وهل المدون العراقي بعيد عن مصير خاشقجي؟

حمزة عبد السلام
hmzasalam94@gmail.com

2018 / 10 / 26

بعد ان شاع خبر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتناقلته وسائل الاعلام العربية والدولية بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بتداول هذا الخبر بشكل كبير، صراحة لم أكن اعرف خاشقجي لكن هذا التداول الواسع لهذه الحادثة دفعني لان ابحث عن هذا الصحفي في محرك البحث "جوجل" والذي عرفت في ما بعد بانه من ابرز المعارضين لحكام السعودية وقد كان يكتب في اعرق واكبر الصحف العالمية واغلب كتاباته كانت تنتقد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد وطريقة إدارة الحكم في بلاده.

كنت اعتقد في بادئ الامر ان القضية قد لا تأخذ وقت كبير او مساحة واسعة لكن ربما سياسات السعودية تجاه بعض الدول وكذلك مكانة خاشقجي وقربه من الاعلام الدولي جعلتا من قضية مقتله تتكلم بها دول الشرق والغرب وكذلك تشير بأصابع الاتهام نحو الاسرة السعودية الحاكمة، لكن في النهاية يجب ان تتداول هذه القضية حتى ينال كل قاتل عقابه فهذه النفس ليست برخيصة لدرجة ان يقتلها أي شخص بمجرد عارضه في الرأي والكلام، لكن ما فاجئني اكثر هو تفاعل العراقيين مع هذه الحادثة سواء بنقل الاخبار كلما جد جديد حول القضية او نشر التحليل او التفسير.

كنت استعد لكتابة منشور اعبر عن رأيي تجاه هذه الجريمة الوحشية، كنت اروم التهجم بالكلمات على ابن سلمان وحاشيته كيف يفعل هذا الفعل الشنيع تجاه شخص لمجرد انه لن يرضخ لأحكامه، لكن سؤال ما دار في ذهني استوقفني الكتابة، "نحن الان ننتقد حكام السعودية لأنهم يقتلون معارض لهم، فهل مصيرنا بعيدا عن هذا المعارض لو تطرق أحدنا بمنشور صغير وكشف ملف فساد حزب ما او انتقد جهة ما لديها نفوذ سياسي او سلطوي؟"، في الحقيقة لا، سيكون مصيرنا مثله ربما باختلاف اسلوب وطريقة القتل.

فكم من ناشط مدني اختطف ولم يجدون له أثر وكم من صحفي هرب خارج العراق لينجوا بنفسه من التهديدات التي طالته لأنه انتقد شخصا او جهة ما، فهل تذكرون باسل خشان الذي اعتقل بسبب رفعه عدد من القضايا وملفات الفساد والسرقة ضد مسؤولي محافظة المثنى؟ هذه الاسئلة التي طرحتها لا لاستهدف أحد كتب وشجب جريمة قتل جمال خاشقجي بل لأجيب المستغربين من هذا الفعل الشنيع ان مصير صحفي او كاتب عراقي قد يكون شبيه بخاشقجي لو حاول ان يقف ضد فساد تقوده احزاب ذات نفوذ قوي، كما جرى مع الناشط جلال الشحماني الذي فقد منذ تظاهرات 2015 ولم يعرف احد شيء عنه، وكذلك مقدم برنامج البشير شو احمد البشير مثال بسيط لمن لا يستطيع دخول بلده بسبب انتقاده بالطريقة الساخرة من أحزاب السلطة وغيرهم.

في النهاية، الوقوف بوجه كل ظالم والدفاع عن المظلومين حق مشروع حتى لو كان في ابعد بقعة من الأرض لكننا اليوم اذا اردنا ان نصد من يريدون اسكات المواطن عن قول الحق فيجب ان ندافع عن أبناء بلدنا أولا، فالأقربون أولى بالمعروف.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن