الإله الغائب هل يعلم أو لا يعلم؟؟

وفي نوري جعفر
fodein2004@yahoo.com

2018 / 7 / 15

لا يخفى على الجميع بأن كلّ مسلم يعلم بأنّ الأحكام الشرعية لا تؤخذ فقط من القرآن، وإنّما تؤخذ من سنّة نبيه محمد أيضا، بحسب نص الآية {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}، ومن مهام محمد أيضا هو أن يشرح ويوضح ويفسر لأتباعه المسلمين ما جاء في قرآنه {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}، وهناك أمثلة كثيرة في القرآن تحتاج إلى شرح وتفسير وتفصيل كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحجّ، والخمس، وباقي التفاصيل التي تتعلّق بالعبادات والمعاملات، ولهذا فجميع المسلمين هم بحاجة إلى القرآن وإلى سنة نبيهم محمد المتمثلة بأقواله وأفعاله وتقريراته.!!

إذن القرآن والسنة لا بدً منهما لأتباع دين محمد وذلك بإتفاق وأجماع المسلمين، اللهم إلا القرآنيون الجدد فهؤلاء كالمعلقة، فلا هم إلتزموا بما التزم به إخوانهم المسلمين، ولا هم تركوا دينهم وأصبحوا لادينيين، ولأنهم يخجلون من تفسيرات المفسرين وأحاديث نبيهم التي وردت على لسان المحدثين، لذلك إتخذوا لهم منهجاَ وطريقاً خاصاً بهم وهو الإعتماد على القرآن وعلى تفسيراتهم وإجتهاداتهم الشخصية فقط، ولهذا تجد كل واحد فيهم يفسرهُ بالطريقة التي تعجبه وتلائمه، وطبعاً عندما تحاور القرآنيون فإنك لا تأخذ منهم حق ولا باطل، وبالتالي فالحديث معهم هو مضيعة للجهد والوقت فهؤلاء لا يمثلون الإسلام أصلاً.!!

نعود الى المصادر الواجب إتباعها عند المسلمين وهي (القرآن والسنة)، وعلى الرغم من أن نص القرآن ثابت عند المسلمين، إلا اننا نعلم بأن القرآن ملئ بالاخطاء والتناقضات والمتشابهات ولم يستطع فهمه لا السابقون ولا اللاحقون من أبناء العرب، بدليل إختلاف تفسير كل آية وسورة عند هذا المفسر أو ذاك، وهو من فرًق المسلمين إلى طوائف ومذاهب وجعلهم طرائق قددا، وعليه فلا يمكن الإعتماد عليهِ كثيراً.!!

إذن لم يبق لنا إلا سنة محمد، والمشكلة عندما نأتي إلى سنًة محمد وسيرتهِ فإننا نرى العجب العجاب فيها،لا نعرف ما هو الصحيح من الحسن فيها، أو القوي من الضعيف، أو المحرًف من الموضوع، أو المتواتر من الآحاد، أو المنكر من الشاذ و. و. و إلخ. حتى أن رجال الدين اضطروا الى ايجاد علم خاص بسنة وأحاديث نبيهم أسموه بعلم الرجال أو علم الحديث، وهو علم يبحث في أحوال رواة الحديث وشرط قبول أخبارهم وعدمه وتشخيصهم ذاتاً ووصفاً، ولذلك عكفَ رجال الحديث على كتابة المجلدات الكثيرة للنبش والتحقيق في ما جاء من أقوال وأحاديث الرواة (عن فلان بن علًان عن خربان بن نعلان عن فرمان بن ضرطان عن مشعان بن شعلان عن عن وهلمً جرا) وما نقلوه من سيرة نبيهم طيلة كل هذه القرون.!!

وللأسف فحتى رجال علم الحديث لم يفلحوا في الإتفاق على الصحيح مما جاء في سنة نبيهم، فكل مذهب وطائفة لديها أحاديث ورواة، وحتى في المذهب الواحد تجدهم يختلفون على الحديث الواحد ورواته فما بالك بالمذاهب والطوائف الأخرى، وعليه فإن سنًة نبيهم زادت في تفرقتهم وفي إختلافهم وفي تكفيرهم لبعضهم البعض وجعلت منهم طرائق عدداً، وعليه فلا يمكن الإعتماد عليها كثيراً.!!

وهنا نُحب توجيه بعض الأسئلة لأتباع القرآن والسنًة والإله الحكيم والخبير والعليم بعض الأسئلة:

1- هل كان الله يعلم بأن قرآنه (كلامه) سيختلف عليه السابقون واللاحقون وسوف لا يفهمه إلا حضرة جنابه؟؟ ثم هل كان يعلم أن كلامه سيجعل المؤمنين بهِ يتفرقون الى مذاهب وطوائف، وكل مذهب يلعن المذهب الآخر وكل طائفة تكفر الأخرى؟؟

2- هل كان الله يعلم بأن سنة نبيه ورسوله الخاتم للرسالات سيصيبها كل هذا الوهن والضعف والتحريف والتأويل والأخذ والرد؟؟ ثمً هل كان يعلم أن سنة نبيه الغير موثوقة والضعيفة والهزيلة ستجعل المؤمنين بهِ يتفرقون الى مذاهب وطوائف، وكل مذهب يلعن المذهب الآخر وكل طائفة تكفر الأخرى؟؟

فإن قلت عزيزي المؤمن نعم: أنه يعلم بكل ذلك وأنه راضٍ عن كل هذا فقد أهنتهُ وأحتقرته، وإن قلت انه يعلم ولكنه غير راضٍ عن ذلك فأنت أيضا قد أهنتهُ وأحتقرته.!!

وإن قلت لا: هو لا يعلم بكل ذلك فقد جعلته غائباً ومفقوداً، ولا يسعني إلا أن أُعزٍيكَ فيه وأقول لك: البقاء في حياتك.!!

بالمناسبة: ما ينطبق على إله الإسلام فهو ينطبق أيضاً على يسوع المسيح ويهوه الشاذ، فكل هذه الآلهة غائبة ومفقودة وجميعنا نترحًم على موتها.!!

**********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن