لحظة فالح عبد الجبار

مقداد مسعود
m.mookdad@yahoo.com

2018 / 3 / 10


* الورقة المشاركة في جلسة تأبين المفكر فالح عبد الجبار/ اتحاد الأدباء في البصرة 10/ 3/ 2018
*هذه الورقة قامت بتوسع الفضاء النصي للورقة الأولى المنشورة في المواقع الثقافية، بعنوان (قراءة تأمل منتخبة ) بتاريخ الأول من آذار 2018 حول كتاب( في الأحوال والأهوال) للمفكر فالح عبد الجبار.

العنصر الحاسم في هذه الورقة المشاركة : هو كتاب (في الأحوال والأهوال) فهذا الكتاب بمنزلة منصة إنطلاق نحو اللحظة المعرفية الكبرى للمفكر والباحث والمترجم الأستاذ فالح عبد الجبار، ومن خلال هذه المنصة يتهيكل تقديم القول والإقتراب والطواف حول لحظة الأستاذ، وخلاصة الورقة هو كالتالي : أن الذهنية الناظمة لتفكير المفكر فالح عبد الجبار: هي ذهنية أيدلوجية. ترى أن العقل هو عقل النص.وأن المعقول هو الحراك السياسي، ضمن تراتبية مجتمعية تشتغل على البنية الأساس وهي الأقتصاد والبنية الرئيسة وهي السياسة .ومن العقل والمعقول : تؤثل مرآة الذات والعالم .وقد مكث المفكر فالح عبد الجبار في وفائه التام للمطلق الديالكتيكي المتجدد.
(*)
( نداء أو ابتهال من أجل التأمل في أصول العنف ) .. هكذا يصنّف المفكر العراقي فالح عبد الجبار، كتابه (في الأحوال والأهوال) .. والكتاب يتكون من مبحثين
*معاينة تحولات الذات
*معاينة تحولات العالم
وهناك ملاحق تلي المبحثين، سيقتصر أشتغالي على المعاينة الأولى
(*)
نقول العنف ونكتفي بذلك كأن المفردة مكتفية بذاتها، وفي تقديم القول، ثمة حذف للكلمة الأهم، أعني، إذا كانت الحرية هي إدراك الضرورة – بشهادة المنطق الهيغلي – إذن العنف هو الأداة المنتجة للحرية بتوقيت الثورات التي (تجبر الناس على أن يكونوا أحرار)، على حد قول روسو..والملازمة بين الضرورة والعنف هي ضرورة تمجيد، لهذا العنف(الذي جرى تبريره وتمجيده لأنه يعمل من أجل قضية الضرورة/ 159- حنّة أرِنت – في الثورة)..
(*)
في المعاينة الأولى يتناول المفكر فالح عبد الجبار: (انشطار وتمزق وتحول البنية الثقافية – الاجتماعية العربية في القرن العشرين )..أما في المعاينة الثانية فيكون الشغل، حول(انشطار وتمزق وتحول بنية العالم المحيط بنا) ثم يحاول المفكر عبد الجبار : تأثيل اتصالية تشارك بين المعاينتين فيتوصل الى اتصالية متباينة فهي مرة مضمرة وأخرى صريحة ..والسؤال السيسولوجي هنا هو : هل يقصد المفكر فالح عبد الجبار :إن تجميع العالم الذي يؤسسه المجتمع لابد أن يتم أيضا عبر اللغة باعتبارها رامزة، على وفق أداة توثر على ماهو خارج عنها، أي إن هذا التجميع يكون أيضاً، وعلى الأخص متجسدا ومنجزا داخل اللغة ذاتها – بشهادة الفيلسوف كورنيليوس كاستورياديس -
(*)
التطور بنسخته العربية يختزل الزمن الأوربي (فقد انضغطت هذه الانتقالات في أقل من قرن قياسا الى أوربا – عدة قرون – فباتت النظم المعرفية المتعاقبة في الزمان متجاورة في المكان/ 17) هنا يتم حرق المراحل التاريخية، كما علمتنا المادية التاريخية. وهنا سيكابد المكان العربي كثيرا وتكون النتيجة (توترات وانشطارات وتشظيات متشعبة داخل البنية الاجتماعية – الثقافية ..) ومنها ينبثق سؤال أزمة الهوية : مَن نحن ؟ بتوقيت افتضاض عزلة الكيانات القبلية والطوائف القديمة والكيانات الحديثة المسماة : الدولة القومية .
من هنا يحق للروائي عبد الكريم العبيدي أن يصرخنا أجمعين (كم أكره القرن العشرين ) فهو قرن الحروب الكونية وغير الكونية والحروب الأهلية وإنقلابات بساطيل العسكر والمستعمرات المسلفنة جمهوريا. ومسالخ الديمقراطيات..
القرن العشرين : جسرٌ يمتد من الأمبراطوريات المقدسة الى حداثة الدولة المركزية ومنها الى الدولة القومية التي استبدلت المواطن المجرد بالرعية، مع الحفاظ على مفهوم المبايعة وتراجع مفهوم الانتخابات .
(*)
المفكر فالح عبد الجبار، ينضّد تراتبية حقلية خماسية لتوترات المعاينة الأولى المنشغلة بتحولات الذات : يرصد في الحقل الأول التوتر البنيوي الثقافي العام من حيث وجود(أنماط ثقافية، متعددة، متصادمة، متراكبة /23) وهذه الأنماط في أحتراب دؤوب من أجل صيانة القار ثقافيا، الراسخ في أنظمة السلوك الجمعي : ميثولوجيا/ اجتماعيا..بالمقابل هناك الحقل الثاني للتوتر المنشغل بمنتوجه الحداثي للثقافة وهو إنشغال مؤسساتي / ثقافي سيؤدي سيادة مطلقة للمؤسسة على حساب الفرد المثقف، المصاب بالتشظية والتجزئة ..أما الحقل الثالث فهو صعود الثقافات الدنيا، من خلال عنكبوت التقانة من جهة والمدعوم بمتغيرات المجتمع المؤدية التسارع الجمعي..وهنا نلاحظ أنّ عنكبوت التقانة أنهت مثنوية النخبة / الجماهير
وأوصلتنا إلى مجتمعية تداولية، الأفراد ليس رعايا بل مواطنين فعنكبوت التقانة نقلت الأقتصاد من العضلة الى المعرفيات .وبشهادة دانيال بيل (الدولة أصغر من تحل المشكلات الكبيرة وأكبر من أن تحل المشكلات الصغيرة)
أما الحقل الرابع فهو أرجحة الثقافة بين
تسليع السوق ---------------- أحتكار الدولة المؤدي إلى -------- مأسسة الثقافة الحديثة
هنا يتضاءل دور المثقف ويتشظى وأحيانا يتقهقر، فهذا التقسيم للعمل المعرفي يجسد جورا باهضا، وهكذا تتنامى وتتسع وتتعملق سلطة المعرفة المؤسساتية التي ستنتج ثقافات التسلية المرئية عبر الفضائيات كما ترتبط الثقافة ارتباط وثيقا بالسوق كبضاعة. وهناك الجانب الثاني من العملة ذاتها ..(أن صناعة المعلومات أو صناعة الثقافة، حسب اقتراح أدورنو وهابرماس : تشكل الآن القطاع الرابع الجديد، الذي تتجه إليه الرساميل وقوى العمل المتخصصة على نحو متزايد /58)
ومن أزمة الهوية العربية: يتشكل/ يتوتر ،الحقل الخامس: مَن نحن وإلى أين ؟..ويرى المفكر فالح عبد الجبار: أن هذا التوتر الخماسي متداخل ومترابط أوصلنا الى العنف الثقافي بين الأطراف الثقافية ..هنا يتوقف المفكر عبد الجبار عند مفهومين مترابطين فيما بينهما : مفهوم الثقافة ومفهوم المثقف . وينقل لنا المفكر عبد الجبار (160 مفهوما متباينا للثقافة / ص25) ثم يعيننا بمقترح مفهومي وهو كالتالي (..ثمة إمكانية لتعيين مفهومين للثقافة، الأول عام واسع، فكري – مادي أي يشمل المنتجات الفكرية والوسائط التكنولوجية، والثاني خاص، أضيق، يختص بمنتجات الفكر وحده ) ..
(*)
أتوقف عند الثقافة الأبجدية وهي التمرحل الثاني بعد الشفاهية التي تعد التمرحل الأول ومرحلة الأبجديات هي من أخصب المراحل المعرفية فهي (التي أنتجت الأديان الشاملة والفن والأدب والفلسفة/ 30) وفي هذا السياق يلتقط المفكر عبد الجبار فيلسوفا عظيما مثل هيغل الذي يرى في هذا النسق الثلاثي : الفن – الدين الفلسفة: تطور الروح المطلق عبرلحظات تطورية من الوجود المحض، إلى الجوهر، وصولا الى المفهوم ، ويرصد هيغل (تحول الروح عبر دين الفن عن صورة الجوهر ليدخل في صورة الذات، لأن دين الفن ينتج شكل الروح، فيضع هذا الدين إذا ً في داخله الفعل أو الوعي – الذات / 718- هيغل / فنومينولوجيا الروح )
: لكن أوربا نفسها سرعان ما خذلت : قمة الميتافيزيقيا الموضوعية هيغل ففي 1861 أنحسرت سعادة الفلسفة حتى عن موطنها ألمانيا..- بشهادة أريك هوبزباوم / ص448- عصر رأس المال- . هيغل الذي أكتشف مثلث الديالكتيك في : جدل الفكر – جدل الطبيعة – جدل الإنسان، ولم ينتصر لهيغل سوى رأس البروليتاريا : كارل ماركس حين أعلن (إنني أعلن على الملأ أنني واحد من تلاميذ هذا المفكر العظيم / هوبز باوم)
(*)
ويرى المفكر فالح عبد الجبار أن لبنية الثقافة الأبجدية أبطالها( الشاعر، الفقيه، والفيلسوف) وأن التوتر في الثقافة الأبجدية يكشف عن بنية متفاعلة / متصادمة ولا فرق بين مصير سقراط ومعركة الغزالي / ابن رشد، وفي هذه اللحظة التاريخية يرى فالح عبد الجبار(لقد تحورت بنية الثقافة الأبجدية في تاريخ الرقعة العربية بانهيار حقلها العقلي، أو انتهاء النظر الفلسفي، وبقاء ما اصطلح عليه بالمعرفة النقلية: توقف النظر الفلسفي، توقف علم الكلام، زوال الصوفية الفلسفية، ) ثم يشخص السبب كالتالي ( لايرجع ذلك كما نعتقد، الى خصوصية جوهرية، لاعقلية في الثقافة العربية – الاسلامية الكلاسيكية، بل فرضية أخرى ترى في حروب الحضارات: دمار بغداد، (كدمارأثينا، بالنسبة للحضارة الاغريقية) زعزعة الاستقرار بفعل التعاقب المدمر للسلالات(غزوات القبائل البدوية)..
(*)
في حين يذكر المفكر فالح عبد الجبار، سقراط وابن رشد فهو يميز بين نظامين معرفين : الأول : نظام معرفي يقوم على قاعدة العقل البشري : سقرط .أما ابن رشد: فنظام معرفي يقوم على الوحي . نلاحظ أن المفكر عبد الجبار: لايجغرف المعرفيات. بل يشخصن هويتهما المعرفية : سقراط جهويا ينتسب للعقل البشري
أما ابن رشد فينتسب للوحي وهذا هو الانتساب العام، لكن ابن رشد مرحليا ينتسب لحقبة (العقل المستقيل في الإسلام ؟) أما حصر كل ماجرى للعقل العربي الإسلامي بسبب غزوات القبائل البدوية : فغير مقنع، وهنا أجترح شخصيا ذريعة معرفية لمفكرنا فالح عبد الجبار: أن أطروحاته هنا تتشظى/ وتتجاوز دائرة تماسكه الثر، كما تتباعد عن إشتغالاته الإيدلوجية، ومقارنة بمشروعه التنظيري، تتموضع خارج مضمارتفكراته .
(*)
أقترض من المفكر جورج طرابيشي وأقول (أن مأساة أفول العقلانية العربية هي مأساة داخلية، ومحكومة بآليات ذاتية، وغير قابلة للتعليل بأي،، حصان طروادة،، أيدلوجي أو ابستمولوجي متسلل من الخارج/ 424- جورج طرابيشي)...يتفق المفكر فالح عبد الجبار مع الذين سبقوه في هذا المضمار حول انهيار الحقل العقلي وانتهاء النظر الفلسفي وبقاء ما اصطلح عليه بالمعرفة النقلية: وتوقف النظر الفلسفي، وتوقف علم الكلام وزوال الصوفية الفلسفية..عند هذا الحد الذي يثبّت محدودية العقل الإسلامي في تلك الحقبة ..
أتوقف قليلا ً لأعلن : أن نمط الاستدلال المستعمل في هذا السياق : فهو يتصف بالتعيم والجهوزية، وهذا الاستدال تناقلته الكتابات بلا تمحيص، ضمن توقيع: متفق عليه .
ومن جهة أخرى أرى أن المفكر عبد الجبار: يكتفي بالتلميح ، ولايحيلنا إلى عنوانات أو أسماء في هذا الصدد. وهنا أستنتج أن مفكرنا ضمن المسافة المعرفية والتاريخية هو أقرب للحداثة المعاصرة منه إلى العقل التراثي ، يتجسد ذلك على سبيل المثال في(ملحق) كتاب (نتائج عملية الانتاج المباشرة(الجزء المجهول من رأس المال) والذي قام المفكر بترجمته عن الانكليزية .ففي هذا الملحق من 219-272) يستلم القارىء مبحثا شيقا متنوعا بين الإقتصادي والتوثيقي لسيرة كارل ماركس
ويستوقفني كقارىء الكلام التالي(إن ماركس المجهول،مايزال في العربية أكبر من ماركس المعلوم220)
(*)
مفكرنا كان قريبا من الإسلام السياسي في التناول البحثي من خلال( العمامة والأفندي)..
فالكتاب يشتغل على سوسولوجيا خطاب وحركات الاحتجاج الديني)..ويبدع مفكرنا بشكل خاص في فصل (المال المقدس/ 241) حيث تتهيكل المهابة الدينية من خلال ثلاثة روافد
*معرفة النص المقدس
*احتكار تفسيره ونقله من خلال المدرسة الدينية
*التصرف بالضرائب الدينية : الزكاة والخمس
(أن من لا زكاة له لاصلاة له)
ضمن منطق الديالكتيك هناك من يرى أن الطابع السياسي للإسلام لايتحدد بالإسلام، أو في داخله، أي إسلاميا- إذا جاز القول – بل يتحدد، بالعكس طبقيا، أي تاريخيا وماديا، بموقعه الفعلي في حقل الدراسات السياسية الطبقية المتصارعة .والسؤال هنا أقترضه من المفكر اللبناني الشهيد مهدي عامل في كتابه (نقد الفكر اليومي) المنشور بعد اغتياله: كتاب العمامة والأفندي لمفكرنا فالح عبد الجبار
(على أي سياسة يجري الكلام في الكلام على الإسلام السياسي؟ وعلى إي إسلام يجري الكلام في الكلام على الإسلام السياسي،وإسلام أي سياسة؟ إسلام مَن؟ أي طابع سياسي هو طابع هذا الإسلام السياسي؟ / 331)..هنا علينا أن نتخلص من لعبة المثنوي: سلطة روحية وسلطة زمنية. فالسلطة هي السلطة هي سياسية إذن هي طبقية.إذن السلطة الروحية طلاء زائف والتمييز هنا(طمس التمييز بين إسلام ثوري وإسلام مضاد للثورة): علي والحسين عليهما السلام ينتسبان للثوري ومعهما الجعد بن الدرهم وغيلان الدمشقي وزيد النار.... إلخ وبتوقيت لحظتنا الراهنة فأن الإسلام السياسي بكل تنويعاته(يرى في نفسه النص المكتفي بذاته ويرى في الآخرين شرذام 84- غالي شكري – الخروج على النص) .
(*)
على صعيد الترجمة:(الاستشراق والاسلام) ندوة براغ 1988أستوقفتني المقدمة التي يستقبلنا بها المترجم والمعد لهذا الكتاب : المفكر فالح عبد الجبار، وهي خطاطة مشروع متفرد في الكتابة عن جدلية الاستشراق والاسلام .فهو يمفصل العلاقة ضمن ثلاث جهويات
*الازدواجية التاريخية : مدرسة ترى العالم الإسلامي(يتطور نحو الرأسمالية بأسلوب بالغ التميز قوامه انماط الانتاج وفي الثقافة والقيم، وتطلق على هذه الظاهرة مفهوم،، مركب التقليد- الحداثة)
* الاتجاه الثاني،يرى ان ظاهرة الانبعاث الاسلامي تمثل رد فعل أو احتجاجا على الفشل في القضاء على التخلف في المنطقة، أي يحاول ارجاع الظاهرة الى عوامل اجتماعية – اقتصادية ترتبط بمشكلات التبعية والتخلف .
*الاتجاه الثالث: يحيل الانبعاث الاسلامي الى عوامل شاملة، هي تأزمات الرأسمالية والأشتركية، وهذا يعني أن مرد الانبعاث الى اشكالية شاملة، أكثر منها مشكلة ذات خصوصية أقليمية
*الاتجاه الرابع : ركزت لسانيا على التحليل اللساني لكلمة الاسلام، أي ينطلق من تحليل الاسلام، لاكمنظومة فكرية ومؤسسات اجتماعية بل كبنية قابلة للتحليل الفيلولوجي.
وهناك اتجاهات متنوعة أخرى ..
(*)
في كلام المفكر فالح عبد الجبار، حول سيادة العلم النقلي وزوال الوعي الصوفي.
أرى كقارىء منتج أن الصوفية / السياسية فقط والمتمثلة بالحلاج الذي كان يحمل وعيا مثنويا : وعي سياسي مشارك مرة مع القرامطة واضطر إلى التخفي في الاحواز،هذه الصوفية الميدانية هي التي اجتثتها السلطة والسبب بشهادة هادي العلوي( أن الحلاج كان يمارس مقام الفناء في الحق،فماهو غاصب يدعو لنفسه194) ويعقب عبد الرزاق عيد على ذلك بقوله( ولهذا يعلل هدر دمه ليس بسبب شطحاته، فالبسطامي سبقه الى شطحات تهدم العقيدة من أصلها، وأبو بكر الرازي يكتب كتابه عن مخاريق الأنبياء في نفس المدنية، التي حكمت بالاعدام على الحلاج، لكنها بدلا من إعدام الرازي عينته رئيسا لأكبر مستشفياتها/ 194) هنا يجيبنا هادي العلوي من خلال ابن النديم..(كان جسورا على السلاطين مرتكبا للعظائم يروم انقلاب الدول)..
وكذلك مقولاته التي تحرض ضد السلطان الجائر هي التي حللت سفك دمه .فهناك أبو يزيد البسطامي كان في شطحاته مايتجاور من الأشراك ولم يعترض عليها أحد .
(*)
ما يطلق عليه المفكر فالح عبد الجبار(تحورت بنية الثقافة الابجدية في تاريخ الرقعة العربية) سيطلق عليه المفكر طرابيشي:(تحول) وهو (تحول من إسلام الرسالة الى اسلام التاريخ، أي من الإسلام الذي كان الرسول بموجبه مشرّعا له، إلى الإسلام الذي صار الرسول بموجبه هو الشارع) والفرق بين الإسلامين أعني إسلام الرسالة وإسلام التاريخ، يكاد يقترب من القطع المعرفي فقد انتقل الاسلام نقلة لاهوتية يرى المفكر طرابيشي أن الإسلام انتقل (من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث).. وماجرى من غلبة إسلام الحديث ،هناك من يراها فيها رؤيته للصيرورة التاريخية التي هي (ليست وليدة الأحداث التاريخية المعزولة، بل وليدة نسيج حدثي واجتماعي،أي مسار تاريخي كامل/ 87- العفيف الأخضر- إصلاح الإسلام) وسب الانهيار العقلي الذي يرصده المفكر فالح عبد الجبار تراه قراءتي المنتجة : اتصالية تباين عقلي بين (عقل يتعقّل النصوص وعقل ٌ يُعقلن النصوص )..والمسافة شاسعة جدا بين العقلين
*فالح عبد الجبار/ في الأحوال والأهوال / دار الفرات / بيروت/ ط1/ 2008
المصادر
*كورنيليوس كاستورياس/ تأسيس لمجتمع تخيليا/ ترجمة ماهر الشريف/ دار المدى /ط1/ 2004/ دمشق
*هيغل /فنومينولوجيا الرّوح/ ترجمة وتقديم د. ناجي العونلّي/ مركز دراسات الوحدة العربية/ ط1/ بيروت 2006
*عبد الرزاق عيد/ هدم الهدم/ دار الطليعة/ بيروت/ ط1/ 2008
*جورج طرابيشي/ العقل المستقيل في الإسلام / دار الساقي/ بيروت – لندن / ط2/ 2011
*حنّة أرِنت / في الثورة/ ترجمة عطا عبد الوهاب/ المنظمة العربية للترجمة/ بيروت/ ط1/ 2008
*جورج طرابيشي/ من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث / نفس دار النشر/ ط 1/ 2010
*إريك هوبز باوم/ ترجمة .د. فايز الصباغ/ مركز دارسات الوحدة العربية/ عمان – الأردن/ ط1/ 2008
*العفيف الأخضر/ إصلاح الإسلام/ منشورات الجمل/ ط1/ بيروت



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن