الحل الحقيقي للأزمة السورية هو طرد النظام الايراني وميليشياته من سوريا

فرشيد اسدي
farshidassad@gmail.com

2017 / 11 / 18

لأكثر من ست سنوات، يقتل بشار الأسد وبتدخل مباشر من النظام الايرني وحلفائه أبناء الشعب السوري الذين يطالبون بحريتهم وكرامتهم. وارتكب النظام الايراني الذي تدخل منذ عام 2011 للقضاء على الثورة السلمية للشعب السوري، بالحرس الثوري وحزب الله والمليشيات الاجرامية الأخرى وحلفائه، أكبر الجرائم ضد الشعب السوري بعد الحرب العالمية الثانية.
وكانت حصيلة هذه الحرب الفتاكة، قتل أكثر من نصف مليون شخص واصابة مئات الآلاف وتشريد عشرة ملايين ومليون طفل يتيم في هذا البلد.
وعلى الرغم من التضحيات التي قدمها الشعب ومقاتلو المعارضة المعتدلون السوريون، فإن مستقبل سوريا أصبح الآن متشابكا بشكل وثيق مع التعاملات الدولية، ومنذ سنوات عديدة، عقدت مؤتمرات دولية تحت أسماء وأرقام مختلفة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية واحدا تلو آخر دون نتيجة محددة. وفي آخر تحول من هذا النوع ذكرت وكالة الانباء الدولية أن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، التقيا وتباحثا على هامش اجتماع مجلس التعاون الاقتصادي لمنطقة اسيا - الباسفيك في فيتنام في 11 تشرين الثاني / نوفمبر وأصدرا بيانا مشتركا بشأن الوضع في سوريا واصفين الاتفاق بأنه مهم مشددين على حل سياسي. كما وبموازاة ذلك تم ابرام اتفاق ثلاثي للحد من التوترات في جنوب سوريا. وبينما أعلن مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية انسحاب الميليشيات التابعة للنظام الايراني من المنطقة ضمن شروط الاتفاق، الا أن المسؤولين الروس نفوا على الفور هذه التصريحات واعتبروا وجود عناصر النظام الايراني في سوريا أمرا شرعيا.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن الآن هو ما مدى استمرار هذه الدورة ومتى ستصل الى مصير نهائي لانهاء معاناة أمة تضررت بشدة. ويجب أن نرى لماذا لا يوجد حل للمشكلة السورية وليس هناك افق واضح له؟
وقبل أي اجراء، يجب ازالة العامل الذي يلعب أكبر دور في منع انتهاء الحرب واقرار السلام.
وعلى سبيل المثال حاله حال شخص اصيب في حادث مروري بجروح مختلفة واصابة في الرأس والدماغ وهو في غيبوبة، فان تضميد الجروح السطحية في اليد والساق لا تحل مشكلة منه ولا تنقذ المصاب طالما لا تعالج اصابته في الدماغ، بل قد يفقد حياته بضياع الوقت.
وبينما الدور المدمر والعبثي لقوات الحرس وميليشياتها لا خافي على أحد فان عدم طردها وعدم فقء عين الفتنة، يأتي بمثابة الضرب على الحديد، بل يعد اغاثتهم من دون قصد لتثبيت استقرارهم في سوريا وهذا هو السبب الحقيقي لعدم تحقيق أي جهد خير لايجاد حل سياسي لقضية سوريا الجريحة.
لذلك طالما لا يتم النظر بجدية في هذا العنصر، فان أي اتفاق مؤقت أو زيادة في عدد المؤتمرات لن يعالج مشكلة، ولا يمكن تحقيق جهود أخرى الا في هذا الاتجاه. ومن المؤكد أن هذه الحقيقة ليست خافية على الاطراف الدولية المعنية بالقضية السورية. بصرف النظر عن اولئك الذين لديهم مصالح في بقاء الوضع الحالي، وهناك أطراف أخرى تريد نهاية حقيقية لهذه المأساة الانسانية الا أنهم مسكوا العصا من الوسط وليسوا على استعداد لدفع ثمن هذه الجراحة. وهم غافلون عن أنه سيكون الثمن أغلى في المستقبل مالم يتم معالجة الحالة في أسرع وقت.
أي شكوك في صحة هذا المنطق يشير الى عدم معرفة السبب الحقيقي للاصرار الايراني وقوات الحرس على حفظ بشار الأسد مهما كلف الثمن. وهو القلق الذي يساور النظام الايراني الذي أعلنه مسؤولو النظام مرارا وتكرارا بأن الحرب في سوريا والعراق و... هو الضمان لبقاء حكومتهم في طهران. لذلك انهم لن يتخلوا بسهولة عن هذا العامل الكفيل ببقاء نظامهم الا أن يواجهوا قوة تجبرهم على ذلك. ان الحل في سوريا يكمن في طرد قوات الحرس وحزب الله وغيره من مرتزقة النظام الايراني من سوريا بكل حزم. وهذا ما أكده الشعب السوري والمعارضة السورية مرارا وتكرارا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن