التحرر الوطني : القضية المصرية في المرحلة الأخيرة

عطا درغام
atta_dorgham@yahoo.com

2017 / 6 / 3

تتناول دراسة الدكتورة فادية سراج الدين (القضية المصرية في المرحلة الأخيرة الدين) قضية التحرر الوطني المصري من الوجود البريطاني في مرحلتها الأخيرة ، في الفترة ما بين عام 1950 ، الذي شهد بداية الاتجاه إلي المواجهة الحاسمة بين مصر وبريطانيا وعام 1954 تاريخ اتفاقية الجلاء التي حلت تلك القضة.
وتشير الكاتبة أنه كان من الضروري أن تقوم هذه المحاولة لدراسة هذا الموضوع في إطار المقاييس العلمية التاريخية بعد أن أفرجت دار المحفوظات البريطانية عن الأوراق والمستندات الخاصة بهذا الموضوع ، مما أدي إلي كشف الجوانبب العديدة التي لا تزال خفية من القضية، ومن ثم أتاح الفرصة لمعالجة تلك المرحلة الهامة من مراحل تاريخ القضية المصرية بطريقة اكاديمية موضوعية تبعد عن الدوافع الشخصية والأهواء الذاتية.
وقد قامت الدراسة علي فرضية أساسية دارت حول أثر المتغيرات المحلية والدولية في دفع القضية المصرية نحو الحل، فافترضت وجود علاقة بين تلك المتغيرات التي حدثت في الفترة محل البحث وبين حل القضية، حيث اتضح من خلال هذه الدراسة أن القضية المصرية قد توفر لها في هذه المرحلة عناصر تاريخية جديدة وفرت لها طرحا جديدا علي الاطراف المعنية ووضعتها في الإطار الذي حشد لها عوامل القوة المادية والمعنوية التي كفلت لها فرصًا أكبر في الحل.
بدأت الدراسة في الفصل الأول باستعراض المتغيرات الدولية والمحلية التي وقعت في تلك المرحلة ، وأثرها في تحريك القضية المصرية وتوجيهها نحو الحل الممكن في إطار معطيات تلك المتغيرات.
ثم تناول الفصل الثاني الجهود المصرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية؛أي فيما بين عام 1945 وعام 1950 لتعديل معاهدة 1936 ، بعد ان أثبتت تجربة الحرب انها أضرت بمصالح مصر القومية ، وبالتالي أجمعت الحركة الوطنية بتياراتها المختلفة علي وجوبب إعادة النظر في تلك المعاهدة بهدف تحقيق الاستقلال التام ووحدة السودان..
وتعرض الفصل الثالث للمفاوضات التي قامت بها حكومة الوفد ، التي تولت الحكم في بداية عام 1950، بعد أن تيقنت الحكومة المصرية بعدم جدوي التفاوض في حل القضية المصرية.، ثم استعرض الفصل البواعث التي دفعت حكومة الوفد إلي إلغاء المعاهدة ، والنتائج التي ترتبت علي الإلغاء، وردود الأفعال المحلية والدولية التي أثارها هذا القرار.
ثم تطرق الفصل الرابع إلي معركة الكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في منطقة القنال من منظور سياسي، لتحديد أثر المواقف السياسية والسياسات التي اتبعت علي مدي نجاح او فشل سياسة الكفاح المسلح كوسيلة من وسائل النضال الوطني، ثم أثر الكفاح المسلح في خدمة القضية المصرية، وقد تم ذلك من خلال التعرف علي مواقف وأهداف الاطراف المعنية، والمدي الذي كان كل منهم مستعد للذهاب إليه في الدفاع عن مصالحه، والمدي الذي كانت تلك الاطراف تقبله من النتائج المترتبة علي حركة الكفاح المسلح.
وتناول الفصل الخامس عملية حريق القاهرة في محالولة لتفسير ما حدث وأثره علي القضية المصرية، وذلك من خلال الربط بين جزئيات وقائع ذلك الحدث واستقراء الدلالات السياسية ثم استخلاص النتائج.
وأخيرُا تعرض الفصلين السادس والسابع لدور ثورة يوليو في حل القضية المصرية ، وقد تم ذلك علي ضوء تحليل الظروف التي صنعت الأحداث في تلك الفترة ، وهيأت أسباب النجاح أمام رجال الثورة ، ثم الجهود التي قام بها قادة الثورة للاستفادة من تلك الظروف ، وأخيرًا الحل الذي أمكن التوصل إليه.
وإلي جانب ذلك، اعتمدت الدراسة علي الدوريات المصرية ، حيث أمكن من خلالها الإحساس بالجو السياسي العام السائد في تلك الفترة ، خاصة في فترة الكفاح المسلح في القنال، أما في فترة المفاوضات ، فقد كانت الاستفادة من الدوريات محدودة، حيث إن الطرفين ، المصري والبريطاني قد اعتادا دائمًا الاتفاق علي إبعاد الصحافة عن دائرة المفاوضات والتزام جانب السرية التامة فيما يدور بينهما من مباحثات ، حرصًا علي توفير الجو الملائم للتفاوض.
كما اعتمدت الدراسة علي مضابط مجلس النواب، إلي جانب البحوث والمؤلفات والدراسات المنشورة التي تناولت جوانب من موضوع البحث.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن