دور المخابرات في عرقلة الوعي السياسي الطبقي - تالوين نموذجا - الجزء الأول : سلطة الكلاوي والسخرة في القبيلة بسكتانة -الجيل الأول من الأعوان المخبرين-

امال الحسين
tarwd_orgs@yahoo.fr

2017 / 6 / 6

قبل تركيز سلطة الكلاوي على قبائل سكتانة، أوزيوة، أوناين قال عنها الشاعر الأمازيغي : "سكتانة أوزيوة أناين .. إخوانهم في البر إرومين" في الإشارة غلى افتقاد الحنين بينهم، في قول من المبالغة بالإشارة إلى دور الوشاة في تفرقة السكان وزرع الحقد بينهم، منافسة شيوخ القبائل فيما بينهم للسيطرة على السكان واستغلالهم من اجل الظفر بسلطة قلعة تالوين التي أسستها مريم ألحسن، المرأة التي استعبدت الرجال وحكمت قرية تالوين التي بنى فيها الكلاوي قصبته وحكم منها قبائل سكتانة بتعاون مع شيوخها الذين تحولوا إلى أعوان مخبرين.

لم يستطع الكلاوي دخول سكتانة التي حكمها الشيخ محند أعبد الله الشيخ القوي في قبائل سكتانة، إلا بعد تسخير الوشاة الأعوان المخبرين في اختراق المقاومة بسكتانة، إختراق قبائل سكتانة عبر شيوخها الذين اجتمعوا على بيع شيخ قلعة تالوين، الذي رفض التعاون مع الكلاوي في حربه ضد ثورة الشيخ أحمد الهيبة بتارودانت وبعد ذلك بتزنيت.

وجد الكلاوي في شيوخ قبائل سكتانة استعدادا تاما للتخابر معه ولصالحه على قوة الشيخ محند أعبد الله لإسقاطها وتصفية المقاومة بسكتانة فأجتمعوا على بيع الرصيد التاريخي لسكتانة ومبايعة الكلاوي، في قبول تام لعب دور التخابر على القبائل ليتحول شيخ القبيلة بسكتانة من قائد القبيلة إلى عون مخبر على السكان في خدمة سلطة الكلاوي.

لعب الكلاوي بالجنوب دورا هاما في تصفية ثورة الشيخ أحمد الهيبة الذي عين نفسه ملكا على عرشه وبايعته قبائل ماسة وسوس، في مسيرة تحررية لجيش جرار من تزنيت إلى مراكش، بعدما بايعته قبائل الحوز ملكا على عرشه وخلع الكلاوي الذي تحالف مع الإستعمار ضد المقاومة، والذي لم يجد يوما سندا من قبائل سكتانة بعد رفض الشيخ محند أعبد الله التعاون معه ضد ثورة أحمد الهيبة، وكان لقوة المستعمر التي هزمت الثورة بمراكش وتنصيب الكلاوي باشا عليها من جديد ولجوء الشيخ أحمد الهيبة إلى تارودانت، دور كبير في تركيز سلطة الكلاوي بالجنوب بعد إخضاع قبائل سوس وبعدها ماسة لتبقى قبائل أيت باعمران صامدة تحت قيادة القائد لخصاصي.

في ظل هذه الأحداث أصبح الشيخ محند أعبد الله وحيدا بين شيوخ قبائل سكتانة الذين اختاروا خدمة الكلاوي بدل التحالف مع قبائل أيت باعمران، هؤلاء الشيوخ الخونة الذين طمعوا في جزء من سلطة الكلاوي خدمة للمستعمر فجهزوا عتادهم بمبايعة الكلاوي بمراكش وتقديم كل ما يحتاجه ذلك من معلومات استخبارية عن قوة شيخ قلعة تالوين، الذي نصب له الكلاوي كمينا تحت طائلة الصلح الذي رحب به الشيخ محند اعتقادا منه أن الحرب في ظل تلك الشروط غير مجدية، بعد بقائه وحيدا أمام الكلاوي ومن معه من وشاة قبائل سكتانة فتقدم مرفوع الرأس إلى الإجتماع من أجل السلام في نهاية حتمية لكل حرب، ولم يعرف أن شيوخ قبائل سكتانة مستعدين أن يتحولوا إلى أعوان مخبرين مسخرين ضد السكان خدمة لسلطة الكلاوي، الذي خان العهد بينه وبين الشيخ محند ليتم اعتقاله بحضور الشيوخ الأعوان المخبرين الذين باعوا القضية وباعوا سكتانة.

وتحولت سلطة شيخ القبيلة بسكتانة من قائد القبيلة إلى عون مخبر يسلط عيونه وآذانه على همسات السكان ليل نهار، بعدما تم اعتقال الشيخ القوي بسكتانة محند أعبد الله وتنصيب أول خليفة للكلاوي بقلعة تالوين لفسح المجال للإستعمار للمرور من أكادير إلى ورزازات، وبناء سلطة الكلاوي في المثلث الجغرافي مراكش تالوين ورزازات وتأمين الطريق التجارية بين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، بعد اقتطاع سوس العليا الشرقية من خريطة سوس لتأمين استغلال الثروات المعدنية بورزازات وتصديرها عبر ميناء أكادير.

وتحولت السلطة بقلعة تالوين بعد تركيز سلطة الكلاوي المرتكزة على دور الأعوان المخبرين بالقبائل المجهزين بأعوانهم الخاصين بهم المخزنية، الذين تحولوا فيما بعد إلى مقدمين أعوان مخبرين صغار وخدامهم من ضعاف الضمائر المقربين منهم، فتأسس جهاز المخابرات على مستوى القبيلة لخدمة السخرة قهر الفلاحين الفقراء عبر جمع الإتاوات الفرض لدار سلطة الكلاوي بتالوين وتطويع السكان ومحاربة المناضلين، من أجل فسح المجال لسلطة الإستعمار للدخول بهدوء وطمأنينة لبسط إدارته الإستعمارية في مجتمع قبلي تم ترهيبه وخنق أنفاسه من صلب أبناء القبيلة الخونة.

يتبع



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن