح مواسم الحج والعمرة!.... والله لو كان الأمر أمري لفعلت ذلك، بل لو كان الأمر أمري في ليبيا لجعلت مدينة ليبية ذات طابع ديني خالص ربما حتى بالنمط السلفي تكون ملجئًا لكل متدين لا يجد الراحة والانسجام في المدن العادية ذات الطابع الدنيوي!... فمن الحق المتدينين أن يجدوا البيئة العمرانية والسكانية التي تلائمهم وتحقق لهم الارتياح كغيرهم من العلمانيين أو غير المدينين، وهو أمر موجود في أمريكا ومسموح به حيث توجد بعض البلدات الامريكية ذات الطابع المسيحي الخالص، فيقصدها المتدينون للعيش فيها والتناغم مع أجوائها الاجتماعية المتدينة إذا ضاقت قلوبهم بالعيش في المدن الطبيعية ذات الطابع الدنيوي والصاخب والتكالب على الشهوات في الغالب!.... لو كان الأمر أمري لفعلت ذلك ولكنني لست سوى صاحب رأي وصاحب خط فكري معين لا أكثر ولا أقل!
سليم الرقعي 2018








https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن