كتب اثرت فى حياتى انى اتعافى ديفيد فوينكينوس

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2017 / 12 / 29

«نعم كنت أخاف من الموت، وكان كل شيء يبدو لي ساخراً، ماذا كنت قد أنجزت في الحقيقة؟ كنت ألف في دائرة من غير أن أجد شيئاً مُهماً، إنهما ولداي بالتأكيد، ولكن ما هي طبيعة علاقاتنا؟ إن أطفالنا هم رواياتنا، ولكن لم نعد نكتبها نحن». ص 79.

«ولكن لماذا رحلت في الحال من غير أن أقول شيئاً؟ ألم تكن تفضل ان أعترض على إرادتها؟ كان بإمكاني أن أقول لها إن طلاقنا ليس موضوع نقاش، كما أنني كنت أحبها بطريقة لا يجوز مسّها وغير خاضعة للانفصال، كان لدي الكثير من الكلمات غير المألوفة، وكل هذه الكلمات عن المحَبّة، وقد اخت«ولكن لماذا رحلت في الحال من غير أن أقول شيئاً؟ ألم تكن تفضل ان أعترض على إرادتها؟ كان بإمكاني أن أقول لها إن طلاقنا ليس موضوع نقاش، كما أنني كنت أحبها بطريقة لا يجوز مسّها وغير خاضعة للانفصال، كان لدي الكثير من الكلمات غير المألوفة، وكل هذه الكلمات عن المحَبّة، وقد اخترت الخضوع لقرارها، مُستنداً إلى مفهومي عن احترام الآخر، لكن أدركت الأمر الآن، هذا الاحترام هنا هو نسخة لطيفة من الجبن»رت الخضوع لقرارها، مُستنداً إلى مفهومي عن احترام الآخر، لكن أدركت الأمر الآن، هذا الاحترام هنا هو نسخة لطيفة من الجبن»
ربما تشعر بالملل اوالتدلل من البطل الذى لديه كل شىء ويتذمر ولا تفهم ما مشكلته التى يحملها لكل من حوله مقارنة بهموم المواطن فى الشارع الحقيقى حتى فى فرنسا ولكن اذا اكملت الرواية حتى نهايتها
ربما تتوحد مع البطل نفسه فانه انت بتذمرك بعدم قدرتك على الشعور بالرضى برغم ان لديك عمل وربما تحبه ويعطيك ذلك المكان الاجتماعى الذى يشعرك من المفترض باهميتك داخل مجتمعك الصغير لكنك مريض غير سعيد مكتئب ربما تذهب لتخون زوجتك ربما تبدا فى كره عملك ربما لديك اولاد يتمناهم اخريين لاتعرفهم ربمالاتعرف حقا هل تحب ابويك ام لا فلم تسال وتكتشف فى لحظة فراقهم والرحيل انه من غير المسموح سوى استكمال المسرحية البالية من العادات المجتمعية السخيفة التىا تزيد عبئا على عبء وترفع عنك فرصة الشعور بالحزن او المواساة حقا انه ذلك الكاتب الذى يضع يده عليك فعلا دون كلمات منمقة دون احداث صدامية مثيرة تغير من حياة بطل الرواية راسا على عقب بل فجاة يستيقظ على الم الظهر الانسان ضعيف عاجز حتى الما بسيطا قد يفقده الحياة باسرها ويخسر كل شىء لم يكن يراه من حوله من قبل.
" لم يكن هنالك ما هو أصعب من أن أتصور والديّ شابينِ ومتحابينِ، يمشيان يداً بيد، وقد قرَّرا أن ينجبا طفلا، هو أنا "
لا شيء أكثر اقلاقا من أن يسمع المرء عبارة ( لا تقلق) !!
انتحب هكتور. لم تعد حياته غير مرض طويل الأمد. مذنبا بكونه قد انتكس بطريقة فظيعة، كان عليه أن يتحمل هو مسؤولياته «أثار هذا التعبير غثيانه» ويرحل. لم يكن له الحق فى إفساد حبهما. إلى حد تلك المجموعة المرعبة، لم يكن قد ورط أحداً فى مرضه. كانت بريجيت ضرورية بالنسبة له، من دونها لما وجدت المجموعة. كانت المعادلة تتعرض لاختلال نادر على نحو مأسوى، فتش عن حقيبته «على أن أرحل!»، صرخ رافعاً قبضته وكأنه ممثل تحت الاختبار لدور ممثل بديل، الذين يرحلون بطريقة جد تفاخرية لا يرحلون أبداً، أخذت زوجته تضحك من فكاهاته ومن غرابة علاقتهما الزوجية، كانت قد حلمت فى زمن شبابها، حيث تسيطر الأفكار الجاهزة، بحياة مع رجل قوى وحام لها، ينجبان معاً أطفالاً: صبى هاو لكرة القدم، وفتاة تعزف برداءة على البيانو، لم تحلم قط بزوج سوف يسيل لعابه أمام طريقتها فى تنظيف الزجاج، مع ذلك أحبت هذه الفكرة أكثر من كل شىء: كل لحظة من حياتها لم تكن تماثل حقاً فكرة مكررة ومجترة من قبل.
وقد ولد "دافيد" فى 1974 ، وتخصص فى كتابة الأعمال الكوميدية ذات الطابع الكوميدى الحزين، وقد تناول فى هذه الرواية قصة حياة الرسامة الراحلة "شارلوت" وتابع مصيرها، فهى ألمانية هربت من النازية وقتلت فى 1943 وهى حامل وكانت تبلغ من العمر 26 عاما، وكانت قد هربت وعاشت فى فرنسا ثلاثة سنوات قبل قتلها ورسمت أكثر من 800 لوحة فنية بألوان الجواش، وهى عبارة عن سيرتها الذاتية فى هذه اللوحات التى أعجب بها الكاتب وجعلته يتتبع حياتها، ويتميز أسلوب الكاتب بالجمل الصغيرة المؤثرة والصادقة فى كل حرف يكتبه.

فاز الكاتب الفرنسى المعاصر دافيد فونكينوس البالغ من العمر 49 عاما بجائزة "رونودو" الفرنسية عن روايته الثالثة عشر "لوحات شارلوت سالومون"، والتى تعد واحدة من أفضل الروايات مبيعا منذ أن طرحتها دار النشر الفرنسية جاليمار.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن