إمتحانات إنتقامية

حسين علي الحمداني
hus_hus64@yahoo.ca

2017 / 7 / 17

هل نجحت وزارة التربية العراقية في أن يكون عامها الدراسي هذا ناجحا؟ الجواب بكل تأكيد إنها لم تكن بمستوى طموح المواطن بوصفه( مدرس وولي أمر وطالب) لقد بدأت عامها الدراسي هذا بفشل ذريع في توفير المناهج المدرسية وانتهت بفشل أكبر في إمتحانات الدراسة الإعدادية التي شهدت حالات لم يشهدها العراق من قبل سواء بسبب عدم توفر الأجواء المناسبة للإمتحانات من حيث المكان والزمان،أو بسبب طبيعة الأسئلة التي كانت بعضها إنتقامية اكثر مما هي تقويمية.وهذا ما أدى لوفاة طالبة في بغداد داخل المركز الإمتحاني بسبب الحر ،وحالات إنتحار كثيرة بسبب صعوبة الأسئلة وأجواء الأمتحانات غير الملائمة.
أكثر من 35 ألف طالب في المرحلة الإعدادية يؤدون الإمتحانات الوزارية منذ الثاني من تموز حتى منتصف الشهر في أجواء درجة حرارتها في بعض المناطق تجاوزت الخمسين وهي أجواء لا تصلح للحياة الطبيعية فكيف للإمتحانات لطلبة يحدد فيها مستقبلهم .
قد يقول البعض إن وزارة التربية وفرت أجواء مناسبة للمراكز الإمتحانية وهذه الأجواء هي عبارة عن مولد كهرباء ومبردات( كونفيرات) تزيد الجو رطوبة أكثر مما هو موجود،ناهيك على إن هنالك عدم تخطيط في توزيع الطلبة حيث هنالك مراكز إمتحانية فيها أكثر من 150 طالب وبواقع 20 في الصف وهو عدد كبير جدا إذا ما عرفنا إن الصف في مدارسنا لا يتعدى طوله 7 أمتار وعرضه 5 أمتار مما يزيد الأجواء سخونة بهذا العدد الذي يعتبر في مقاييس الجلوس غير مناسب ولا يوفر أدنى متطلبات الأجواء السليمة.
وحتى هذه المبردات والمولدات لا تصرف على إدامتها وزارة التربية(دينار واحد) بل يتم إدامتها من قبل مدراء المدارس التي تكون مراكز إمتحانية ومن جيوبهم الخاصة تحاشيا للمسائلة أو العقوبة خاصة وإن ما موجود كما نقل لي أحد مدراء المدارس مبردات هندية بلاستيكية مستلمة منذ 10 سنوات وكل سنة تحتاج لصيانة .ولا أعتقد إن مبردة( هندية) قادرة على توفير (أجواء إمتحانية) في شهر تموز وبدرجة حرارة خمسين مئوية وهذه الدرجة أعلى من نسب نجاح الكثير من المدارس.
وحتى قنينة الماء البارد والتي هي عبارة عن نصف لتر ستتحول بعد دقائق من فتحها إلى (ماء سخان) لا يصلح حتى لغسل اليدين، هنالك معاناة كبيرة لطلبتنا والسبب هو تأخير الإمتحانات هذا التأخير الذي لا مبرر له.
ما هو الحل إذن؟على وزارة التربية أن تراجع الكثير من الحالات أو(الثوابت)التي اعتادتها في السنوات الماضية وتعمل على أخذ رأي أكبر عدد ممكن من العاملين في الحقل التربوي ومن الميدانيين أي المدرسين ومدراء المدارس والطلبة أنفسهم ولا تعتمد على التقارير الكلاسيكية التي ترفع إليها من المسؤولين الغير مباشرين للعمل التربوي والذي يقتصر عملهم على المكاتب أو الجولات السريعة.
هنالك أكثر من حل،الأول أن تقوم التربية بتوفير أجهزة تبريد لقاعات إمتحانية حتى وإن كان ذلك في مراكز المحافظات إذا كانت ألأمتحانات في شهر تموز، أو جعل إمتحانات البكلوريا للسادس الإعدادي في بداية شهر آيار في أجواء مناسبة أكثر من أجواء شهر تموز خاصة وإن طلبة المراحل المنتهية(والسادس) ينهون مناهجهم مع بداية نيسان وهذا متعارف عليه في الأواسط التربوية في عموم العراق.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن