اهل السياسة - ( 28 ) - الغزو الامريكي لافغانستان - السنة السادسة عشرة !!

ماجد ساوي
majed-sawi@hotmail.com

2018 / 1 / 7

السنة السادسة عشرة للغزو الامريكي لجمهورية افغانستان الاسلامية تطل علينا والسادة الغزاة لم يفلحو - حتى الان - في استخراج قنينة غاز واحدة من الثروات الغازية التي تسبح فوقها اراض افغانستان والتي لاجلها شنو عدوانهم عليها , وكذلك نحن كمسلمين نتالم لما حل بهذا الشعب - اي الشعب الافغاني - فاحصائيات تنظيم طالبان ان هناك مايقارب الثلاثمائة الف قتيل , واكثر من مليون مصاب كنتيجة لهذا الغزو الذي شنه الرئيس الطاغية جورج بوش الابن عام الفين وواحد للميلاد .

عند شن هذه الحرب ضد امارة افغاتنستان الاسلامية التي كانت تديرها جماعة طالبان منذ وصولها الى الحكم عام الف وتسعمائة وستة وتسعين بحجة ايواء تنظيم طالبان - اي الامارة الاسلامية لاافغانية - لاسامة بن لادن ولعله من المضحك هنا ايراد هذا السبب المغرق بالخديعة فكيف لدولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية ان تشن حربا بجنود لايقل عددهم عن مائتي الف جندي وتكاليف باهضة - فاقت في اخر الاحصائيات السبع مائة مليار دولار - اقول كيف سيفهم سبب شن هذه الحرب لمجرد وجود شخص ما على اراض الدولة المغزوة وياللعجب من حجم الخديعة التي وصلت اليها الانظمة في العالم !!

لقد اطلعت على العديد من المقالات الامريكية التي كانت تتحدث عن كنوز المعادن والغاز التي تزخر بها الارض الافغانية , والتي قيل ان وزير دفاع الولايات المتحدة الامريكية - انذاك - عرض على تنظيم طالبان مشاركته هذه الكنوز التي رفضت بدورها عند حادثة تفجير تماثيل بوذا, لكن السبب الحقيقي والغيرمعلن لهذه الحرب هو تطبيق تنظيم طالبان للشريعة الاسلامية خلال فترة حكمه لافغانستان- اي خلال خمس سنوات نعمت فيها افغانستان بالطمانينة والسكينة - وهو سبب شن الطاغية جورج بوش الابن هذه الحرب وهو لتغيير نظام الحكم الى الديموقراطية الغربية كما فعل بالعراق , وبالفعل اوجد الاحتلال الامريكية حكومة علمانية ديموقراطية في كابل بمجرد وطئه الارض الافغانية .


ماذا عن التاريخ , التاريخ ياسادة يقول ان افغانستان حاولت عدة امبراطوريات احتلالها واشهرها محاولة بريطانيا العظمى غزوها وفشلت في احتلالها وخرجت منها ذليلة مهزومة , وبقيت اراض افغانستان عصية على الغزاة , وبقيت كذلك خارج سلطان جميع السلاطين الغزنويين حكام الهند لقرون , وكذلك بعد عشر سنوات من الغزو السوفيتي - الروسي - خرجت روسيا تجر اذيال الهزيمة خاسرة اكثر من ثمانين الف جندي روسي في ارض افغانستان , فهل اتعظت الولايات المتحدة الامريكية من هذا التاريخ , الحقيقة لا اظن !!

مصادر الامارة الاسلامية في افغانستان - تنظيم طالبان - تقول ان التنظيم يسيطر على اكثر من ستين بالمائة من افغانستان ولا يسيطر الاحتلال وحكومة كابل المتعاونة معه الا على عشرين بالمائة وعشرين بالمائة هي لا تزال خارج اي سلطان. والقوات الامريكية اصبحت تتفادى اي صدام مع قوات طالبان - الامارة الاسلامية - واصبحت تزج بجنود حكومة كابل المتعاونة معها في هذه المعارك , وتكتفي بالقصف الجوي الذي يعلم اي رجل عنده ابسط خبرة عسكرية انه لا يجدي شيئا مع عصابات مسلحة خفيفة التسليح وسريعة الانتقال - قوات الامارة الاسلامية - وبالتالي فهذه الحرب لا تسير الى صالح الاحتلال والغزو الامريكي .


الرئيس الامريكي الجديد السيد دونالد ترامب يبدو انه لا يفكر بسحب قوات بلاده واعلان الهزيمة - التي ستجرح كبرياء الولايات المتحدة الامريكية - ولهذا يبدو انه سيصغي لجنرالاته الذين يقولون له بلا ريب ان تنظيم طالبان يجني الخسارة تلو الخسارة بينما هم يعدون قتلى حكومة كابل التي تقاتل بالنيابة عنهم ولا يجرؤ هؤلاء الجنرالات على الاعتراف بشيئين - اولهما هو جبن جنودهما والثاني خسارتهم هذه الحرب وان عليهم المغادرة في اول حاملة جنود من نوع ايرباص العسكرية او البوينج العسكرية !!
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.co



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن