حنان يوسف، بين الشوق والاحساس بالاخر ..!!

وجدان عبدالعزيز
wijdan_abd@yahoo.com

2018 / 8 / 20

حنان يوسف،
بين الشوق والاحساس بالاخر ..!!
وجدان عبدالعزيز

قرأت خواطر حنان يوسف، فرسمت لي ممرا الى حديقة مترامية الاطراف، تحلق فيها فراشات بيضاء تتنقل باحثة عن الرحيق وسط ازاهير الورد المعطر بالاشتياق للحياة والحب، هكذا احس بكتابات حنان يوسف ترسم الشوق والاشتياق للاخر على اوراق الشجر والغيوم، وليس بالضرورة يكون الحب والعشق والاشتياق تجربتها الخاصة، انما هي تتلمس اوضاع الاخرين وتتحسس مشاعرهم، فتكتب عنهم، لذا كان الاشتياق في داخلها، هو ذلك الشعور الذي يصيب الانسان عند رغبته بالتحدث أو لقاء أحدهم، وهو شعور لا إرادي لا يملك صاحبه السيطرة عليه، لذلك قد يلجأ البعض للتعبير عمّا يشعر به بالقلم لا بالكلام، وهنا جاءت كتابات حنان يوسف، لتعبر عن الشوق، الذي هو من علامات المحبة التي تظهر على المحب ، فالإنسان يحب إنساناً تراه يحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس الجميلة اتجاهه، ومن بين تلك المشاعر الشوق وتذكر الحبيب، لذلك نرى المحبين دائماً يقفون على أطلال الحبيب التي تذكرهم به وتشوقهم إليه، كما أن رؤية المحب لأشياء تعود لحبيبه أو تلمسها تكون كفيلة بإيقاد نار الاشتياق إلى حبيبه، والشوق إلى الحبيب يبدأ منذ لحظة غيابه عن المحب، فترى المحب يذكر صورته دائماً ويتمثلها أمامه، وقد يجسد صورته ويتكلم معه ليعبر عن محبته واشتياقه إليه، فللشوق حقيقة لذة في قلوب المحبين عجيبة تسمو بنفوسهم وتعلو ويشعرون بمشاعر الشوق وكأنهم طير يحلق حول منزل الحبيب لايغيب عنه ، كما أن الإنسان يشتاق لحبيبه لأنه يدرك أنه أكثر الناس قرباّ إليه ، وهو أكثر الناس استماعاّ إليه، حيث يبث همومه ومشاكله، كما أن الحبيب هو الناصح الأمين لحبيبه، وهو القادر على إعطاءه المشاعر والحب الذي يروي ظمأ نفسه، فقد يجتمع الإنسان بأناس كثيرين ولكن لا يشعر بالاشتياق نحوهم لأنه لم يحمل مشاعر المحبة الصادقة نحوهم ولم يتبادلها معهم يوماّ ، فبإدارك معنى المحبة بين المحبين يدرك المرء الإجابة على سؤال ، لماذا نشتاق لمن نحب، تقول حنان يوسف : (أشواقي،،أغنيات مسافرة/على مرمى العمر/تعبر الفصول والدروب نائية في ذاتيإلى رحاب بعيدة،،)، فبالحب والاشتياق تحلق في رحاب الفضاءات المفتوحة، كأني بها تقول : في بعض الأحيان عندما أنظر إليكٍ، أشعر وكأنني أحدق بالنجوم البعيدة. أنه أمر رائع، ولكن هذا الضوء منبعث منذ آلاف السنين وقد تكون تلك النجمة لم تعد موجودة بعد الآن، ولكن في بعض الأحيان يبدو لي هذا الضوء بأنه حقيقي أكثر من أي شيء آخر، ثم تقول : (أنت قصائدي،،/كتبتها بلغة من دم العاشقين/إني لراحلةوالعيون محترقة/إلى دائرة الفراق،،/في انتظار من لا يأتي/لحن أغنيتي الوحيدة،،/المؤنسة،،/يا ليل لقاء الحبيب،،/متى موعده،،؟؟؟)، فكل كلماتها لاطعم لها بدون الاخر، حتى انها تخشى ان تنتهي قصائدها، فدائماً للشوق ذلك السحر العجيب ..! ذلك الاحساس المميز ..! دائما حس الشوق في القلب .. حس له طعم آخر .. نكهة أخرى ..! ، لذا تقول :
(قلبي جنة النعيم،،
وعصفور الحب يسكن جنتي
تذكر،، تذكر،،
أن الحب أنهار شوق وجوى،،
تجري في عروقي،،خالدة
جنة،،عرضها اﻹشتياق والحنين)
لتكون على العهد من الاخلاص والوفاء له الاخر الساكن اعماقها ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن