لا تأتِ يا ربيع # 3

منير الكلداني
vision.moh2018@gmail.com

2018 / 4 / 6

(( حقيبة الانتظار ترمق الشفق في سكون وتحكي منها اماني الليل ))

كان صباحا باردا موجة من الصقيع تلف الزقاق المتهرأ ، ضحكة الغجرية لا تزال عالقة في ذهني ، لا اعرف لم اقف هنا (( مريض )) اقرب وصف لحالتي التي تكبر معي ، خرجت رهف انه موعدها بالضبط
** كيف حالك بني الا تخشى على نفسك من هذا الجو
ابتسمت تلك الابتسامة الماكرة
** عليك ان توصي رعد قبل ان توصيني
هزت يدها رافضة لجملتي
** انه اكبر سنا بني كيف تقول عليه ذلك
** هو المزاح يا رهف
بدا الغضب على وجهها البريء ، عيناها تسحران وهذا الرذيل لا يراهما
** رهف (( فقط ))
ضحكت قليلا خشية زيادة التوتر
** وهل لديك اسم اخر حتى اناديك به
ومحاولة مني لتغيير الموضوع استرسلت قائلا
** كيف حال جاركم الجديد
اطرقت قليلا الى الارض ثم رفعت وجهها وكأن الحياءأخذها
** اتقصد ذلك الشيخ الوسيم
جواب لم يك في الحسبان ، متى راته ، وكيف عرفت انه وسيم ، هل هذه رهف حقا ام انني بدات اهذي ، جاء الخلوق وركبت رهف ، ايعقل ؟
لثلاث ايام اراقب الزقاق ولم اره ، فكيف شاهدته رهف ، بدات الشكوك تساورني
** رهف المراة المثالية تواعد هذا الرجل ؟
اخذني الفضول وذهبت الى بيت رعد وطرقت الباب عدة طرقات بقوة
** ماذا تريد ايها الفضولي
يفتح عينيه بصعوبة لا بد انه كان يراقب ام ربيع كعادته طيلة الليل عله يظفر بنظرة من عينيها الساحرتين
** هل زوجتك تاتي في مواعيدها ؟
افاق من غفوته وحدق بي طويلا كانه يريد ان يخنقني بيديه
** هل هناك شيء بزوجتي يا ولد ؟
يا للغباء ... كيف اخرج من هذا الموقف المحرج
** لقد خرجت من البيت الساعة 7 و 31 دقيقة الا ترى هذا غريبا
ضحك رعد وكان الفرج قد نزل عليه ، ضحك كثيرا
** لا بد ان ساعتك فيها خلل (( قالها ودموع الضحك في عينيه ))
ضحكت معه كي اتحاشى حماقتي
** (( اكمل )) وهل تطرق بابي في هذا البرد وفي هذه الساعة لتخبرني بذلك ؟
** بالطبع لا ولكن اتيت اسالك عن جارك الجديد
ضجر رعد من كلامي
** لم اره ولا اريد ان اراه
** ان بيته غير كامل ولا بد ان البرد سيقتله
تافف رعد
** ليكن ذلك وما شاني به من قال له ان يسكن هنا ، هو يتحمل قراراته
وبخبث الكلام قلت له
** انه جارك
** اذهب ونم ايها الابله فلو كنت تعرف حقا لجار لما اتيتني اصلا
تركني ودخل بيته مغضبا واغلق الباب بقوة ، ماذا انتظر هنا ، البرد يكاد ان يجمد اطرافي ، حانت مني التفاتة الى البيت المهجور ، انتشر الضباب وبدا يغزو الزقاق تقدمت بخطوات متسارعة نحو بيتي وما ان مسكت مقبض الباب رايت الرجل واقفا بجانبي
** هل تبحث عن شيء
فكان صوت ام ربيع يتخلل الضباب
** دعك منه انه فضولي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن