الكورد والكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة العراقية

سوزان ئاميدي
dr.susanamedi@yahoo.com

2018 / 9 / 2

ان القرار النهائي للأحزاب الكوردستانية في اختيار الكتلة السياسية للانضمام معهم لتصبح بعد ذلك الكتلة الاكبر ومن ثم تشكيل الحكومة العراقية ستجعلهم امام مسؤولية اكبر مع الشعب الكورردستاني , ولاسباب كثيره جدا واهمها فقدان ثقة الشعب بالحكومات العراقية المتتالية, اذ ليس ببعيد عندما فاجات حكومة بغداد الكورد بمدى عدم دستوريتها في التعامل مع اقليم كوردستان من خلال قطع الميزانية ,بمعنى قطع الارزاق والذي بدوره اثر على المستوى المعيشي والخدمي في الاقليم ولم تكتفي بل قطعت الادوية ايضا وبعدها شنت حربا على البيشمركة جزاءا لتضحياتهم في خدمة وحماية الاقليم والمناطق المحرره من الارهاب الداعشي فضلا عن خدمات البيشمركة المعروفة لدى جميع الجماعات السياسية العراقية منذ اسقاط النظام الدكتاتوري عام 2003 .
تتوافد الجماعات "السياسية " من بغداد الى اربيل وصلاح الدين للتباحث والتحالف لتشكيل الكتلة الاكبر , الطرف الاول الوافد من بغداد يحمل اجندة سلطوية بحتة دون اي برنامج حكومي لخدمة الشعب, والطرف المقابل الكوردستاني يحمل ذات المطاليب القديمة المستمرة والتي كتبت في الدستور دون اي تنفيذ او اهتمام من ذات الجماعات الوافدة من بغداد ( المادة 140 , ميزانية الاقليم , النفط , البيشمركة , .... الخ ) فضلا عن انهم مصرين على عدم تحقيق المطالب الدستورية وهذا كان واضحا جدا عندما صرح حيدر العبادي : (لا مساومات بشأن كركوك مع الكورد) .! بمعنى لا تطبيق للمادة ١٤٠ الدستورية , لا تطبيق للقانون لا تطبيق للشرعية وذلك يعتبر اجحاف مكرر ومستمر لحقوق الكورد , وهنا اليس لنا التوقف والتساؤل عن مدى امكانية نحاج التفاهم بين الطرفين ؟ الا تتفقوا معي على وجوب حضور طرف دولي؟ والاخير اقتضت مصالحه ان يطلب من الكورد الانظمام الى الكتلة التي استمرت في اجحاف الكورد منذ توليها السلطة في بغداد , فاين المفر ؟!!!
في الحقيقة ان حزب الدعوة تغنى بالانفال وحلبجة والمقابر الجماعية وحقوق الكورد الى ان اعتلى سدة الحكم، بمعنى تمسكن الى ان تمكن وبمساعدة الكورد اكتمل تمكنهم التام فنزعوا القناع وظهرت حقيقتهم ونواياهم فاصبحت حقوق الكورد ضمن المساومات السياسية وكل التقسيمات التي حصلت وتحصل لحزب الدعوة غايتها البقاء والاستمرار في السلطة وبالتحديد التمسك بموقع رئيس الوزراء ، فالجعفري أم المالكي أم العبادي أم .... كلهم سواء ومن نفس المشرب .
وارى ان تشكيل الكتلة الأكبر سوف لن يغير شئ ، والمحاصصة باقية , فكل المكونات اصبحت لاتثق ببعضها بسبب تعامل الحكومة الاتحادية , وعليه فان العراقيين امام مرحلة خطرة جدا وتحديات كبيرة خاصة بوجود التدخلات الايرانية والامريكية , لذا على الكورد وبكل جماعاتهم وشخوصهم السياسية ان يشكلوا تحالفا كوردستانيا واحدا لمواجهة هذه التحديات معا .
ويامل الكورد ان العراقيين وبعد فشل جماعاتهم السياسية في ادارة الدولة سوف لن يعودوا الى انتخاب المرشح لا لخدمتهم بقدر لمعاداتهم حقوق الكورد , فالوضع المأساوي الذي يعيشه العراق ككل واليوم نرى في اكبر واغنى محافظة عراقية البصرة والتي تشهد الموت بالجملة بسبب عدم توفر ابسط واهم الخدمات وهي المياه الصالحة للشرب , سؤال قد يمر ببال اي مواطن عراقي: لو كان وضع اَي محافظة كوردستانية كوضع بصرة ماذا يكون موقف الحكومة الاتحادية واعلامها ؟ بينما نرى الان الحكومة الكوردستانية والاعلام في الاقليم تحاول جاهده التركيز على المساعدة إلا ان الامر سوف لن يغير من الواقع السياسي العراقي قيد انملة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن