حماس .. إلى أين !!؟

معاذ الروبي
moath-roubi@hotmail.com

2018 / 12 / 24

حماس .. إلى أين !!؟
كونها حركة لا تُخفي أيدولوجيتها الشمولية القائمة على مبادئ وأفكار تخلط الدين بالسياسة ومختلف جوانب الحياة (اقتصادية واجتماعية ووالخ) وبعد أكثر من عشر سنوات لها في الحكم هذا يضعها حتماً وبشكل واضح في مواجهة أسئلة ملحّة وصريحة عن مدى توافق هذه الأيدولوجيا مع شعارها الذي دخلته بالانتخابات (التغيير والإصلاح) .. فهل تؤمن حماس بالتغيير (سياسي اقتصادي واجتماعي ..) وهل شعار الاصلاح يشمل الاصلاح الديني أم يتوقف عنده ..
الحقيقة ان هذا الشعار يناقض نفسه بنفسه فلا تغيير ولا اصلاح يمكن ان ياتي من تنظيم لم يُصلح ايدولوجيته ولم يُغير منهجيته لتتوافق والواقع وتتصالح معه .. هذا الواقع الذي يؤكد وبالتجربة أن ما كان صالحاً من فتاوى فقهية (في مختلف جوانب الحياة) وغيرها قبل الف عام ليس بالضرورة صالحاً لهذه الأعوام .. من هنا نشأ تناقض حماس ما بين الشعارات الطنّانة من (تطبيق الشريعة والاسلام هو الحل) التي دغدغت بها عواطف الكثير ومابين الواقع الموضوعي الذي يفرض نفسه عليها لنجدها أخيراً تمارس الخداع والنفاق وتستخدم شراء الذمم وتهديدها والعديد من سلوكيات الاستغفال والاستهبال (الحلال) للبسطاء والعوام لتظهر وكأنها مازالت تحافظ على شعبيتها التي تؤكد معظم المصادر المطّلعة تراجعها بشكل حاد في منطقة حكمها غزة ..!!
إنه لمن عجائب القدر أن يدخل العملية الانتخابية من لا يحترمها وأن يمارس الديمقراطية من كان يحرّمها ..
كان من المفترض على حماس أن تحدّث أيدولوجيتها قبل خوض اي عملية انتخابية حتى لا تقع في هذا الانفصام الرهيب الذي نتج عنه الكثير من الأفكار الداعشية والتكفيرية داخلها وتنامي ثقافة التطرف والتعصب خارجها (نتيجة لحكمها) مما أنتج لنا كوارث اجتماعية يصعب اصلاحها ..
لقد أصبحوا عبئاً شعبياً داخلياً وورقة تتلاعب بها العديد من الدول خارجياً لتدمير الحلم الوطني الفلسطيني ..
وبالتالي .. فإن أي مشروع مصالحة فلسطينية لا يتضمن بشكل واضح تسليم المساجد (قبل الاجهزة الأمنية والعسكرية) لجهة وطنية محايدة هو ذر للرماد في العيون ولن ينتج عنه سوى المزيد من العبث والفشل المتلاحق ..
حان الوقت ليدرك الجميع (وبالأخص حماس ونشطائها) أن الحل يبدأ بثقافة تقبل الأخر وعدم تكفيره وتخوينه وهذا لن يتم دون إصلاح ديني يبدأ بتغيير الخطابات داخل المساجد والإشراف المباشر عليها مروراً بتعديل مناهج التربية الدينية التي يشوبها الكثير من المرويّات السلفية المتطرفة وأفكار الإسلام السياسي المتعجرفة ..
عندها فقط .. سيتصالح المجتمع مع نفسه أولاً لتتصالح أحزابه فيما بينها ثانياً فينتج لنا الوطن الذي نحلم ونريد أخيراً ..!!
د. معاذ الروبي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن