ديوان:- لسنا شعراء.. إنّه الحبّ

وليد الأسطل
leroidunanto71@gmail.com

2018 / 12 / 27

ديوان:" لسنا شعراء.. إنّه الحبّ"
**************************

كلمة إلى بعض نقّادنا الميامين:

************************

قصيدة النّثر:

**********

ليست قصيدة النّثر واحدةً، و لا يوجد نموذجٌ مسبَّقٌ لها لكي نقول: لقد خرجَ عنها هذا أو لم يتقيّد بها. هي اجتراحٌ حُرّ، لهُ أن يُبَرِّرَ فعلته في فعله اللّغوي و الجمالي غير المسبوق.

(الشاعر و النّاقد اللّبناني المعروف شربل داغر). انتهى كلامه.

إنّ الجماليّة اللّغويّة و الدّهشة تكفيان كي تجعلا النصّ شعراً خاصّةً أنّ الزّمان قد تغيّر حتّى أصبحنا نقول هذا نصّ شعري. من هنا تكون(سوزان برنار) مرجعاً كلاسيكيّاً لا يصحّ اعتماده في التقويم النّقدي اليوم ولا حتّى التوصيف التفريزي فذلك من النّكوص المعرفي.

لقد اجتهد بعض النقّاد بعد(ميشال ساندرا) و (هيرمان ريفاتير) من العرب مثل:(أدونيس و الجنابي و بولص و الحاج و المناصرة و بزون، و سواهم) أن يجدوا مقاربات تشخيصيّة و تأصيليّة و تأطيرات للتنويعات و توصيفات عابرة، و لكن لا أحد منهم يقول بواحديّة التحديد، و لذلك فإنّ اللّامعياريّة هي المتّفق عليها في قصيدة النّثر.

هذه قصيدة نثريّة مقفّاة للشاعر المصري الرّاحل(حلمي سالم)عنوانها(الشعريّة) فهل يمكننا أن نقول عنها ليست قصيدة نثر؟(هاتان الساقان شهيقان: شهيق يهمس خذني، وشهيق يصرخ إنا مفترقان. عمودان من الدم المطلوق: الأول ورديٌّ شأن بكارات الأغشية البكر، الآخر فيه من الجرح القاني. كيف سأشرب من سمّانة ساق السيدة إذا لم أنعتها بالأيطل والظبي وأهتف إنهما الملعوقان. الساقان سؤالان عميقان انتصبا ساريتين، الساريتان بجمرهما المتأجج تحترقان الأم تقول: هما الفتنة تختبئان كسفاحين، السفاحان بفن القنص عريقان، إذا كمِنا برهةِ ليلٍ، برهة ليلٍ أخرى ينطلقان. هنا الساقان مثنى ربٍّ وهما المناحان الخلاّقان. الساقان مؤرجحتان بمشنقةٍ، وعلى الحبل يضيء المشنوقانِ. فماذا يخسر أهل الكوكب إن جُرِّحتا ومشت بقعٌ حتى الكاحل تشتجران وتعتنقان. وما قَدَري إن أنهيتا بالشفتين الواقف في بابهما راعٍ أرقٌ في عينيه الحراس الأرقون وبينهما جنديان بصابون الركبة أرقان. فويحك من هيمنة الساق على النص ومن هيمنة الوزن على الخفقان. اكسر: فالساقان حوافٌ في هوّات مفتوحات أو جيشان بعملاء الشهوة مخترقان. اكسر فوراء الساقين عظام تنخرها الرغبة ويرويها في الطلّ نشاز فوق نشازٍ يصطفقان. اكسر: فالساقان النثر المتوتر وهما في العائلة الولدان العاقان. شهيقان احترقا فاحترق شهيقان. اكسر: فالساقان إذا أشربتا كل ثلاثين نهارا طفْحَ الدم تصيران الشعرية إذ عجنت بالطمث وإذ كسر الحقان).

أين نحن من (فيكتور هوجو) أعظم شعراء الإفرنج و قوله العُمدَة:(إنَّ الشِّعرَ ليْسَ في قَوَالبِ المعَاني؛ وَإنَّمَا هُوَ في المعَاني نَفْسِهَا؛ فَالشّعرُ هُوَ الأمْرُ البَاطِنيُّ لِكُلِّ شَيءٍ في الوُجودِ). لماذا لا نعتمد نحن العرب هذا التعريف أم يجب دائماً مراعاة الخصوصيّة العربية؟ أليس الشعر إنسانيّاً؟ ألا ترون أنّه من علامات تخلّف الذّهنيّة العربيّة تعريفها للشعر بلفظه لا بمعناه؟



"أَكتُبُ لِأَنِّي حَزِين" ماريو بارجاس يوسا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن