دعوا الوسائد نائمة

ميرفت أبو حمزة
Veuns401@yahoo.com

2017 / 6 / 15

دعوا الوسائد نائمة
في زنزانة الوحدة
لا ضوء يومئ
لا ضجيج
لا شيء إلا صحن جائع
يفتش عن كروش متخمة
دعوها وحلمها البني
تبحث عن قبر
تدس فيها لواعج عقل يحتضر
مطوية بين حشايا الصمت
وترهات ليل ممتد
من اول رأس
حتى أخمص القطيع
لا موت ولا انتحار
ستضيع يا أنت
ولن تجد أناك المبهمة
في حدود المكان والزمان
بعيدا عن الأثير
وقريبا جدا من دياجر الاختناق
ستعلم الحياة درسا في التشظي
دعوا الوسائد نائمة
مغمى على ذاكرتها
المحشوة بألف خيط
لشمس تباغت عفن النسيج
حيث البياض غيمة
مكتضة بالرماد
امسحوا عن ضفافها الغبراء
وجع الليالي الحالكة
حتى يحترق آخر سدم
لوح بالبراهين الداكنة
لا جديد يبدد قسوة الجدران
لا رسم ولا حروف
يغير قرار الأضابير
مكبوتة رغبة السجان
في نزع قضبان الصدور
يتوارى خلف جلجلة صوته
سعال أطاح بهيبة الارتجال
كل المواقيت تزخر بقرع الساعة
لكنها تفضل النكوص
إلى ذات الزوايا
كأنه عمرا لا يجيء
دون أن يأتي
وبين كفوفه
كفن موشح بالرايات
لا ولاء يخفق بها ولا انتصار
دعوا الوسائد نائمة
على خلاص لايحين
إلا بين البين والصهيل
في غطرسة التوهم
وصرخة ناسك
يفتش عن مشارف الفردوس
لاشيء خلف السواتر
والمنحنيات انكفاءات
لاقيد لها ورقم
كل الأرقام تقلصت إلى صفر
فلا تصرخ فوق جراحي
سأدير وجهي
وأكتفي بهرولة جامدة
أمرغها في ملح طعامك
أفتش عن ألهة الخصب
أمشي إليها على جمر الرجاء
أعاقب نفسي على جرم
الرضوخ ..
ايقضني أنا
حد البكاء ..
حد الظلم ..
حد الغرق ..
ودع الوسائد تغط بموتها العميق



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن