بيان حزب اليسار العراقي حول الاعتراف الأميركي بالقدس الفلسطينية عاصمة للكيان الصهيوني اللقيط : البناء الداخلي الوطني الديمقراطي مصدر قوة المقاومة الشعبية – ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب

حزب اليسار العراقي
alyasaraliraqi1934@yahoo.com

2017 / 12 / 10

ليس غريبا ولا مفاجئاً قرارهتلر امريكا الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني اللقيط, فالمستعمر البريطاني فبرك هذا الكيان وفق وعد بلفور الصادر قبل قرن من الزمان الذي متح ما لا يملك لمن لا يستحق, تقوم اليوم الامبريالية باستكمال تنفيذ هذا الوعد .
ولا إئرقانوني دولي, إذا كان ترامب او غيره من الرؤساء الأمريكان من وقع الاعتراف فالولايات الأميركية كانت دوما الحليف والحامي للكيان المغتصب لفلسطين بالضد من الرأي العام العالمي.
وقد تكون دلالة هذا الاعتراف من حيث الشكل تعبرعن الوهن الذي أصاب الشعوب العربية وانغماس حكامها في العمالة المكشوفة وتداعيات انهيار الانظمة القومچية القمعية العربية.
ولكن القرار الامريكي يعكس من حبث الجوهر حقيقة, قد تكون غير واضحة لقصيري النظر, الذين هرولوا خلف مشروع الشرق الاوسط الجديد التفتيتي, وهي ان توازن القوى العالمي الجديد قد تغير من عالم القطب الامريكي الاوحد الى عالم متعدد الاقطاب.
فبعد هزيمة الامبريالية الأميركية وحلفائها من الرجعيات العربية في المعركة التأريخية الكبرى بين حلف الشرق الاوسط الجديد بزعامة الامبريالية الامريكية, وتحالف طريق الحرير الجديد بزعامة روسيا والصين, التي تم خوضها في سوريا والعراق، تحاول امريكا إعادة لملمة صفوفها وخلق تحالفات جديدة تشرك بها الكيان الصهيوني بشكل علني هذه المرة وجاء هذا الاعتراف ليؤدي وظيفة مظلة وغطاء انسحاب المهزوم ليبدو وكأنه في حالة هجوم مزعومة.
ان حزب اليسار العراقي إذ يتمسك بالموقف المبدئي التأريخي لمؤسس الحركة الشيوعية واليسارية العراقي الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف – فهد- الراقض لقرار تقسيم فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني. يرى ان اهم الخطوات للتصدي لهذه الاستهتار الامريكي, هي التحرر من الشعار القومچي سئ الصيت { لا صوت يعلو فوق صوت المعركة} الذي استخدم القضية الفلسطينية ذريعة لاضطهاد الشعوب العربية وتجويعها لصالح الطبقات الطفيلية الحاكمة اللصوصية.
فمحاولة القوى الاسلامية المقاومة اسنساخ التجرية القومچية الكارثية ورفع ذات الشعار تحت الرايات الاسلامية الطائفية سيفضي في النهاية الى ضياع المنطقة برمتها بعد ان ضيع القومچية ما تبقى من فلسطين.
كما ان الدعوة الى النأي بالنفس عن ازمات المنطقة التي يدعو لها اتباع أل سعود ومن يتخذ مواقف خاطئة كرد فعل سلبي على التجربة القومچية المهزومة داخليا وخارجيا, ما هي الا انحياز لمعسكر امريكا-الكيان الصهوني-ال سعود في عدوانه على الشعوب العربية.
ان حزبنا – حزب اليسار العراقي, يرى ان أولى شروط التصدي الهجومي للعدوان الامريكي السافرعلى المنطقة, هوتفكيك التخندق الطائفي الكارثي من خلال إقامة التحالف المقاوم بين اليسار العربي والمقاومة الاسلامية وسائر القوى الوطنية على قاعدة { البناء الداخلي الوطني الديمقراطي مصدرقوة المقاومة الشعبية – ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب } . التحالف المؤهل لإعادة ترتيب صفوف شعوبنا العربية المضطهدة وفق مبادئ الديمقراطية والشراكة والعدالة المجتمعية, للتصدي لمسؤوليتها باتجاه إعادة بناء بلدانها اقتصاديا واجتماعيا وسياسية بشكل حر لتكون قادرة على مواجهة التحديات الخطيرة.
ويؤمن حزب اليسار العراقي بأن تشكيل اليسار العربي المقاوم كبنية على الارض, قولا وفعلا, والتحرر من يسار اللقاءات والبيانات,هو نقطة الانطلاق الواقعية لإقامة التحالف المقاوم على صعيد المنطقة.
ان حزب اليساري العراقي يعي من واقع ومحصلة التجربة التأريخية, بأن بيانات ادانة قرار ترامب ستبقى حبرعلى الورق كسابقها من البيانات على مدى العقود, إن لم تقترن بنهوض نضالي يساري على الارض.
يتوهم من يعتقد ان مساندة نضال الشعب الفلسطيني يمثابة منة من اي شعب من الشعوب العربية, بل هي واجب الدفاع عن النفس, واذا كان القدر قد وضع الشعب الفلسطيني في وجه مدفع الامبريالية العالمية, فمن الواجب الطبقي والوطني والاممي اسناده بكل الوسائل.كما ينبغي عدم سحب ممارسات القيادات الفلسطينية الفاسدة التي أصبحت معروفة ردود الأفعال الهزيلة بسبب بقائها في القمة ولزمن طويل وغياب عامل المفاجئة في رد فعلها على العدو الصهيوني أصبح اليوم من أهم عوامل صلف القوى المعادية واجراءتها, أو بعض السلوكيات الجاهلة لفئة محدودة من الشهب الفلسطيني تتواجد مثيلاتها في جميع الشعوب العربية, سحب ذلك على الموقف من الشعب الفلسطيني.
وفي الختام, نقول لمن يرقع شعار النأي بالنفس من أي تيارأو انتماء كان, ما عليه الا ان يرفع علم الكيان الصهيوني فوق ٍرأسه.
أما حزب اليسار العراقي فيتمسك بالموقف الطبقي والوطني والاممي الذي اتخده الشهيد الخالد فهد من قرار تقسم فلسطين وانشاء الكيان الصهيوني اللقيط :
{ إننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحد، هي العنصرية محضية الإستعمار. إن الفاشية والصهيونية تنهجان خطين منحرفين يلتقي طرفاهما وتتشابك أهدافهما، وكل منهما نصبت نفسها منقذاً وحامياً لعنصرها، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها وأولعت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها. والثانية الصهيونية بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرون الأنكليز والأمريكان، فتشعل بهم نيران الإضطرابات في البلاد العربية. وقد كان من أعمالها أن حوّلت فلسطيننا الى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء وتهددت الأقطار العربية بأخطارها وبأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاء وتثبيت النفوذ الإستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تحاول إثارتها.}

حزب اليسار العراقي
بغداد-العراق
9/12/2017



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن