هل يعيد المغرب علاقاته مع قطر بعد هذه التطورات مع تركيا؟

أمين محمد
facebook.net1987@gmail.com

2018 / 8 / 20

دفعت التطورات الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة، قطر إلى التدخل وتخصيص أكثر من 15 مليار دولار لإنقاذ الليرة التركية التي هوت قيمتها لمستويات غير مسبوقة في مقابل الدولار الأمريكي، في الوقت الذي لم تكلف فيه الدوحة عناء نفسها على دعم المغرب ولو بمليار واحد، نتيجة ما قدمته الرباط للدوحة في أزمتها مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات.
وكان أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قد زار الأسبوع الماضي، تركيا والتقى الرئيس، رجب طيب أردوغان، وذلك لبحث أزمة الليرة التركية التي شهدت سقوطًا مدويًا بعد العقوبات التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على خلفية احتجاز تركيا للقس الأمريكي، أندرو برانسون.
وخلال الزيارة، أعلن تميم أن قطر ستنقذ تركيا من أزمتها الاقتصادية، من خلال ضخ استثمارات بقيمة 15 مليار دولار، إلى السوق التركية.
ويرى مراقبون، أن الدعم القطري لتركيا في وجه العقوبات الاقتصادية الأمريكية، والذي قدر بـ15 مليار دولار، ناهيك عن مليارات الدولارات التي تم تخصيصها في الكواليس لدعم جماعة الإخوان المسلمين، قابله غياب دعم مالي للرباط التي نأت بنفسها عن الأزمة الخليجية الحالية، وما هو ما فسره مراقبون أن الدوحة تفضل اللعب وفق مصالحها الخاصة.
وفي هذا الصدد، قال محلل سياسي، طلب عدم ذكر اسمه، إن الدعم المالي القطري لتركيا، كان متوقعا، بحكم طبيعة العلاقات التي أصبحت تجمع البلدين، بعد قطع دول خليجية لعلاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، واتخاذ دول عربية موقف حياد، في مقدمتها المغرب، التي فضل النأي بنفسه، عن هذه الأزمة، التي نشبت نتيجة اتهامات موجهة لقطر بدعم الإرهاب.
واعتبر أن علاقات المغرب مع قطر ليست في المستوى الاستراتيجي مع تركيا، التي بادرت إلى إنشاء قاعدة عسكرية في الدوحة، وهو ما دفع أمير قطر مؤخرا لزيادة الدعم المالي لتركيا، بشكل علني دون الحديث عن مليارات المخصصة لجماعات إسلامية متهمة بالإرهاب تحظى بدعم وحماية أنقرة.
وأشار إلى أن هذا التطور يمكن أن يؤثر على علاقات الدوحة مع الرباط، التي لم تتلقى ولو دولار واحد نتيجة المواقف التي عبرت عنها المملكة المغربية، طوال مدة الأزمة، إلى جانب أن الاقتصادي المغربي ضعيف مع نظيره التركي.
وكانت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تدهورت بدرجة كبيرة بسبب محاكمة القس الأمريكي آندرو برانسون. وأعلن وزير الخزانة الأمريكي فرض عقوبات على وزير العدل التركي عبدالحميد غل، ووزير الداخلية سليمان صويلو، متهما إياهما بارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق، أنه أجاز بمضاعفة الرسوم على الألمنيوم وحديد الصلب من تركيا — بنسبة تصل إلى 20% و50%على التوالي. وتسبب هذا القرار بانخفاض سعر الليرة التركية إلى مستوى قياسي، أكثر من 7 ليرات للدولار



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن