أيها العراقيون .. سنة وشيعة .. تذابحوا قبل موت صدام حسين

أنيس يحيى
anis-yehya@hotmail.com

2006 / 2 / 27

يا عراق .. إصعد إلى أعالي النهر ، إلى النبع
وأحمل من الملح ما بين السبابة والابهام
ثم ارمها في الماء .. في النهر .. وانتظر
أربعة عشر قرناً
إن بقيتْ ملحاً غير مذاب
يكون للسنة والشيعة ربٌ واحد
وإلا فكليهما يعبدان الوهم .
يا عراق ..
ألستَ من أعطى السنة والشيعة سمرة الأرض التي قامت عليها سومر وبابل وآشور ؟
يا عراق .. ألستَ من وضع بغداد على ظهر بعوضة عمياء ، لها جناحان ؛ واحد في الماء ، والآخر في الماء أيضاً ؟
يا عراق ..
مدائننا ، والغبراءُ والقطة الجرباء
وما بعد الماءِ ، وما قبل الماء
كلها محروسةٌ
من إلهٍ قد سكبناه يوم النحر عجلاً
يخورُ
ويجدل شعرَ زوبعةٍ في قبر سرجونَ
زوبعةٍ .. ترصد الأفلاكََ وتحصي
كلّ أشجارِ النخيلِ
ريثما يُنهي المبجّلُ خمرَه
مع أبي النوّاس في قصرٍ من البلور لا ظلّ له
كأن النهرَ مكسورٌ بقافيةٍ
تُغري زهيرَ وطرفةَ وامرأ القيسِ
أن يجلسوا
فلربما انتصروا على أطلالهم
ولربما ائتنسوا بما جادتْ به بغدادُ من حلمٍ
تبخّر مثل مياهِ من ماتوا
على شطآن موتٍ قد يؤجّل سهمها
المبعوث من طيش المصائر
ومن رؤى صدام في تلك التي ما زال فيها أهل سومرَ يولدون
من غير آباءٍٍ ؛
أمهاتٌ تغتسلن بماء دجلة
وترقبنَ الهلالَ
وشهوةَ البعل المدبّق بالطحالب .
يا عراق ..
الليلُ نصف الوقتِ
هكذا
كتب الكهانُ من أبناء أور
على لوحٍ من الطين المخلّد
لم يقايض ريشةَ صقرٍ
بريش حمامةٍ فرشتْ في جيوب الصخر عشاً
الطين لا يبلى ولكن ينكسر
كسفينة .. باعدتْ في حلمها
في غفوة البحر.
يا عراق ..
قلْ كيف خبّأتْ تلك اليمامة فرخها
بالقرب من وكر الثعالب ؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن