سطوع الخفوت

هدى يونس
HODAYOUNES0654@GMAIL.COM

2017 / 12 / 13

سطوع الخفوت
هدى يونس

تبحث فى قاموسها المحتجب ، وتنشغل بمحاصرة دموعها الهاربة من الحصار.
تتوهـــّـج وتتباهى برؤيتة جميع الأمكنة.. ومعاصرة كل الأزمنة.
تملؤنى مواجع .. لا أسمع غير التبرم من أفعلى وكلامى !!
عند إزدياد قسوة تعسفها معى .. تنظر وندم مؤقت يملؤها وتقول : أنت واحد ممن ..
ولا تــُـكمل .. وتغرق فى حياء أبغضه.
ويتواصل عذابى منها وبها !!
ساعتها أتمنى أنْ تغيب ولم تغب !!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

احترفت السطوع والخفوت ، تــُـعطى من تحب وتكره..
خيال الخلاء يـُـراود أمنياتى ، ويرسم هلاميات أحلام ، تعبر بين الحضور والغياب ..
يصعد وجودى من هوة نفس هائمة ، لا أجد غير الأوراق ، أخط خطوطــًـا رأسية.، أفقية.
تتفاوت الأطوال ، ويتوالى تسرب الخطوط ، حتى توقفت ..
تأملتُ ما ظهر على الورق ، وجدتُ حواجز لا تقوى على حجب ضوء بعيد ..
إبتهجتُ بما رأيت ..
000
أحاول أنْ أفعل شيئــًـا ولا أجده.. تتكرّر المحاولة !!
إستسلمتُ بعد تيقنى من توقف عقلى !!
جاءت ولأول مرة تعاتبنى بمودة !!
أنظر مندهشـًـا !!
لم تمهلنى وأتبعتها بقسوة وإهانة ، وبكتْ وتركتنى !!
إرتبكتُ بعد انتباهى لإهانتى وغرقتُ فى حرج عاجز.
سمعتُ صوتــًـا ضاحكــًـا يُـشبه صوتها.. تخيلتها وهى تهز رأسها المنتصر..
ربما تخيلت هى بداية صحو إحساس فقدته .
دائمـًـا تقول : متى يحين إفاقة هذا الكيان المُـغيب ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

سمة وجودها الإختفاء ، والإهانة أرفضها ، وأرفضها ..
جرح كبريائى تلهبنى سياطه رحيق مر ، أضيق من نسيانها العصى ..
هى قيدى أم بوابة عبورى ؟
تتزاحم أسماء قوائم نسائى ، وتنفض بسرعة ولا يتبقى غيرها !!

،،،،،،،،،،،،،،،

تمر شاردة لا ترانى ، سوء حظها أتى بها ، ارتفع صوتى هجومى بكلمات جارحة
تفتقد الحياء ، وجهها المذعورأشبعه بما لم تتوقعه أو تتخيله ، ألفاظ منحطة ، وأوصاف متدنية ،
هى فى موضعها جامدة ، يصفر لونها ويشحب ، ثم يحتقن بالدماء..
تقفتْ ثم تعود إلى موضعها واجمة..
اشتعال حروفى يتحرّك برعونة.. وتذكر الإهانة يزيد لهيبها ..
ألعن رؤيتى الرافضة للإساءة للكائن الحى ، أمتدح افاقة سوقيتى ، ولخبطة وجودها
الذى يجلدنى دومًـا ، أفتش على عجل عن مرجعية أكثر انحطاطــًـا توازى نوبة غضبى .
زاحمنى قافلة كلمات عشتُ بها وإعتدت عليها ، وتـُـحذرنى من كل تجاوز، وأدخلتنى كهف
السكوت.
وساد الصمت !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تهز رأسها وتـُـردّد : فاق المخلوق فى هواء بالوعة ، ما علينا ، المهم الافاقة !!
هذا الكيان الهش داخله عملاق مسجون غارق فى انسحابه !!
كيف أطمئن إليه وهو من يحمل تاريخى ؟
رخاوته تشقينى ، أعرف أننى أزلزله ربما تُلهمه صحوة يستعيد بها طاقة
الإحتمال ، ويُوقف مهام الزوال ..
وانصرفتْ ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تباعدنا.. ولم أعرف أننى أبقيتُ أهوال وصفها لى!! ..
فى محفل هجومها تخرج منها كلمات تومض بأشواقــًـا بهية .
سرعان ما يطمس بريقها ، ولا يتبقى غير كتيبة التنكر لأفعالى .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

أدخل مرسمى وأغلق بابه. يداى تلامس تمثالى الذى تركته ولم يكتمل .
أمسك أدواتى ، أحذف ، أضيف ، أعدل إتجاه ، أخلق فجوة ، أطمس معلمًـا ،
أدواتى تتغير ، ويداى تلاحقان زمنــًـا يفر .
أخيرًا توقفتُ ، قمتُ مبتعدًا كى أهرب من المواجهة .
،،،،،،،،،،،،،،،،
فى البلكون المطل على الشارع وقفت ، لم أحتمل فوضى الأصوات والأشكال والحركة..
دخلت وأغلقتُ بابها . أحتار فيما أنوى شربه ، أدخل المطبخ وأخرج .
فتحتُ باب المرسم ، رأيتُ ظهر التمثال ، ابتعدتُ..
داخلى يجتمع إيمان ونفور بما أفعل !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

جلستُ على كرسى يقتر ب من الأرض ، أرتشف قهوة مرة ، مع كل رشفة تتبدد درامية
مزاجى ، اشتقتُ لصغيرتها كى تـُـحوّل عقلى خلية نحل بأسئلة بريئة لما أبدعه ..
تـُـلهمنى رؤية لم أتبينها ، أنادى عليها فى جلستى لتـُـخبرنى بما لا أراه ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخلتُ المرسم لمواجهة ما خرج وتشكل ، كيانــًـا رافضــًـا السير مع القطيع ..
أعدّل وضع منظارى ، يخرج تساؤل : هل سيظل الصراع ؟
أرى ابتسامة كيان ذو نظرة مستطلعة ، ولا يعيرنى اهتمامًـا .
أمتلىء رضا بما أراه وتجسد ، جلستُ ساكنــًـا .
قمتُ على عجل وأعددتُ مكانــًـا فى ركن معزول .. وبدأتُ تخطيطــًـا كروكيـًـا لا أعرفه.
خطوط رؤيتى تتدفق ، أدخل أبوابـًـا تتعدد ، أختار منها واحدًا ، وتظل الخطوط تتشكل ،
أبتعد لأعود ..
سمعتُ طرقــًـا على الباب ، فتحتُ.
جاءت صغيرتى تحمل أوراقــًـا أعطتها لى ، ودخلتْ المرسم ، وقفتْ ساكنة تتأمل..
أشارتْ بيدها إلى موضع يحيرنى وقالت : أين عصاه ؟
تركت التمثال وتركتنى بعد تساؤلها ، تتفحص ما تراه على الورق ، تتحرك يمينــًـا ، يسارًا..
قالت : المتاهة لا أصل إلى بدايتها.. وتركتنى كى ترسم هى شيئ آخر.
أتفحص رسوم مبدعتى ، اختزلتْ الفيل فى أربعة خطوط ، رسوم أخرى لطيور تشق
سمائى ، أتذكر ميلادها الذى تـُـرك داخلى ولم أدر بنموها ولم أحتسبه .
فى جريها المتعجل تصدم بى وتأمرنى أنْ أنتبه .
حزمة نورتـُـبحر فى نهرى ، ضوء ينير ظلامى ، براءة كلمات تنتشلنى من متاهة الغموض .
دائمًا تسحبنى من يدى كى أرسم ، تقف ساكنة تتأمل ولا أعلم متى خرجتْ وتركتنى...
،،،،،،،،،،،،،،،
فتحتُ شباكى ، ليل وسكون يراود الأوراق والأقلام والرؤى .
خلا الرأس بلا مقدمات ، تدخلنى سكينة هادئة تنشر سلامًـا وتصالحـًـا .
تساؤل مراوغ : هل تلك اليد تمتلك مفاتيح دروب لم يمهلها الوقت ؟
تطوى همومى خيامها كى ترحل ..
الأرض التى وطأتها أقدامها وأقدام صغيرتها تتخلص من مخاوفها..
من فتحة شباكى ظلام بارد ، يخفى أمكنة حزن لم أتبينها .
أحس برودة ، لا أرغب فى البحث عن غطاء .
أبتسم لأنى لا أملك أغطية وأتخلص دومًـا منها وبما تحمله من مخاوف.!!
كيف أواجه تلك البرودة ؟
اشتعال ذاكرتى تسرّب منه دفء أحلام تتشكل لتـُـكمل جزءًا من رسمى .
طبقات ضباب قادم نحوى ، يتكاثف ، يتراكم ، أرى داخله حقول قريتى ، أشجارها ،
أغمر جسدى بمياه سواقيها ، يطربنى سماع موسيقى النسيم والطيور ..
صوت الناى يـُـردّده فضاء الحقول .
أراها قادمة نحوى ، تمسك يد صغيرتها ، تقترب ، تــُـلامس جسدى ، تهمس بآيات قرآن ..
كيف عرفتْ مكانى ؟
نور يشع داخلى أم داخلها ، أود رؤية ملامحى وملامحها فى رمادية هذا الفجر القادم .
غيـّـرتُ وضع جلستى ..
أعطيتُ ظهرى للشروق الذى أراه بعيدًا.. بعيدًا..
فى اتجاه الغروب أُغلق عيناى اللتين أرهقهما الانتظار!!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن