ملحق الفصل الرابع _ سوريا 2020

حسين عجيب

2018 / 4 / 5

الفصل الرابع
.....
ملحق وهوامش الفصل الرابع _ سوريا 2020

الاعتماد والادمان _ الخط الفاصل بين الصحة العقلية والانحراف .
الاعتماد حاجة إنسانية وفردية ، موضوعية ، ومشتركة مثل الماء والهواء .
الإدمان درجة اعتماد متقدمة أو متطرفة ، الفارق النوعي بينهما الزمن فقط .
الألم !
كلمة السر علاج الألم .
_ من لا يعترف بشرعية ومشروعية علاج الألم ؟
أو ( الحق في الدفاع عن النفس ) ...
الجواب غير بسيط أبدا .
هل تقبل لغيرك ( لعدوك ) ما تقبله لنفسك ولشركائك !
....
السيجارة والكأس ، عبرهما _ ومن خلالهما تجسد الحد الفاصل بين الاعتماد الشعوري والواعي وبين حالة الإدمان ( عكس الاتجاه ) ، حيث الاعتماد غير شعوري ولا واعي .
شغلت السيجارة والكأس الحدود بين الإدمان والإرادة الحرة لقرنين 19 ، 20 ، .. ويبدو أن الإدمان خسر المعركة في البلاد المتقدمة والدول الحديثة ، لكنه للأسف يكتسح بلادنا مع بقية الدول الفاشلة وباء . ليس مثل الوباء فقط .
....
القيمة الإنسانية تتمثل عبر مظهرين أساسيين الفرد ( أنت ، أنا ) و المجتمع أو الدولة ( هم ، نحن ) ... التستر بالشعارات والقشور الدينية أو الأخلاقية مرض عقلي صريح ، وليس فقط شكل من الاعتماد النفسي الادماني .
لحسن الحظ ، القيم الإنسانية الحقيقية ، تتطور بتسارع مذهل وتنتشر عبر التكنولوجيا الحديثة وبفضلها ، .... و من لا يصحو _ تصحو مع قدوم الربيع ( فرد أو مجتمع ودولة ) يتجاوزه التاريخ الحقيقي ، التاريخ القادم من الغد والمستقبل وليس من الكهوف والخناجر وعبادة الموت
التكنولوجيا الحديثة سبب تفاؤلي الحقيقي ، الثابت والراسخ ومصدر إيماني بالإنسان .
اليوم افضل من الأمس ، وغدا أفضل من اليوم .
....
إشارة هامة أرغب بالتشديد عليها .... " العلاج بالكتابة " أو أي شكل آخر من التعبير الذهني أو الحركي ، تتصل بتقنية " تعديل السلوك المعرفي " حيث يتمحور اهتمامي ، ومن ضمنه هذه التجربة _ المغامرة الروائية _ سوريا كما أرغب أن تكون وتصير ، وليس ... ، بل على النقيض من سوريا كما أتوقع ... للأسف
خلال الكتابة تتبلور بعض الأفكار والخبرات الجديدة ، كما تنشأ بعضها بصورة غير متوقعة . ولن أتردد في كشف أخطائي الفكرية ( أمل أن تتسع ثقتي وتشمل أخطائي السلوكية أيضا ) ، خلال الكتابة وبعدها .
وكما ذكرت من قبل ، أحوال التوليف بين تقنيتين للكتابة العربية متعاكستين ( أنسي وادونيس) ، حيث يعتبر أدونيس شخصه ونصوصه وحدة عضوية _ وهو على حق ... ويعيد كتابتها باستمرار ، على النقيض من أنسي الذي ترك الأخطاء النحوية والاملائية حتى ، في بعض نصوصه ، كنوع من الاعتراف باستقلالها الحقيقي والفعلي .
خلال نشر الحلقات ، سوف أعيد الصياغة والتصويب _ كمحاولة للتقرب من الكتابة التفاعلية ، وبعدما تكتمل التجربة..._لا أعرف كيف ومتى ستكتمل بالفعل _ بعدها سأتبع طريقة أنسي .
....
خلال هذا النص تبلورت فكرة " القيمة " وفهمت بشكل واضح الفرق بين القيم والأخلاق .
حيث القيم إنسانية مشتركة وعامة ، وتشمل التجربة البشرية بمجملها ، بينما الأخلاق متناقضة بطبيعتها ، وهي محصورة بالمستوى الاجتماعي الذي تنمو عبره ومن خلاله . والمثال الأبرز على ذلك الصوم في المسيحية والإسلام ... أقرب للتناقض ؟!
والتفسير الحقيقي لذلك : إما بوجود إله للمسلمين يختلف عن إله المسيحيين ، أو باختلاف التدوين والتفسير الاجتماعي لعملية الصيام .
فكرة أخرى اكثر أهمية حول الدولة الفاشلة والدولة الحديثة ، والتمييز بينهما باستخدام مفهوم " القيمة " كمعيار موضوعي ...
الدولة الحديثة ، تتميز بالسلطة العقلانية ، حيث الفصل الحقيقي بين السلطات ، بالإضافة إلى البعد الزمني الحاسم للتمييز بينهما ، السلطة العقلانية مؤقتة ومحددة الوقت والفترة الزمنية ، عكس السلطة اللاعقلانية غير الزمنية ... الوراثية وغيرها .
الدولة الحديثة ، دولة المواطن والقانون حيث الفصل واضح بين الدولة وبين السلطة .
على عكس الدولة الفاشلة ، حيث يتماهى الحاكم ( الديني أو السياسي ) مع الكرسي ويذوب فيها بالفعل وليس مجازا فقط . وهنا تبرز المفارقة النوعية ... استخدام الغاية في خدمة الأدوات والوسائل !
الفرق الحاسم بين الوسيلة والغاية هو القيمة . حيث تدمج النوع والكم بالتزامن .
القيمة في العالم المعاصر يمثلها السعر ، بشكل عام ومعمم ( المال والنقود ) .
القيمة الأعلى غاية ، والقيمة الأدنى وسيلة . هذا قانون المنطق والعقل ، عدا ذلك جنون أو خداع وغش مقصود _ جريمة بعبارة صريحة .
في الدول الفاشلة _ بلا استثناء _ يستخدم الدين والوطن وسيلة واداة للعيش !؟
بسهولة يمكن فهم ذلك بشكل موضوعي : من يعتبر السياسة والسلطة والمال أعلى في القيمة من الدين والايمان والحق ، من الطبيعي أن يستخدم الدين والوطن في السياسة ولخدمتها .
وهذا هو حال البلاد العربية والإسلامية .
حيث يتم تفضيل اليوم على الغد . ( معاوية على علي ) بالعكس من الشعار المضلل .
كيف يبررون ذلك لأنفسهم !!!
عدا الغفلة والجنون أو الخداع والغش ، لا أعرف .
....
....
ملحق 2
حالة العجز عن الحب ( مثال اكتئاب ما بعد الولادة )...
لنتخيل المشهد...
أحد الأبوين وخصوصا الأم ، بعد اكتشاف نرجسية الطفل _ة مع الاصطدام المتكرر بها خلال كل لحظة أو سلوك!
وتتكرر التعابير والحركات _ التي يتعذر قبولها من أحد دوما _ اعتبار الأم ( او الأب ) مجرد أداة ووسيلة مبتذلة لتحقيق نزوة ، وكثيرا بلا سبب _ فقط للهو والتسلية ....!؟!
بنفس الطريقة ، التي يتجاوز ( أو يفشل ) بها كلا الزوجين مخلفات نرجسيته من الخوف والغيظ والقرف ، عبر تعامله مع الشريك _ة ، يحدث نفس الشيء بين الطفل _ة وأحد الأبوين ، لا نجاح مكتمل ولا فشل خالص .
العجز عن الحب في حالته القصوى والحدية ، يتجسد عبر اكتئاب ما بعد الولادة .
حيث الأم تنفر بوضوح من رضيعيها _ ت ، وترفضه بصراحة .
بالطبع التفسير البيولوجي والكيميائي اسهل واسرع وألطف ، ولكن .
يوجد سبب آخر عقلي ومعرفي _ أخلاقي ، لا يمكن إنكاره بشكل فعلي .
بعبارة ثانية ، التفسير الكيميائي الذي يستخدمه الطب الحديث أولا ، وفي الدرجة الثانية العلاج البديل ... المعرفي أو السلوكي ، يبقى من الدرجة الثانوية في الأهمية والاعتبار .
....
أتصور أن الفقرة ، تحتاج إلى توضيح اكثر ...
أعتذر من القارئ _ة ، التي تجد فيه نوعا من الزيادة غير المبررة فنيا ... معك حق .
ماذا تعني عبارة " الاصطدام المتكرر بنرجسية الطفل " ؟!
حاجة الطفل _ة لأن تكون الأم مجرد أداة ووسيلة في خدمة نزواته .
وتتسع تلك الحاجة مع النمو ، وتتمدد إلى الأقارب والمعارف ، حيث تتداخل معها النزعات التدميرية وغير المقبولة اجتماعيا ومنطقيا أيضا ، كلما تعرضت رغباته للاحباط .
بين السنة الأولى والخامسة _ النرجسية الأولية كما افترضها فرويد وشرحها ، وأعاد تنقيحها وصياغتها المتجددة على امتداد نصف قرن وأكثر . الشخصية النرجسية هي الخير والجمال واللذة ، ويتمدد ذلك على الموضوع ، الذي يتجسد في السنتين ويتركز عبر جسد الأم ، والثدي بالتحديد . تنقسم الأم الفعلية بنظر الرضيع إلى نقيضين : خير وشر . ويتحدد ذلك من خلال رضا الطفل او إحباطه وعدم رضاه . هي الخير والجمال والمتعة واللذة ، أو هي النقيض الشر والقبح والألم ...
مع النمو والتقدم في العمر والخبرة ، تتنوع حاجات الطفل وأدواته ومداركه معا .
في هذه المرحلة يحدث الاصطدام النرجسي بين الطفل والآخر ( أم ، أب ، مربية ...) .
لنتخيل عندما تكتشف الأم ( أو الأب ) أن الطفل _ ة يشعر بالقرف من بصاقه ( الأم أو الأب وبنفس الوقت هو يحب فضلاته ولا يريد الانفصال عنها أيضا ) أو بوله وغائطه !؟
هذا مصدر ثابت للصراع التدميري بين البشر ، اكتشفه فرويد " الصراع النرجسي " .
كل شخصية قبل ان تحقق النضج النفسي _ الاجتماعي المتكامل ، سوف تسقط مشاكلها على الشركاء ، بشكل لاشعوري وغير واع ، ويتعذر إقامة علاقات الحب بدون نضج .
....
....
الجدل المنطقي يتوسط الثرثرة والحوار ، ويفصل بينهما.....إلى الأبد .
التفكير العمودي محور الجدل المنطقي ، واتجاهه الثابت .
نادرا ما يصل إلى الغد ، وينكص إلى الماضي الميت بسرعة الضوء .
التفكير الأفقي ، عبر التكافؤ والمساواة في الزمن خصوصا ، محور الحوار وماهيته الثابتة .
التفكير الأفقي نسيج حي من الحب والحرية والسعادة وراحة البال والمعرفة والتسامح ، هكذا أتصور الحوار وأحلم به ، مع ماركس وأفلاطون والمعري وشيمبورسكا وهولدرلين ...وبقية الأسلاف .
الثرثرة قاع الكلام أو المستوى الأولي في الكلام ، حيث تسود المجانية ، وتتعمم بعد غياب الوعي والانتباه ، مع النكوص إلى مرحلة ما قبل التمايز بين الذات والموضوع والصوت والفكر .
سأعرض تجربتي مع ( الجدل المنطقي ) عبر مثالين : الخلايا الجذعية وصدمة الحوار للسوريين ، خصوصا في الخارج .
....
يحكي فيكتور فرانكل ، عن تجربته الشخصية مع زميل له طبيب شاب أيضا ، بعد تحرير معتقل ( أ شويفتز الشهير ) من قبل الحلفاء ونقلهم إلى فندق خمس نجوم في فيينا !
صدمة الحرية _ ... بعد مرور أسبوع على تواجدهما في الفندق ، يسأل أحدهما زميله :
هل تشعر بالسعادة هنا ؟
يتفاجأ الاثنان ، أن شعورهما بالسعادة انخفض في الفندق ، عن معدله المعتاد ، عندما كانا في الوضع الأسوأ على وجه الأرض ، حيث فرصة البقاء دون واحد من عشرين...
هذه التجربة الحدية ، يخبرها كل فرد ( امرأة أو رجل ) بطرق وأشكال لا تحصى .
لكن الفرد ( امرأة أو رجل ) يكبتها بسرعة ، وغالبا بدون وعي وبحالة لاشعورية .
" أكثر الأشياء حزنا
أن تصل إلى ما كنت تريد "
من لا ت _ يتذكر خبرة ما بعد الامتحان ، شعور الخواء المرعب !
سوف أعرض فكرة ( اكتئاب ما بعد الولادة ) في الملحق والهامش كمثال نموذجي على نرجسية الانسان _ المرأة خصوصا .
مصدر القلق متناقض ، من العزلة وانعدام الاثارة ، و العكس أيضا... من الضجيج والمثيرات العشوائية أو الشديدة ( ضمن البيت وفي الوظيفة ومع الزوج _ة تكرار وأمان وضجر ، وخارج العادة مجهول وإثارة وخوف) .
...
الكلام واللغة والفكر والوعي والشعور ، ... نسيج واحد حي .
هذه خلاصة تجربتي خلال ربع قرن ، مع فكرة _ خبرة " فن الاصغاء " .
ويمكن تصنيفه ( النسيج الحي ) وترتيبه ضمن ثلاث مستويات ... الثرثرة أو الأصل والقاع ، الجدل المنطقي أو الطابق الثاني _ بعد الثرثرة ، الحوار أو ثمرة الجدل وذروته .
الجدل المنطقي أو الإيجابي ، يمثل نجاح تجربة الجدل . عبر توحيد الموضوع وتحديد معيار موضوعي للزمن بين الأطراف ( شراكة أو تنافس ) .
بعد فشل التجربة المشتركة للجدل ، لها تسميات وأشكال متنوعة ... كالجدل البيزنطي ( تفاهة الموضوع ) ، أو الجدل العقيم ( مع متعصب _ ة) ، أو السفسطة ( مع عدمي أو كلبي ) وغيرها ، يحدث نكوص إلى الثرثرة أو القطيعة أو الصراع .
الحوار يمثل النجاح في حل المعضلة الإنسانية _ العالمية والفردية على السواء .
_ الانسان واحد ، كل الناس متشابهين ، ويتساوون في الحق والواجب .
( الناس سواسية كأسنان المشط )
_ كل فرد يختلف عن غيره ، ... الاختلاف سابق على العلاقة .
( الناس طبقات ودرجات )
يوجد مستوى آخر للمعضلة الإنسانية ( تشمل الفرد والمجتمع ) ، حيث الخيار الاجباري والذي يتجدد كل لحظة : بين اليوم أو الغد !؟
اليوم يمثل الأمان والغد يمثل الاثارة قطبا اللذة ... ولا يمكن الجمع بينهما .
....
اليوم مصدر الأمس .
الأمس مصدر الوهم .
الغد مصدر اليوم .
مصدر الغد مجهول .
المجهول مصدر الغد ... منذ عدة آلاف من السنين يتكرر الإيقاع نفسه .
يستطيع الانسان التأثير في الغد ، بنسبة تحدث فرقا في الشعور والواقع معا ، بالفعل .
بعبارة ثانية ، يستطيع الانسان تغيير مصيره وحياته ، من خلال تغيير الواقع الذاتي أو الموضوعي ومن خلال أدوات عديدة ومتنوعة .
تغيير اليوم يقارب الاستحالة ، وتغيير الأمس وهم وجنون .
....
تتلخص مشكلة الشخصية السورية المشتركة ( النمطية ) في التجنب المزدوج .
غالبا ، وفي مختلف الأوقات والأحوال ، لا تريد الاستماع ولا الكلام أيضا .
بنفس الوقت لا تحتمل البقاء بمفردها ساعات ، وليس لأيام وأسابيع .
تريد من الكلام أن يكون إما أو : مديحا لها أو تهريجا بقصد تسليتها فقط .
بالمقابل ، يتجنب _ السوريات والسوريون _ الحديث خارج الشكوى أو التفاخر .
....
مشكلة أخرى في التعامل الثقافي السوري ( اللغوي) ، لا تستمع الشخصية السورية للفكرة أو الحدث الذي يعبر عنه الطرف الثاني ( الشريك أو المنافس ) ، ولا تعطيه الاهتمام الحقيقي ( الوقت والجهد والانتباه إلا ما ندر ) .
وهي ترد على الشخص وليس على الفكرة أو التعبير .
بعبارة ثانية ، ما تزال الشخصية السورية المشتركة ، حتى اليوم 2018 في مرحلة وطور ما قبل التمايز بين الذات والموضوع والفصل بينهما . وليس ذلك على طريقة الحكمة الشرقية وبوذية الزن بالأخص _ بل نقيضها .
سوريا ....
هذه _ تلك البلاد التي نحبها كماهي ، في مرضها المزمن الذي ....ما عرفت غيره .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن