(سلطان الكلمة) قصيدة للاهوتي الالماني مارتن لوثر

وديع العبيدي
wdobd14@gmail.com

2017 / 12 / 15

(سلطان الكلمة) قصيدة للاهوتي الالماني مارتن لوثر
ت (عن الالمانية): وديع العبيدي

جبل ثابت هو الهنا
برج حصين وسور حماية
سندنا من غير مقابل
في كل المخاطر
كالتي تواجهنا الان

العدوّ القديم الذميم
يعمل بكل جدّية
وسلطان عظيم
مستنفدا كل امكانياته
ولا مثيل له على الارض

امامه نحن ضائعون تماما
لكنّ الرجل الصالح، هو يدافع عنا
الأب اعطاه كلّ سلطان
هل تعرف من هو؟
اسمه يسوع المسيح
سلطان الكلمة
وما من اله اخر
له يعود الملك كله

عندما تمتلئ الأرض بالشرّ
حتى يكاد يبتلعنا جميعا
لن نخشى كثيرا
لأن الخلاص هو حليفنا
الجشع يحيط بكل شيء
لكنه لن ينال منا
السلطان الذي فينا هو عادل
بكلمة صغيرة يصرعه

الكلمة قادرة ان تحفظنا منه
من غير مقابل
محفوظون نحن فيه منذ الازل
بالروح القدس وهباتها

استلموا العطية..
صلاح، رفعة، عطف، رحمة
ادنوا منه
فما من ربح يعادله
وملكوته لنا بكل تأكيد

ــــــــــــــــــــــــ
مارتن لوثر [1483- 1546م] كان والده هانز لوثر مالكا لعدد من مناجم الرصاص، وأحد أربعة اعضاء في مجلس بلدية مانسفيلد، وفي عام (1493م) انتخب عمدة للمدينة. اراد لابنه ان يكون محاميا، وفي عام (1405م) حصل مارتن لوثر على شهادة القانون. ولكنه ذات يوم، بينما هو ذاهب للكلية حدثت عاصفة هوجاء، شعر معها ان كتلة ضوئية مرقت من جانب إذنه، ومنذ تلك اللحظة اصيب برعب وقلق حول مصيره بعد الموت لو انه مات الان. شعر ان (القانون) لا يعطيه شهادة (الضمان الشامل). ووان (الفلسفة) تعطيه منطق الاحتجاج العالمي، لكنها لا تسعفه في الاحتجاج امام (الله). وبدل مواصلة دراسته لنيل درجة الدكتوراه، توجه الى الدير وانقطع للرهبنة وفق النظام الاوغسطيني الصارم. وكان ذلك يتطلب منه الصوم الطويل والقاسي وكثرة الصلاة والاستغفار والتوبة. وفي حياة الرهبنة بدأ يتقلد مراكز كهنوتية، وفي خلال ذلك درس اللاهوت واصبح مديرا للكلية ونال درجة الدكتوراه في اللاهوت.اما الحدث البارز الثاني الذي غير حياته، فهو رؤيته لباعة صكوك الغفران وهم يدورون في القرى والمقاطعات معلنين امكانية الحصول على الغفران بواسطة المال فتصدى لهم وأحذ يفند دعاواهم، حتى صار له انصار ومؤيدون سيما من بين الفقراء والفلاحين، وبعض زملائه الرهبان. وقد دفعه ذلك للبحث عن (الخلاص) في الانجيل حتى وجد بغيته في رسالة رومية التي تؤكد ان (الخلاص نعمة الهية) غير مشروطة. وكان ذلك اعظم اكتشاف يومذاك يفند التعليم الديني حول الخلاص بالاعمال الجسدية والبشرية. وبذلك جدّد العقيدة المسيحية واسس لتعليم جديد دعي من قبل معارضيه بالبروتستانتية، أما هو فكان يدعو اصحابه بالمسيحيين او الانجيليين، نسبة للانجيل كمصدر وحيد للايمان. وكان بين مروجي الصكوك احد اصدقائه السابقين، مما حوّل الجدال بينهما الى منافسة لنيل مرتبة اعلى عند البابا. لكن لوثر، انتقل في المواجهة الى مستوى اعلى، عندما قام بتجميع مآخذه على ممارسات الكهنة والنظام الكنسي في (95) مادة وعلقها على باب الكنيسة، فما كان من نورمبيرغ صاحب المطبعة الا ان استنسخ الوثيقة باعداد كبيرة ونشرها في كل مكان، فتحولت تلك الحركة الشخصية الى حركة شعبية، سوف تنمو وتمتد اثارها الى فرنسا وسوسرا وهولنده وبراغ وانجلتره. وعندما لاحقته الكنيسة وطولب للمحاكمة، اختفى في حماية احد الامراء، وقام خلالها بترجمة الانجيل للالمانية، وكانت مطبعة نورمبرغ تطبع ما ينتهي من ترجمته من اسفار اولا بأول، فتنتشر نسخ الكتاب في ايدي الفلاحين الالمان ويزداد اتباعه
الى جانب ترجمة البايبل للألمانية – وهي الترجمة المستخدمة اليوم بعد تجديدها- وضع لوثر تفاسير وشروح وعددا كبيرا من العظات والترانيم وألحانها. وقد عثر مؤخرا على منظومات شعرية له، مما لا يختلف مضمونها واطارها عن الترنيمة او النشيد الديني



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن