العقوبات الأمريكية وخطر الأمن الغذائي في العراق

فلاح أمين الرهيمي
moha1985mmad_love@yahoo.com

2018 / 12 / 27

من أشق الأمور على الإنسان العراقي أن لا يلمس على الصعيد العملي إنجاز نهجاً يستوفي هذا التوجه (خطر الأمن الغذائي في العراق) وذلك بما يشمل المواد الضرورية في حياة الشعب العراقي بالرغم من أن هذه الظاهرة السلبية مستخلصة من المعلومات المتمحورة بالتجربة والواقع الملموس وعلاقتها بالسبب والنتيجة في حياة الشعوب وحياة الشعب العراقي حينما لمسنا مخاطرها عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على إيران وحضر التعامل التجاري معها كيف أصاب الخلل والشحة في المواد المستوردة من إيران السوق العراقية بالرغم من تحذيرنا في مقالات عديدة من المخاطر على أمننا الغذائي من فتح الأسواق العراقية والاعتماد على ما يستورد من مواد غذائية وسلعية أخرى من خارج حدود العراق ومن جعل الاقتصاد العراقي يصبح (ريعي) من خلال واردات بيع النفط وصرفها على ما يستورد من مواد غذائية وسلعية من الدول الأخرى دون الاعتماد على صناعة وزراعة وطنية عراقية توفر حاجات غذائية وسلعية إلى الشعب العراقي كما كان سابقاً (اكتفاء ذاتي) حيث كانت مناطق أبو صخير والشامية والمشخاب وأخرى تزود الشعب العراقي بالرز العنبر ذات الرائحة الزكية وكانت المنطقة الغربية من العراق والموصل ومناطق كردستان العراق تزود الشعب العراقي بالحبوب كحنطه (صابر بك) الفاخرة والشعير والذرة وغيرها من الحبوب وكانت منطقة كربلاء وديالى وبعقوبة تزود الشعب العراقي بالفواكه المختلفة ومنطقة الحلة وأقضيتها ونواحيها تزود الشعب العراقي بمختلف المخضرات ومنطقة كربلاء والبصرة تزود الشعب العراقي بمختلف أنواع التمور أما السلع الأخرى (الخفيفة) فإنها تصنع في كثير من المدن العراقية كالمكيفات والمبردات والطباخات والصوبات وغيرها.
إن ما حدث ويحدث في العراق سابقاً والآن من إهمال وعدم دعم واهتمام تتحملها الحكومات المتعاقبة على حكم العراق حيث أصابتها عدوى الفساد الإداري وحكم الطوائف والملل والتكتلات فسادت قاعدة (التوافقية حسب قاعدة أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) وفُقد واختفى الرجل المناسب في المكان المناسب كما سادت قاعدة (انصر أخاك في الطائفة ظالماً أو مظلوماً) والآن بعدما أفقنا واستيقظنا على واقع العراق (وطن مستباح وشعب مذبوح) نخرت جسمه البطالة والفقر والجوع والهجرة والموت والدمار بعد أن استعان رجال السلطة بالعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة بعد أن تسلل إلى سلطة الحكم رجال يجهلون أساليب وأنظمة الحكم والديمقراطية وخدمة الشعب فاعتمدوا على جعل العراق دولة ريعية اقتصادياً لإشباع بطون الشعب من عائدات بيع النفط واستيراد المواد الغذائية من دول الجوار. إن العراق وطن وشعب ليس فقير ولا جاهل .. أرض العراق تزخر بالخيرات بما تخزنه من معادن ونفط وغاز كما أن في العراق مراقد الأئمة الأطهار والآثار التي يمكن أن يستفاد منها سياحياً وهي وادي الرافدين تزخر بنهري دجلة والفرات (التي جففتهما دول الجوار) لكي تموت الزراعة ويهجرها أهلها كما ساد الإهمال الحكومي الرأسمال الوطني والصناعة الوطنية الخفيفة في العراق وتوقفت المشاريع العمرانية والعقول والأفكار العلمية والمفكرة هاجر أصحابها مع أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المهن أطباء ومهندسين ومثقفين وعلماء وانتشرت في العراق البطالة والفقر والجهل والأمية وأصبحت الجامعات والكليات والمدارس لا تربية ولا تعليم ترمي الخريجين في مستنقع البطالة.
إن الأيام تترى وتستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ وسوف ينطق حكمه الذي لا يرحم فيذم هذا ويمدح ذاك وعلى القوى الحية في العراق أن تتحمل مسؤوليتها وتحزم أمرها من أجل إعادة بناء مجد العراق وبناء صناعة وطنية وإعادة تنمية وبناء زراعة حديثة توفر للشعب العراقي (اكتفاء ذاتي) وذلك من خلال الضغط على دول الجوار وإذا تطلب الأمر مراجعة المحافل الدولية من أجل إطلاق حصة العراق من أنهار دجلة والفرات وديالى وغيرها لإعادة الزراعة في العراق إلى مجدها السابق أما الصناعة في العراق وذلك يكون من تكوين لجان في المحافظات من سلطة الحكم المحلية مع رجال ذات خبره في التخطيط ووضع برامج عن ما تمتاز به كل محافظة وما تخزنه أرضها من مواد زراعية أو معدنية وعقول فنية وأيدي عاملة وتشييد المصانع والورش والمؤسسات على ضوئها وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في دعم وتشجيع الزراعة الحديثة وتربية حقول الدواجن والحيوانات الأخرى ودعم المزارعين بالأسمدة واستصلاح الأراضي من الإهمال التي أصابها كالصبخ والتصحر وبهذه الطريقة والسلوك والتصرف والضرب بأيد من حديد لكل من يتجاوز على المال العام وكل مخرب وفاسد إداري ومن خلال ذلك نقضي ونتخلص من شر الإرهاب بعد القضاء على منابعه (البطالة والفقر والجوع والطائفية المقيتة) وعودة المهجرين من أصحاب العقول العلمية والفنية الذي يقدر أعدادها بالملايين وجميع أبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأجندته تعمل بإخلاص لبناء مجد العراق العظيم تحت شعار كلنا للعراق ... كلنا للعراق .. كلنا للعراق.
هل في ذلك صعوبة يا سادتي الكرام ...!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن