احتلال فلسطين وفتح العراق

عثمان عبدالله مرزوك
othmanabdullahmarzouq@yahoo.com

2017 / 5 / 22

الغزو: هجمات بدون استيطان, مثل غزوة بدر وغزوة بني المصطلق.
الفتح: هو الغزو مع الاحتلال الاستيطاني, مثل فتح مصر والشام والعراق.
ثنائية المعايير نتعلمها في المدرسة, الفتح الاسلامي الاستيطاني للعراق في مقابل احتلال الاستيطاني لفلسطين. الفرق بين بلاد القحط وبلاد الوفرة والخير, ثم تقديس الفاتحين ليس عبادة يا عراقيون, لا قدسية لغير ذات الاله والائِمة. اين الصدق العلمي لم لا يفتح الاسرائيلون فلسطين يقتلون مثلهم ويذبحون مثلهم.
ذبح خالد بن الوليد سبعين الف عراقي لانه لايريد الحنث بقسم في واقعة اليس633م بعد ان جمع العراقيون جيوشهم للدفاع عن نسائهم من السبي والبيع في اسواق النخاسة , ليقسم سيف الله على ان يجعل النهر يجري بدمائهم وهذا من اكثر الكتب تحيزا للسنة "البداية والنهاية" لابن كثير ولم يجري النهر لولا ان همس احدهم باذن خالد ان يعمد الى فتح الماء على الدماء كي تجري, وبذلك لا يحنث بالقسم.
لماذا الدين في كل الوجهات ,جعل قضية فلسطين قضية دينية وجهاد في سبيل الله واخراج المعادلة الوطنية جعل غير المسلمين لا يشعرون بضرورة الدفاع عن الوطن باعتبار انها حرب دينية بين اليهود والمسلمين.بذلك العالم لن يهتم لامرنا مازلنا نقاتل لاسباب دينية ليس لها علاقة بدفع احتلال عن ارضنا.
مشكلة الاغتراب التاريخي عن الوطن الحقيقي. اولا ليس همنا ا لهجوم لا على الدين ولا المقدسات.لكن كل ما في الامر ان بدوا من صحراء شبه الجزيرة العربية هجموا على ارض لها موطىء قدم في تاريخ الحضارة الانسانية جعلنا ننسى جذورنا التاريخية وهويتنا البابلية والاشورية والاكدية وحمورابي ونبوخذ نصر وسرحدونا وكل تاريخنا العريق. نحن نتقدم على هؤلاء البدو بكل شيئ الا القوة العسكرية التي كانت لهم باعتبارهم قطاع طرق اهتدو الى الاسلام ليكونو جيشا لاحتلال البلدان وتغيير اديانها بالقوة والجزية والسيف. يبقى العراق فريدا دائما فهو لم يكن ابدا الا مؤثرا فيهم بقدر ما يتاثر بهم حيث شقهم الى حقيقتهم واتبع الرسول وترك الجيوش كما فعل من قبل ب الجيوش الفارسية وماني البابلي لينشر الديانة المانوية.
لقد اعاد الغربيون الدين من الماورائية والجمود الى كل ما هو حي بدلا من ان يكون عامل اغتراب وشقاء وهذا ما يبرمج له اصحابنا. اعادو جميع ما لدينا من الله الى تلك الذات البعيدة الالهية وعلينا ان نكون ما ورائيون كي نخرج من ذلك الاغتراب الخارجي. لقد نقل الاسلاميون الضعفاء كل الصفات الخيرة الى الذات الخارجية, البعيد الذي داءئما يرتدون ثيابه.لقد افرغو الفرد من محتواه وغرباه من اصوله المتشابكة خيرا وشرا وبدلوا الدعوه من الايمان بالعقل الى الايمان بغريب عنا ونسبو لنا كل عار ودنيء. اساسا عم باعو ذاتنا عنا.يرى هيجل "الدين هو اعلى صورة من صور التعبير عن الوعي الذاتي" اضف المفقود بالذات المصطنعة بعيدا عنا. الحب هو التوحيد المطلق بين الذات البعيدة والاصول القريبة لنا او بين المتناهي واللامتناهي, ولا يصل لها الا من يمتلك ذاته بدون اسقاطها على كائنات غريبة تشبهنا او تختلف عنا. والاعتراب بالذات البعيدة هو اسقاط لحالة الانسان البائس المحروم والهارب.
يجب ان نفهم ان السبب في تخلفنا هو بعدنا عن التطور الحاصل في زماننا وليس في تخلينا عن ديننا ونبينا كما يزعق غربان الجوامع. المشكلة ليست في نفس الدين لكن الحلول التي يقدمها لا يجوز ان ناخذها بالمطلق انما اطر في زمانها ومكانها. وكل الاديان فعلت ما تعتقد بأنه ضروري لبقاء روحها نقية طاهرة لتجنب السياسة والاعيبها. واهتمت بالجانب الروحي وتعليم قيم الانسانية العامة من عطاء وحسن جوار وحب وما الى ذلك من القيم النبيلة. ففي التاريخ الاسلامي هناك نقاط نور يستضاء بها ففي القرن الرابع الهجري يقول المعتزلة اذا اختلف النص الديني مع النص العلمي لا بد ان ناخذ بالنص العلمي بحكم العقل. فمالنا اليوم نرفض نظريات يقوم عليها العلم مثل نظرية التطور والتي يرفضها شيوخ جامعاتنا لانها لا تتفق مع الدين (برؤيتهم الدينية طبعا, لان هناك من فسر الايات بشكل مغاير وابرز ان النضرية تتفق مع الدين).
ان القيم التي تعلم عليها البدوا تفرض عليهم ان يتعلمو ان كل شيء جاهز ولا ينجز شيء فالقطعان تتناسل بدون اذنه وينزل المطر بدون اذنه ويسقى الكلاء بدون اذنه ايضا. لكن التمدن يدعونا للعمل فالفرات بحاجة الى سدود كي نرفع الماء الى الاراضي المرتفعة وبحاجة الى منزل يقينا من حر الصيف وبرد الشتاء. في السعوية يتم تدريس الطلبة " ]س[ ينطق الحجر والشجر ويقول: ورائي يهودي يا مسلم تعال فاقتله, الا الفرقد فانه من شجر اليهود" وهنا نحن نفهم مدى ذكاء اليهود بقيامهم بزرع شجرة الفرقد بكثرة اليوم في اسرائيل قبل قيام الملحمة الكبرى!! القدرات الحقيقية اليوم هي بناء ذاتنا وليس تدمير الاخرين وصل العالم الى هذا المستوى من التطور ونحن نفكر بهدم اسرائيل قبل معرفة انفسنا وبناء ذواتنا. نحن خير امة في الكذب وتلقيننا الزور والبهتان. فلسنا خير امة نحن شعب كباقي الشعوب لدينا ثقافتنا المختلفة ولا نحن ملائكة ولا نحن شياطين. ببساطة كفانا عنصرية نسقيها عنفا دينا ونزرعها عقولا فارغة.
العالم لا يعترف بالجهاد لانه مجرد خرافه دينية بالنسبة لهم حيث تنتضر المجاهد سيدة شبقة جنسيا ليفض بكارتها كل ايلاج واخراج وهكذا. التحرير شيئ مختلف تماما العالم كله يعطي حق الدفاع عن الذات وتحرير الارض. يا سادتي نحن متخلفون لاننا نحن من نملك الحقيقة المطلقة!!! كل الاديان عقدت مجمعات كي تحل خلافاتها الذاتية بدلا من القنوات التخريبية والتحريضية الطائفية, فالمسيحية عقدت مجمع نيقة 325م ومجمع افسس 431م, اين مجمع المسلمين غير مجمع سقيفة بني ساعدة!! وكل ما عداها باطل!!!
دعونا من اغترابنا الديني واغترابنا الوطني لنعرف قيمتنا الحيقة اين تكمن بالنسبة الى العالم.تاريخنا اعمق من الالف سنة الاخيرة, ونحن من نخلق الديانات دائما ولسنا مستوردين لها فكل الديانات اليوم تحمل ما بصماتنا من افكارنا البابلية من الطوفان واتونابشتيم حتى سرجون الاكدي. البناء يحتاج معرفة حقيقة بالذات المهدمة من الداخل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن