الملحمة السورية (2)

حكمت حمزة
hekmat065@gmail.com

2017 / 11 / 23

آمالنا التي خلقتموها شمطاء
افترشت كل ميدان وساحة
وشوهت في داخل صدوركم
كل انسان من حجر صم
ادعيتم وجوده بين جنباتكم
وذاك الضمير ما كان يوما ساكنا
قرب ذاك الصنم المتحجر
بل سجين أضنته القيود ظلما
كما أرهقت تلك القيود
أشباه إحسان ظننتم أن
أيديكم خطتها في يومياتنا وحولياتنا
ألا شلت، ملوك الظلم، أيديكم
وقطعت كل أوصال العيون
التي بداعي الحب، تبسم لكم
كل الرجال تدق الأرض للماء
إلاكم......معاليكم
تفجرون نبع الدم في لحظٍ
بتحية يلقيها أخمص بنادقكم
من قال أن زمزم مكة مقدسة
وفي كل يوم عندنا عنجهيتكم
تفجر ألف بئر زمزم
ولكن لا أحد يحج إليها
كل الدنيا تفضل الحج
لكومة من صفوف الحجر، والخرافات
حالكم ينادي تائها متعجبا
كيف لأحجار أن تعبد الأحجار
* * *
ثم تسألوننا ما الذي يجري
لماذا غيرنا تقاويم الدهر
كنا نقرض قوت يومنا قصيدة
فسرقتموه، حمير الإنشاء
تجارة أوجاعنا غدت رزقكم
وعربات لزوجاتكم والأبناء
فقأتم حلم طفولتنا
اغتصبتم الأوكسجين، أنفاسنا
بمباركة خالق الهواء
عطش الحرية أعيانا
حرمتمونا قطرات الإرواء
ولا زلتم تقرعون أجراسكم
على آذان الفقراء
ونمتم في ظلامكمُ، ونسيتم
أنه لا أمان لثورة الفقراء
أطفالنا تفنى من البرد
ودفئنا جليس الأعيان والوزراء
فماذا تركتم من حشودنا
سوى أشلاء الأشلاء
تنهض ثم تتعثر
تستلقي رجلا أشعثا أغبر
محتضرا ينادي: عاش الشعب
والموت لكل من طغى وتجبر
كميت حي، عاد إلى الحي
فلا تصدقوا إحياء العظام وهي رميم
كرامتنا، عزنا، حقوقنا.
أشياء لن تموت في الصميم
وإن كنت لا تعرف من نحن
يكفيك شرفا أن تنحني لنا
فنحن، شعب سوريا العظيم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن