مرقص حنا

لطيف شاكر

2018 / 9 / 29

لعبت لجنة الوفــد المركزية فى مصر دور هــاماً، حيث كانت تتولى مقاومة الاحتلال الانجليزى فى الداخل ،فى نفس الوقت الذى يتولى فيه الوفد العــــمل فى الخارج، وشــارك "مرقــص حــنا" الذى أصبح وكيل لجنة الوفد فى مصر، مع زملائه وخاصة "عبدالرحمن فـهمى" سكرتير اللجنة فى مقاطعة لجــنة ملنر، واستطاعت اللجنة بالفعل أن تفشل مهمة لجنة " مـــلنر "التى وصلت إلى مصر فى ديسمبر 1919م، وكــان رد فـعل المصريين جميعا على اللجنة أن الزعيم " سعد زغلول" هو وحــده المتحدث بإسم الأمة، وبذلك فشلت مناورة سلطات الاحتلال التى أرادت أن تقلل من أهمية حركة جمع التوكيـــلات التى قامت بها الأمــة للـوفد ولزعيمها سعد زغلول.
وكان علي رأس المناصريين لكل الحركات الوطنية المطالبة باستقلال الوطن وكان من أوائل الذين انضموا للحزب الوطني مع مصطفي كامل من اجل الاستقلال , وصار فيما بعد من كبار رجال الوفد , وكان دائما يردد عبارته المشهورة : نحن أخوان في وطن واحد اٍذا حدث اختلاف بين مصريين ومصريين , فلا يعد ذلك دليل علي عدم وجود اخاء انما من مستلزمات الحياة.
وعندما اعتقل" سعد زغلول" ومعه عدد من أعضاء الوفد انضم "مرقص حنا" للوفد فى هذة الظروف الصعبة وكان ذلك فى( 20 يــــناير 1922م) وكان آنذاك نقيباً للمحــامين، وترتب على دور مرقـــص فى مقاطعة لجنة ملنر اعتقاله ومعه حــمد الباسل ،وواصف غالى، وعلى ماهـــر ، ومـراد الشريعى وأرسلتهم قــوات الاحتلال إلى ثكنات قصر النيل، وقد حكم عليهم بالإعدام، ولكن ألغى الحكم واكتفى بالحبس مدة لا تقـــــل عن سنتين وغرامــــة مالية.
وبعد مضي سنة افرج عنهم تحت الضغط الشعبى بعد ان تم تجريده من املاكه وفيلته التي كان يعيش بها بالدقي (صارت فيما بعد مقر لسفارة ايران).
كان من أبرز الذين ساهموا في اٍنشاء الجامعة المصرية وعين عضوا بأول مجلس اٍدارة للجامعة المصرية , وقد مٌنح رتبة البكوية كما أنه ساهم في تدريس القانون الدستورس في الجامعة , وهو أول من وضع كتابا باللغة العربية عام 1898 م ليرشد أبناء وطنه مالهم من حقوق سياسية ودستورية, وكان مؤسسا لكلية البنات القبطية
اختير وزيرا ثلاث مرات ..مرة وزيرا للأشغال ثم للمالية ثم للخارجية ولم يترك المحاماة وكانت له قضايا شهيرة انتصر فيها للحق.
وأجمع زملاؤه المحامين علي الثقة به فأنتحبوه نقيبا لهم وأعيد انتخابه ثلاث مرات حتي وهو في السجن.

وقد تجلت وطنيته الشديدة في فترة اعتقال الانجليز لسعد زغلول ’ اذ قام بطبع منشورات تدعو المصريين الي مقاطعة البضائع الانجليزية , وعدم التعامل معهم , فلم تتحمل السلطات العسكرية هذا الكفاح الوطني المستميت فقبضت عليه مع رفاقه, وحكمت المحكمة العسكرية الانجليزية باٍعدامهم ثم خففت الحكم الي سبع سنوات مع الاشغال الشاقة وغرامة خمسة ألاف جنيه .

ولعل من اشهر تلك القضايا عندما اكتشف هيوارد كارتر مقبرة توت عنخ امون ومنع زيارة المصريين لها وسمح للأجانب وكان ذلك سنة ١٩٢٣ وعندما سمع بذلك مرقس باشا حنا اندهش وكان وزيرا للأشغال وقرر فتح الموضوع علنا وارسل حامية شرطة لإغلاق المقبرة وحفظ حق مصر في آثار مليكها الشهير توت عنخ امون وهاجمته الصحف الأجنبية ولكنه أصر علي موقفه لحماية تاريخ مصر وتراثها, وبذلك احتفظت مصر بأعظم كنز أثري في العالم كله .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن