القتل تحت يافطة الانتحار

فلاح هادي الجنابي
falahhadi8@gmail.com

2018 / 2 / 18

لاتکاد الانباء الواردة من داخل إيران بشأن الزعم بإنتحار السجناء السياسية و المعتقلين من المشارکين في الانتفاضة تنقطع، وهو أمر لفت ليس أنظار المنظمات الحقوقية الدولية و المعنية بحقوق الانسان فقط وانما حتى شخصيات من داخل النظام نفسه بعد أن تجاوزت المسألة حدودها و صارت مکشوفة ولامجال للتستر عليها.
مزاعم قيام السجناء السياسيين و المعتقلين من المشارکين في الانتفاضة بالقيام بعمليات إنتحار، تدل و تؤکد على جانبين مهمين يجب الانتباه إليهما جيدا:
الاول: إن عمليات التعذيب أبشع و أقسى ماتکون لکنها مع ذلك لاتجدي نفعا أمام مقاومة و صمود و تحدي السجناء مما يدفع بالجلادين لمضاعفتها فيتسبب ذلك في قتل المعذبين.
الثاني: إن النظام وبعد أن صار على بينة من إن الاوساط الحقوقية و السياسية الى جانب الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق، تتابع الأنباء المتعلقة بتعذەب المعتقلين و لايمکنها التستر على مقتلهم ولذلك فإنها لاتجد أمامها من طريق سوى الادعاء بأنهم قد إنتحروا!
جرائم الفاشية الدينية الحاکمة في إيران و التي تجاوزت کل الحدود و تخطت معظم المقاييس، باتت تتخبط حالها حلها کحال النظام نفسه و الذي صار يترنح و يتخبط بقوة في کل تصرفاته و ردود فعله ازاء الاحداث و التطورات بعد إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي زلزلت النظام بعنف و جعلته يدرك و يعي جيدا بأن أيامه باتت معدودة وإنه سيواجه نفس ماواجهه نظام الشاه و سيجترع من نفس الکأس الذي إجترعه نظام الشاه.
کذبة إنتحار المعتقلين و السجناء الذي يخضعون لوجبات منتظمة من التعذيب الجسدي و النفسي القاسيين و العنيفين و اللذين لاحدود لوحشيتهما ولامثيل إلا في القرون الوسطى وإن هذا النظام وکما أسلفنا دائما و أکدنا هو نظام يعود بکل أساليبه و طرقه الى تلك القرون وهو ليس جدير بشعب مثقف و حضاري کالشعب الايراني إطلاقا.
من صميم واجبات المجتمع الدولي بصورة عامة و المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الانسان بصورة خاصة، أن تنبري و تعمل کل مابوسعها من أجل التصدي لهذا النظام المجرم و عدم السماح له بقتل السجناء و المعتقلين تحت التعذيب ومن المفيد بل والضروري الى أبعد حد أن يتم إخضاع سجون و معتقلات نظام الملالي للتفتيش و المراقبة الدولية!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن