تمثيلية جديدة للأمن السوري؟

خالد محمد

2006 / 4 / 2

الملاحظ أنه في الآونة الأخيرة وخاصة بعد انتفاضة 12 آذار ، قد كثرت المقالات والتعليقات بخصوص القضية الكردية في سورية . كذلك تابعنا ما استجد من تحركات ونشاطات على صعيد الحركة الكردية في داخل وخارج سورية ، وكان آخرها لقاء واشنطن الذي جمع شخصيات من الكونغرس الأمريكي ببعض ممثلي شعبنا في كردستان سورية.

إضافة للقائين اللذين اجريا في باريس وبروكسيل ، والذي شارك فيهما عدد من أطراف المعارضة السورية ، بما فيها الأحزاب الكردية . وكانت لمشاركة السيد عبد الحليم خدام في لقاء بروكسيل مع جماعة الاخوان المسلمين وأطراف سياسية اخرى ، نقلة جديدة في عمل المعارضة السورية ، ربما يفتح الباب لانضمام شخصيات رسمية سابقة من النظام الحاكم إلى هذه المعارضة . كما أنه من اللافت طرح المسألة الكردية بشكل واضح وصريح من قبل لقاء بروكسيل ، وتأكيد السيد خدام على الحقوق المشروعة للشعب الكردي في سورية ، وكل هذا يعتبر تطور مهم على صعيد قضيتنا الوطنية .

أما النظام البعثي السوري ، فهو في عزلته وما يتعرض له من ضغوطات خانقة من قبل المجتمع الدولي وخاصة في قضية اغتيال الحريري ، فإنه فقد صوابه وراح يشدد قبضته الأمنية في الداخل . وكذلك يكشف هذا النظام الديكتاتوري أكثر من قبل عن حقيقته الارهابية ودعمه للمجموعات المتطرفة في العراق ولبنان ، لتخريب الاوضاع فيهما . لذلك لم يكن صدفة أن تخرج بعض الاصوات العروبية المدعية الوطنية والغيرة على الاسلام ، لتوجه أبشع الاتهامات لأكراد سورية ونعتهم بالخيانة والعمالة وغير ذلك من مفردات بعثية مكشوفة . ولا يمكن فصل هؤلاء الكتبة من اصحاب الأقلام المأجورة عن الذين يحركونهم في الأمن السوري ، الذي بات مهتماً كثيراً بنشر الإفتراءات عن الكرد السوريين في شبكة الانترنيت عبر بعض من مرتزقته المعروفين ، وكذلك شتم المعارضة السورية داخل وخارج الوطن واتهامها بالعمالة للأجنبي وأن مؤتمراتها يحضرها ضباط من الاستخبارات الامريكية ، وايضاً من الموساد الاسرائيلي !

ثم طلع علينا بيان تم توزيعه على موقع انترنيتي ، يحمل توقيع (منظمة الشباب الاحرار ) يتوعد الأكراد السوريين وقياداتهم الحزبية ويكيل التهم واوصاف الخيانة والعمالة لهم . الملاحظ ابتداء هذا البيان المشبوه بالبسملة ثم اختتامه بالشعار البعثي المعروف ( الخلود لرسالتنا ) ، مما يكشف هوية اصحابه الحقيقية ، وهم جماعة الامن السوري الذين لهم سوابق في هكذا امور . البيان المذكور يمجد ارهابيي الفلوجة ومليء بالحقد على كردستان العراق ، وهو اسلوب المخابرات لتوهيم الناس انه صادر عن مجموعة حقيقية من شباب العرب في الجزيرة ( الغمر أو الديرية ) . ولكي يعطي مصداقية للبيان المذكور ، طلع في اليوم التالي شخص بإسم ( حسين العويد ) ، يتبنى فيه بيان الشباب الاحرار ويكرر نفس مضمون البيان السابق من تهم رخيصة وتهديدات جبانة بحق الكرد السوريين واحزابهم السياسية وقادتهم . واذا عدنا الى اسلوب الامن السوري في الفترة الاخيرة ، حيث لا يتدخل ضد اعتصامات المعارضة في دمشق ، بل يدفع بعدد من طلبة الجامعات والمعاهد البعثيين وغيرهم من كتبة التقارير المحملين بالعصي ينهالون بها على المعتصمين ويفرقونهم وهم يرددون شعارات تتهمهم بالعمالة والخيانة .

اسلوب الامن السوري يذكرنا ايضا بجريمة اغتيال العلامة الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي ، حيث الصقت جريمة اختطافه وتصفيته بمجموعة على شاكلة ( الشباب الاحرار ) أي أنها وهمية بدليل ان ما اسمي ( تحقيق ) قد توقف من حيث بدأ وراح المتهمون يموتون في ( حوادث مرور! ) الواحد وراء الاخر . كما نتذكر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، واستعمال الامن السوري تسجيل فيديو لمنظمة وهمية وشخص المدعو ( ابو عدس ) . وحينما انفضحت لعبتهم امام العالم ولم يصدقها احد ، فكان ان عمد الامن السوري مجدداً الى عملاءه من امثال ( الشاهد المقنع ) لتضليل التحقيق الدولي . كل هذه الامور وغيرها كثير تضع علامات استفهام حول ما يسمى منظمة (الشباب الاحرار) ، وتبرر اتهامنا لها بكونها من صنع الامن السوري . ان نظام دمشق الارهابي والمصدر للتكفيريين والداعم للصداميين في العراق للقيام بالاعمال الاجرامية من قتل وتفجير ومذابح بالجملة واختطاف رهائن ، يقوم كل مرة باعداد تمثيلية سيئة الاخراج تسمى ( مهاجمة وكر ارهابي لجماعة جند الشام ) ، من اجل ايهام العالم والدول العربية ان النظام السوري ايضاً ( ضحية للارهاب ! ) . الاخطر في هذه المنظمة الوهمية الجديدة المسماة (الشباب الاحرار) ، أنها قد تكون مقدمة لحملة تصفيات جسدية ( على مثال جريمة الشهيد الخزنوي ) ، يحضر لها اجهزة الامن البعثية ثم يتم الصاقها بنفس المنظمة الوهمية . كل هذا يبين ان على شعبنا في كردستان سورية وقواه الحزبية وقياداته ، الانتباه للعبة الامن الجديدة ــ القديمة . كذلك يتعين فضح هذه اللعبة عن طريق المنظمات الدولية والسفارات الاجنبية في دمشق ، وكذلك توجيه رسائل لقادة الدول الكبرى بهذا الخصوص ، ولدى اول تحرك اجرامي للامن السوري الارهابي ضد جماهيرنا واحزابها وقياداتها. وايضاً يجب أن لا ننسى مئات والاف من امثال ( حسين عويد ) الذين يعيشون في المناطق الكردية وجاهزون للتحرك بأوامر المخابرات ، مما يستوجب اخذ الحيطة والحذر منهم .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن