الحركات التكتيكية المغربية قبل ابريل... زوبعة في فنجان...

حمدي حمودي
hamdihamadihamadi@gmail.com

2018 / 4 / 4

رأي خاص في الحركات التكتيكية المغربية قبل ابريل...
زوبعة في فنجان...
زار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرئيس الألماني السابق السيد كوهلر مخيمات اللاجئين الصحراويين في أول زيارة له الى المنطقة 2017،كانت زيارة ملاحظة واستماع ،لدراسة القضية الصحراوية ك"ظاهرة" وهي من تطبيقات المناهج العلمية وبالذات المنهج التجريبي في تحقيق تصور علمي واضح بعيد عن التموضع العاطفي او الميل المصلحي ،على ما يبدو ،"الملاحظة" في المنهج التجريبي هي الثانية بعد الدراسة النظرية وجمع المعطيات المكتوبة والمثبتة نظريا سواء على مستوى المحاكم كمحكمة لاهاي او محكمة الاتحاد الاوروبي أو القرارات الدولية ذات الصلة بقضية مشكل الصحراء الغربية في غرب أفريقيا والتجارب السابقة والمشابهة قبل الانتقال الى تكوين تصور يجمع بين الواقعي والنظري.
قال انه سيكون مستمعا جيدا فقط لكنه أكد في فلتة لسان امام جمع جماهيري انه يعد الشعب الصحراوي بأن الحرب لن تعود.
وقال بالحرف الواحد انه سيأتي بالسلام الى الصحراء الغربية ،وكنا نتساءل أي سلام يقصد ؟ وعلى حساب من؟
غير أن استمراره في هذا المنهج العلمي المنظم والمدروس الذي انتهجه لم يرق للطرف المغربي، لأنه سيقف في النهاية على الحقيقة الساطعة التي هي حق شعب الصحراء الغربية في الحرية والاستقلال، تلك الحقائق التي تعاكس وتناقض من يبني أطروحاته على عكس ذلك ،تلك الامور المنظمة لا تتماشي مع منطق المحتل المغربي الذي يخلط الاوراق ويحاول العمل فقط في فوضى وهو منطق العاجز أو قل الفاقد الحجة والبرهان والدليل..
إن المغرب استعمل كل قوته في فرض حق القوة في اجتياح الأرض وهو ما يتعارض بشكل حاد ومباشر مع منطق العالم الذي يؤمن فقط بقوة الحق..
إذا ما عساه ان يفعل النظام في المغرب والابواب تسدها عليه بالمواثيق والقرارات الدولية والضغط المستمر من كل الجهات والعزلة الدولية تزيد شيئا فشيئا إلا اختلاق الأزمات التكتيكية في كل اجتماع لمجلس الأمن لتتبع مسار القضية الصحراوية لإثارة الغبار والضجيج وهو ما حدى ب "كوهلر" عندما اثيرت له قضية الكركرات في اجتماع مجلس الامن المغلق ان قال انه أتى لحل شامل وليس لمناورات جانبية قاصدا قضية "الكركرات" التي حازت بكل النقاش في التقرير السابق وترك جوهر المشكل الذي هو الدفع بمفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية..
لا شك ان رد مكتب الامم المتحدة على الرسالة المغربية بان: جبهة البوليساريو وقوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي قد قامت بأعمال تهدد خطة وقف إطلاق النار "بأن بعثة الامم المتحدة متواجدة في الميدان وأنها لم تر أو تلاحظ أي شيء من ذلك "في كلمات مقتضبة دون أن تسترسل في الشروح حتى لا تعطي الامر أكثر من قيمته ولا تنجر الى التكتيك المغربي في إحداث ضجة مفتعلة كقضية الكركرات ولا تكون الشجرة التي تخفي الغابة..
ليس للمغرب خيار الا الانصياع للإرادة الدولية في الانخراط في الحل السلمي أو الرفض وبالتالي سيكون للمجتمع الدولي تصور ورؤية أخرى لا شك ستكلف المغرب الكثير او تنسحب الأمم المتحدة وتترك المنطقة لمصير مجهول..
اننا نعتقد انها مجرد حزمة من القنابل الاعلامية الموجهة لامتصاص حالة الغليان المتصاعدة في الداخل المغربي الذي صار مغربان والتي يستغل فيها الشعب المغربي المسكين المطحون على كل الجهات فتلك مسؤولية شرفاء المغرب في أن يقوموا بواجبهم في حماية شعبهم من ما يسبب حجم مستقبل القضية الصحراوية عنهم وافتعال أمور لإلهائهم..
ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتجربتها التي تمتد لأربعين سنة لها من القدرة على المساعدة في قيام تنمية عالية في المنطقة ككل والشعب الصحراوي لن يكون الا كما كان عبر التاريخ شعبا مجاهدا طيبا ومضيافا وطريق لبناء حقيقي لمغرب الشعوب ولن يهرب من الخريطة ،ولن يكون الا شعبا إفريقيا كما هو الآن أما الوحدة العربية فقد اختار الشعب الصحراوي تسمية دولته بالعربية لا لمفهوم العروبة الضيق الذي يختصر في الدم بل في اختياره لمستقبله في انه جزء من ذلك النسيج من القيم النبيلة والكريمة من الكرامة والشهامة والنبل والترفع عن الدنايا وحسن الخلق ولن ينتصر للحق لتدمير شعب آخر أو دولة أخرى بل بالعكس تماما فعلاقتنا بمن مد لنا يد التواصل واعترف بنا يد عهد ووفاء ،فرغم أن من باعنا للنظام المغربي المملكة الاسبانية بالأمس لم يستطع أن يمنع التواصل مع الشعب الاسباني وتبلور علاقات واسعة ومتجذرة ولم تسلم بلدة إسبانية الا ويرفرف فوقها علم الدولة الصحراوية.
اما علاقتنا بالجارة الموريتانية فلا يمكن أي ان يفرق بيننا نكاد نكون شعب واحد .
والشعب الجزائري فلا يمكن الكلام عن تلك العلاقة التي تعجز الكلمات ان تصفها .
ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ستكون دولة كل ابناء المغرب العربي وغيرهم وستكون دولة إفريقية بامتياز دولة حق وعدل وقانون كما هي اليوم وجيشها بدل أن يوجه كما فعل في 16 سنة من الحرب الدروس في ان يبيد القوات المغربية الغازية الى ان يفرض الحل السلمي على الملك الراحل ويأتي "بالمينورصو"[ الذي معناها بعثة الامم المتحدة لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية] يجب ان يتجه الى التنمية وعناصره كلهم تقريبا على درجة من النضج العلمي والثقافي وكل رجل صحراوي هو مقاتل فحينما تحين اللحظة سيكون هناك كل الرجال الصحراويين عند خط التماس وأي رجال كلهم مدربون وجاهزون وقادرون ويشتعلون حماسا وغيرة وهو مطلب من كل الشباب الصحراوي يأتيه على طبق من ذهب...!
اننا نتمنى ونعتقد ان ما يقوم به المخزن ليس الا زوبعة في فنجان و إلا صار ا انتحارا سياسيا.....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن