الشيخ بابا ينوفا ونشيد الحقل وأساور بُنيته الصغيرة وسطوة إرهاب الوحش

محمد بوعلام عصامي
Simo.boualam@gmail.com

2017 / 8 / 12

تقديم:
راجعت تاريخ القمع في هذه البقعة من العالم، وتساءلت مع نفسي بعد مشاهد فتية المحرقة في الوكالة البنكية وطريقة تعذيب ريفينوكس إلى الموت وطريقة موت بائع السمك محسن فكري وإهانة إنسانية المعتقلين في المعتقل وغيرها كثير.. الأمر الذي جعلني أتساءل ما سبب كل هذا الحقد والكراهية التي لا يوجد لها مبرر إلا في عقلية العبودية وكراهية الحرية والإنسان. فكتبت هذه العبارات النثرية الرثائية لهذه المدينة الصغيرة والشامخة عبر التاريخ في تقديم دروس حب الحرية والإنسانية للجبناء والمجرمين.
إلى قائمة الشهداء حقوقهم وحقوق الإنسان، ومعهم الألوف من ضحايا قوارب الموت الناتجة كذلك، عن نفس السياسة الاستغلالية الاحتقارية التي تمارس التمييز بين الحر المنبوذ والعبد المقرب، بطرق إرهابية استلابية تسلطية، على الرقاب وعلى الثروة وعلى المتنفس في الكلمة وفي البحر وفي الحقول، سياسية لا ديمقراطية لا عادلة بلا حسيب ولا رقيب ولا ضمير، عندما يأكلون لحم الوطن ويرمون للمحقّرين أكذوبة الوطنية وباسمها يعذبون !

هذه النثرية الرثائية للشهداء والأحرار تحت عنوان:
دعيني أخبّرك عن الحسيمة وعن الشيخ بابا ينوفا وأساور بُنيته الصغيرة وعن سطوة الوحش

دعيني أخبرك عن سطور الحزم والحسم وأزهار من الحُسن تؤثثها ملامح الدّهر، بين عرسان الرّيف هي تاجُه، وهي عروس حرّيته التي دُسّ في اغتيالها سمّ الخردلِ، وغدرُ جيوشٍ مُجيّشةٍ من بني همجُونَ، كخفافيش الظلام، في كُهوفٍ وعهوِدٍ وأزمنةٍ من دوائر الإنسانية مهجورة.
هي الحسيمة وهي الحُسن عينُه الذي قاوم البشاعة حينا من الدّهر، هي آخر قلاع الشّرف في مكينة هولوكوستية احتقارية ضد إنسان الحرّ النبيل من شمال إفريقية. الحسيمة هي "ضرسة العقل" الأخيرة التي تتشبث بالجمجمة، عندما تتخلى عنك أسنانك في الهرم أو بضرباتٍ وحشيةٍ مُتتاليةٍ من غُدَر زمانٍ مُؤسِفةٌ أثقالُه، لا مكان فيه لصوت الحرية والنّبل، زمان هرمنا فيه وما هرمت فيه الضّباعُ، موحشةٌ متوحّشة، زمن اعتلت فيه الضباع علينا صولةَ الجوادِ، تشدّ فيه الرّقاب بوحشيةٍ، هي السجّان علينا وهي الجلاّد.
الحسيمة، هي تلك النقطة الحاسمة، التي تحسم في شهادتها للتاريخ دوما، أنّ على هذه الأرض من يستحقّ الحرية ويستحقّ الحياة.. تدون بالمداد الأحمر آخر عبارات الشرف، كلما تلاشت الصّحف الخاوية وجفّت الأقلام الخارية... فيصحّ صحيحُها، مع الإنسان للإنسانِ حروفا نُقشت على الصّخر، راسخةً كخطوطِ الدّهر على جبِينها الحسمُ.. الحسم الحسمْ الذي يفصلُ بين سطور الخيانة وسطور الأمانة... هي الحُسيمة في إفريقية لعبد الكريم شهادات في أقصى شمالها، كما لنيلسون مانديلا في أقصى جنوبها عِبرٌ وسُطُورُ.
هي جوهرةُ الرّيف التي طُمست معالمها، كالورود الذابلة كسجن العندليب كقطف الأقحوان كحزن الياسمين في أصُصٍ منبوذة كبُنيَّةٍ وحيدةٍ يتيمةٍ منسيّة، رضعت نخب الحياة من ثدي أمّها الأرض، وهي تتشبّث بتلابيب كَفَنِ أمّها التي وُئدت أمام عينيها تحت الأطلال..
ولازالت تحكي لها وتُخَبِّرها من تحت الأنقاض عن قصّة ليلى والذئب، وكذلك تهمسُ في أُذنيها عن أنشودة إنسانٍ حرّ نبيل من الماضي العتيق، تقول الأنشودة أن هذا الإنسان يستحق الحريّة، وأنّ على هذه الأرض والقمم العتيقة ما يستحقّ الحياة.. الحياةَ بحريّة وكرامة إنسانية.
كل عام وأنتم إلى الإنسان والحرية والمستقبل بألف خير.

محمد بوعلام عصامي
Simo.boualam@gmal.com
www.facebook.com/md.bl.issamy
______________________________________
محاور:
#الحرية #الإنسانية #المساواة #العدالة الاجتماعية
#حراك_الريف
#المغرب #شمال_إفريقيا #الحسيمة #أمازيغ_الريف
#عبد_الكريم_الخطابي




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن