اهل السياسة ( 25 ) - دعوة لانهاء الحرب في اليمن بين الاطراف المتنازعة

ماجد ساوي
majed-sawi@hotmail.com

2017 / 12 / 20

في البدء , اذكر انني قد تحدثت عن هذه الحرب في ايامها الاولى عند نشوؤها ودعوت الى عقد مؤتمر للاصلاح في مصر, بين الاطراف المتنازعة – السعودية والامارات والرئيس عبد ربه – والاطراف – جماعة انصار الله وسلطات الحكم القائمة عندها في جمهورية اليمن العزيزة . وقد تنبئت بان هذه الحرب ستكبد الطرفين خسائر جسيمة في المقدرات , وهو ماحدث فعلا كما توقعت وقد بلغت – كما نقلت عدة مصادر – ان كلفة الحرب على الطرف الخليجي قاربت العشرين مليار دولار , وان كلفة الحرب على الطرف اليمني بلغت دمارا كبيرا في بنيته التحتية ومقدراته العسكرية ومنظومته المالية – وهو البلد الفقير اصلا للاسف – .

فقد كان بالامكان الاحجام عن شن الحرب والمضي في طريق التفاوض للوصول الى حل مرضي للجميع وهو شيء سهل المنال لو كانت النيات خالصة لوجه الله , وخالية من الغايات الغير اخوية كاخضاع هذه الجماعة - اي جماعة انصار الله وهي مكون يمني اصيل بلا شك - وله حق المشاركة في الحكم دون شك .- بقوة السيف وارجاع الرئيس عبدربه الى صنعاء رغم المعارضة من الاوساط النافذة هناك والتي تريد نظام حكم صالح وعادل ومنصف بعد ثورة الشعب اليمني المتصاعدة وقتها على الرئيس القتيل علي عبدالله صالح , لليمن.اقول انه حتى لو كان – النظام الحاكم الجديد - ذا رؤية مذهبية مخالفة للطرف الخليجي فهو شيء يدخل ضمن الحرية الذاتية لاهل اليمن ولا علاقة للطرف الخليجي به لحقيقة , وليس لهم فرض رؤيتهم الخاصة عليهم للانصاف.

اقول لقد احجمت عن الحديث عن هذه الحرب طوال الفترة الماضية - منذ مقالي الاول – احتراما لجلالة الملك سلمان حفظه الله كولي امر للبلاد , الا انني الان اراني ملزما ً في الحديث عن هذه الحرب مجددا ً – وللمرة الاخيرة – كتعبير عن راي فيها .يريد ايقاف دوامة الموت وسفك الدماء بين الاخوة . واقول انني كمسلم ومواطن في الارض العربية الاسلامية ادعو الى انهاء هذه الحرب من الطرف الخليجي واعلان ايقاف لاطلاق النار مع الطرف اليمني , والبدء في الجلوس الحتمي على طاولة التفاوض – وادعو سيادة الرئيس عبد ربه الشرعي بلا ريب كذلك للامر بهذا لقواته ايضا , والسعي بنيات خالصة للوصول الى حلول وسطى مرضية لجميع الاطراف وللشعب اليمني الشقيق .

اجدد دعوتي – الصادقة – لجلالة الملك سلمان حفظه الله لانهاء هذه الحرب , واقول لجلالته ان الصلح خير وقد وصفه الرب تعالى بانه الخير كله في قوله تعالى " لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس " وهنا الرب تقدست اسماءه وصف الاصلاح بالخير كله وهو بين الناس , فكيف - والكلام للطرفين المتحاربين- اذا كان بين اهل الاسلام وهم الاخوة كما قال الله تعالى " انما المؤمنون اخوة ".

اختم مقالي المتواضع بالقول انني- بعد الان – لن اتحدث عن هذه الحرب – واضيف انني كايمان شخصي يخصني اعارض أي نزاع بين الاخوة المسلمين , ولا اسوغ لاحد مهما كان سلطانه ان يحارب اخوته , مهما كانت الاسباب والدوافع , واعتبر من يقوم بمثل هذا العمل انه من اخوان ابليس المغضوب عليه من رب العزة والجلالة .ولا املك لمن يسلك هذا الطريق الا الدعوة له للتوبة والاوبة وان يكف عن هذا الغي والضلال , وان يحترم على الاقل قول رسولنا الكريم محمد عليه واله الصلاة والسلام " لا ترجعو بعدي كفارا يضرب بعضكم اعناق بعض " , ان كان عنده بقية من اسلام وايمان .

والله المقصود من الكلام والمخرج من لجج الظلام.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن