عزيزي المسلم، كيف تحفظُ الإسلام من الإساءة والسّخرية؟

مالك بارودي
malekbaroudi77@gmail.com

2018 / 2 / 18

عزيزي المسلم، كيف تحفظُ الإسلام من الإساءة والسّخرية؟
.
كثيرًا ما يعترض المسلمون على مقالاتي، زاعمين أنّي أُسيء لدينهم بغير حقّ وأجرحُ مشاعرهم ومشاعر مليار ونصف من إخوانهم في الدّين (ولستُ أدري لماذا لا نرى المليار ونصف يجتمعون إلّا في الخطابات، في حين أنّهم في الواقع يسفّهون ويبدّعون ويكفّرون بعضهم البعض، حتّى يغلب على ظنّك أنّك أمام مليار ونصف من أنواع الإسلام وليس مليار ونصف من المسلمين المؤمنين بإسلامٍ واحدٍ واضح المعالم)، إلى آخره في سلسلة الإدّعاءات التي يسوقونها في كلّ مرّة يحسّون فيها بأنّهم ضعافٌ ولا يستطيعون ممارسة رياضتهم الجماعيّة المفضّلة بتكفير وقتل المخالف لدينهم والمرتدّ عنه...
.
وقد رددتُ على إدعاءاتهم تلك آلاف المرّات، قائلا أنّي حرّ في كتابة ما أريد ما دامت لديّ أدلة وقرائن قويّة تدعم رأيي، وأنّي لا أعترف بقداسة أيّة فكرة، مهما كثُر أتباعها، وأنّ فكرة القداسة مضرّة لأنّها تسجن الحرية وتُغلق الأدمغة، إلخ... لكن لا حياة لمن تنادي. لذلك قررت أن أردّ مرّة أخرى، ولكن بطريقة أخرى.
.
عزيزي المسلم، قبل أن تطالبني بإحترام دينك، عليك بإحترامه أنت أوّلًا، وذلك بـ:
- تركه بينك وبين نفسك كنشاط شخصي،
- عدم إخراجه للفضاء العام،
- عدم محاولة فرضه على غيرك (سواء كان ذلك بتقديمه في برامج تلفزيونية وإذاعية أو حتّى عبر الأذان المزعج الذي ينبعث من مآذن المساجد)،
- عدم إعتماده كمقياس لتصنيف الآخرين بين مؤمن وكافر وفاسق ومنافق ومرتدّ، إلخ،
- عدم خلطه بالسّياسة أو بالإقتصاد أو بالقضاء أو بالتّعليم أو بأي مجالٍ من المجالات التي يشترك معك فيها بقيّة النّاس، على إختلاف آرائهم ومعتقداتهم وتوجّهاتهم،
- أن تحترم حرّيّة الآخرين في التعبير عمّا يريدون،
- أن تنزع من دماغك كلّ ما لا يمتّ لعالمنا اليوم من معاملات وممارسات وحشيّة وهمجيّة موجودة في دينك كالقتل والرّجم وقطع الأطراف والسّبي والعبوديّة وأن تقتنع بأنّ تلك الممارسات لا مكان لها في عالمنا اليوم، وإن كانت أوامر إلهيّة بالنّسبة لك،
- أن تحترم العلم الحقيقي ولا تتمسّح به لإكساب دينك شرعيّة ما، ولا تسفّهه بخلطه مع خرافات دينك وأساطيره...
.
عندما تقتنع بكلامي وتُطبق كلّ هذا، ستكتشف بنفسك أنّ أولئك الذين كنت تراهم يسخرُون من دينك وينتقدُونه قد كفُّوا عن ذلك. فبإنتفاء الفعل، تنتفي الحاجة لردّ الفعل.
.
ولتعلم أنّ كلّ ما يصيبُ دينك إنّما هو من صنع يديك، وليس مؤامرة من الآخرين على الإسلام. فإجعل من دينك أمرًا شخصيًّا بينك وبين معبودك وبذلك سترتاح وتريح الآخرين. وإذا ربحت الجنّة بعد موتك، فهنيئًا لك بها. ولتعلم أنّنا لسنا بحاجة لها، لكي تدلّنا عليها.
.
فإذا أبَيْتَ إلَّا أن تعمل بعكس المقترحات التي قدّمتها لك أعلاه، فالذّنب ذنبك في كلّ ما ستراه وستعيشُه. فلا تَلُمْ أحدًا على وطْءِ دينك وتمريغه في التُّراب ومسح الأرض بكتابك ورسولك. فلا إحترام لمن لا يحترمُ نفسه.
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن