مدخل الى سيناء - جزء سادس

سعيد رمضان على
saidramster@gmail.com

2018 / 8 / 22

في القرن السابع الميلادي استولى المسلمون على الشام ، ولم يتدخلوا في شئون الحجاج الراغبين في الصلاة بالكنيسة ، التي شيدتها القديسة هيلانة في موضع ( القبر المقدس )
بعدها ساد سلام بين المسلمين ( لمدة ثلاث قرون ، وعندما قام السلاجقة الترك بحماية بلاد الإسلام من الغارات البيزنطية ، والتي استهدفت النهب ،استنجد الإمبراطور الكسيس بجيرانه المسيحيين ، ) (4) وتمسك البابا ( أوربان الثاني ) بهذه الفرصة فأخذ يصور الفظائع الشنيعة التي حاقت بالأراضي المقدسة ، واصفا في الوقت نفسه هذه الأراضي بأنها :
( تفيض بالعسل والذهب )
وعلى اثر ذلك طغت على أوربا الجائعة موجة من الهياج الديني وانتاب الناس حمى السعي وراء ( العسل والذهب ) فتكونت الحملة الصليبية الأولى التي ضمت قلة من المخلصين المخدوعين ، وكثرة من اللصوص وقطاع الطرق والشباب المفلس والنبلاء المعدمين
( يقودهم جميعا بطرس الراهب ) (5) ومع بداية الطريق تعالت صيحات مثل " إنقاذ الأراضي المقدسة من البرابرة الهمج " ثم خفت لتعلوا صيحات العسل والذهب .
لكن الحملة لم تصل ، لقد أبيدت بسبب أعمال النهب والسلب إثناء الطريق .
أدت هذه التجربة إلى تنظيم جيش بقياده عدد من النبلاء أكثرهم من إنجلترا وفرنسا ، وبعد فترة من التدريب والتنسيق اتجهت الحملة إلى الأراضي المقدسة وعندما وصلت القدس ذبحت من المسلمين كما تفيد المصادر (70 ) ألف – سبعون ألف - لكن في نهاية الأمر تم التصدي للحملة وطردها ، لكن الحملات لم تتوقف ، وبدأت مع سيناء عندما قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت ، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله . وفي العام التالي ( سنة 1116) خرج بلدوين في حملة أخري ، وسار حتى أيلة علي ساحل خليج ، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين مصر والشام
وفى جزيرة فرعون شيد بلدوين قلعة في مواجهه أيلة بخليج العقبة , مما مكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء ( التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم ، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة ) (6) مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلى بيت المقدس لكنه استمر في سياسة تستهدف السيطرة على سيناء والطرق المؤدية إليها . فبني قلعة وادي موسى في عام 1117م ، وفي العام التالي خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالي الذي يمر بشمال سيناء ، ووصل إلي الفرما حيث أحرقها ، وفي أثناء عودته أصيب بمرض ، نتيجة تناوله لوجبة من السمك أدي إلي وفاته ، وحمل جثمانه إلي القدس ليدفن بها. ويذكر مصدر أخر انه مات مسموما , وتم تحنيطه ورمى أحشائه على ضفاف بحيرة سيربونيس , الذي سميت فيما بعد ببحيرة البرد ويل .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن