مجزرة (العنبر) في الناصرية

علي فهد ياسين
nasiriyeh@hotmail.de

2018 / 12 / 28

مجزرة (العنبر) في الناصرية
وأنت تقرأ بيان دائرة صحة محافظة ذي قار( اليوم الخميس 27.12.2018)، حول اتلاف أكثر من( 30) طن من الرز العنبر العراقي (الغير صالح للاستهلاك البشري)، وتشاهد الصورالمرفقة لتأكيد مضمونه، تشعر بيقين أن العراق تحت الأحتلال، ولك أن تختار الجهة المحتلة حسب قناعاتك السياسية والفكرية والأثنية، أوقناعاتك الأُخرى.
أول الأسئلة، أين كانت مخزّنة هذه الكميلة الكبيرة من (عنبرالعراق) ، الصنف الذي لامثيل له في العالم؟، ومالهدف من تخزينها لحد التلف، مع أن انتاج العراق من (العنبر) تراجع الى أدنى المستويات بحجة نقص المياه؟.
ثاني الأسئلة، هل (العنبر) التالف وصل الى الناصرية فقط، أم تم توزيعه على باقي المحافظات؟ وهل ضبطت فرق الرقابة الصحية في المحافظات الأُخرى كميات اُخرى منه ؟.
ثالث الأسئلة، لماذا لم يتضمن بيان رئاسة صحة ذي قار اسماء التجارالذين ضبطت في محلاتهم ومخازنهم هذه الكمي مجزرة (العنبر) في الناصريةات الكبيرة من (العنبر) التالف ؟.
رابع الأسئلة، المادة الغذائية التالفة (علمياً) تتسبب بهلاك من يتناولها، والهلاك هنا جريمة ارهابية تقع ضمن فضاء المادة (4 ارهاب)، فلماذا لم تصدر المحاكم العراقية حكماً واحداً بالاعدام على المتهمين بجرائم المتاجرة بالمواد الغذائية المنتهية الصلاحية طوال السنوات الماضية ؟ .. وهل ستصدر أحكام القصاص على المتهمين بهذه الجريمة النكراء لاحقاً ؟.
الذي يدعو للاستغراب، أن قرارات الحاكم الأمريكي (بريمر) لازالت فاعلة ومعمول بها، على الرغم من ضررها البالغ على العراقيين، ومنها القراررقم (81)، الذي ألزم وزارة الزراعة العراقية استيراد البذور(المسجلة) التي تنتجها الشركات الأمريكية الاحتكارية، وحظراستخدام البذور المحلية، مايعني القضاء على زراعة الرز( العنبر) العراقي المرتبط تأريخياً بحضارة العراق، والمصنف كأحد الأنواع النادرة للرزعلى مدى تأريخ البشرية.
ولان العراق ينتج مايقرب من( 100)ألف طن من الرزسنوياً، 35 في المئة منها فقط من الرز العنبر الذي يزرع أكثرمن ( 70%) منه في محافظتي الديوانية والنجف، فأن بيان رئاسة صحة ذي قاريعني أتلاف مايعادل محصول العراق السنوي للعنبربالكامل، والذذي كان مخزّن دون رقابة لاعوام سابقة، وهو اسلوب حيتان الفساد المتحكمين باسواق العراق بالاتفاق والتضامن مع حيتان السياسة المتنفذين .
نحن لانتحدث عن القيمة المادية لرز( العنبر) التي أتلفتها أجهزة الرقابة الصحية في دائرة صحة ذي قارهذا اليوم، لأنها لاتشكل رقماُ مهماً في قوائم هدر المال العام العراقي خلال السنوات والعقود الماضية، بقدرمانتحدث عن جريمة نوعية وكبيرة لايفهم أهدافها وتداعياتها المواطن العراقي البسيط، بينما يخطط لها وينفذها ويحصد ثمارها الفاسدون المدمرون للاقتصاد العراقي لصالح أسيادهم في الجواروالعالم، لأن مصالحهم الشخصية والحزبية مرتبطة بأرقام حساباتهم في بنوك الدول الموالين لها،أوالتي يحملون جنسياتها.
لايجوز أن تمر واقعة اتلاف (العنبر) في الناصرية دون تحقيق رسمي وشعبي مفتوح ودقيق مع كل الاطراف المشاركة في هذه الجريمة النكراء، وتقديم المسؤولين الحقيقيين عنها الى القضاء وفق المادة (4 ارهاب)، ليكونوا عبرة لحيتان الفساد والأرهاب المدمر للعراق وشعبه منذذ سقوط النظام الدكتاتوري المقبور، تحت مسميات وتخريجات فكرية ولغوية معادية للوطنية والانسانية على حد سواء .
علي فهد ياسين



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن