ثمار الحلف الشيطاني

خالد محمد

2006 / 2 / 19

رغم مرور أربعة شهور على نشر صور كاريكاتير عن الرسول محمد (ص) ، كان من المستغرب أن يقوم بتلقفها البعض ليعمل دعاية لها ويحرض المسلمين في العالم ضد دولة الدنمارك وغيرها من الدول الاوربية التي أعادت صحافتها نشر الصور . هذا البعض أو ( محور الشر ) له أجندة معينة في إستغلال قضية صور الرسول محمد ، والتي على أساسها تسبب في ردات فعل متباينة في العالم الإسلامي . هذا المحور الممتد من طهران إلى دمشق مع أدواته في فلسطين ولبنان ، رأى في تلك الرسوم فرصة لمغازلة التكفيريين ممن يتلقون دعمهم ومساندتهم بإرهابهم في العراق وغيره من الأماكن في العالم . كأنما هدف هذا المحور الشرير من التحريض، هو القول لأمريكا والغرب : إياكم والإقتراب من أنظمتنا ، لأنه في حال سقوطنا فلا ينتظركم سوى هؤلاء التكفيريين !

ثم كانت قمة هذا التحريض المظاهرات في دمشق وبيروت ضد السفارتين الدنماركية والنروجية ، وإحراقهما على بأيدي مأجورين ومرتزقة وغوغاء من عناصر مخابرات سورية ومن نصار حزب الله وجماعة الأحباش وفلسطينية أحمد جبريل وغيرهم الذين جاؤوا بهم إلى دمشق لهذا الغرض ، حيث إرتكبوا هذه الفعلة البربرية العاكسة صورة النظام السوري . وفي دولة البعث التي تمنع أبسط التجمعات ويفرق مخابراتها أي حشد معارض مهما كان صغيراً ، وبحكم قانون الطواريء المعروف من اكثر من 40 عام ، كانت المظاهرة الكبيرة في دمشق بتنظيمها ولافتاتها الكثيرة واعلامها دليلا على ان النظام هو الذي دعا غليها ودعمها وحرض الغوغاء الصوليين لارتكاب العنف والتدمير والحرق ، بحجة ان الجمهور غاضب لاساءة مقدساته الدينية !

هذا النظام الذي يزعم حرصه على الاسلام ، هو نفسه الذي دمر مدينة حماة على رؤوس اهلها واباد من رجالها ونسائها واطفالها حوالي الاربعين الفا ، واليوم بالذات تمر مناسبة المجزرة التي حصلت قبل 24 عاما ، وتشهد لندن وغيرها مظاهرات ضد النظام البعثي المجرم بهذه المناسبة الاليمة . فكم من مسجد هدم على المصلين في تلك المدينة أيام المجزرة التي استمرت من اسبوع لأسبوعين ؟ أليس الانسان المسلم أغلى عند الله من أي شيء اخر ؟ فلماذا لايقوم المسلمون بالاحتجاج اليوم على تلك المجزرة الفظيعة ، التي كرر البعث العراقي مثلها في مدينة حلبجة الكردية مبيدا الاف المدنيين بالاسلحة الكيماوية التي لم يجرؤ على استخدامها ضد اسرائيل وامريكا خلال حربين ضد ننظام صدام الطاغية !

الصور المسيئة للرسول (ص) تستحق الادانة من المسلمين ولكن بشكل حضاري ، لا باسلوب البعثيين في دمشق ، والتي كرروها في بيروت حينما حشروا نفس العصابات والغوغاء في الباصات المنتقلة من سورية للبنان ، وارتكبوا هناك أفعال جبانة ضد المسيحيين اللبنانيين في الاشرفية وغيرها ودمروا ممتلكاتهم واحرقوا بيوتهم ، من اجل اشعال فتنة قد تؤدي للحرب الاهلية وهو عز منى بشار الاسد وعصابته البعثية للخلاص من الحصار الدولي المشتد على رقبتهم مع اقتراب موعد التحقيق بخصوص قضية إغتيال الشهيد الرئيس الحريري . ولولا حكمة اللبنانيين من مواطنين وشرطة وحكومة وضبطهم النفس وتحملهم الجرائم النكراء للمرتزقة السوريين والعرب في بيروت ، لكانت الفتنة تحولت ، لاسمح الله ، لحرب اهلية جديدة لا يعرف احد مدى خطورتها ونتائجها على التعايش والسلم الاهلي .

وجاءت تمثلية النظام البعثي المسلسلة (الخلية الارهابية) ، والتي يعاد بثها كل مرة بشكل جديد ، بزعم أن سورية أيضاً معرضة للإرهاب الأصولي ، وفي نفس اليوم الذي كانت عناصر المخابرات السورية ومرتزقتها اللبنانيين والفلسطينيين والعرب يقوم بفعلتهم السوداء في بيروت ! مثل هذه التمثيلية لم يعد تمشي على أحد من السوريين ، الذين باتوا على علم بنهاية النظام الديكتاتوري المؤكدة ، وأن التحقيق الدولي بإغتيال الشهيد الحريري صارت نتيجته معروفة وهي مسألة وقت ليس أكثر . وحينما تنجلي الحقيقة أمام العالم ، فإن هذا النظام البعثي الإرهابي سيدفع أيضاً ثمن جرائمه في حماة وحلب وجسر الشغور وتدمر والحسكة والقامشلي وكل مدينة سورية . وبهذه المناسبة ، نتأمل من المعارضة السورية التفاهم مع قوى 14 آذار اللبنانية في سبيل مصلحة الشعبين الجارين الشقيقين ، ومن أجل الخلاص من نظام البعث الذي إرتكب في نفس شهر شباط جريمتي حماة والحريري .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن