العرب وطريقهم الوحيد للتفوق الحضاري!؟

سليم نصر الرقعي
elragihe2007@yahoo.co.uk

2017 / 5 / 1

لا يمكن ان نتفوق على الغربيين والشرقيين الا من بوابة الأخلاق والعدل وغير ذلك سيظلون هم السادة والقادة ونظل نحن العبيد والاتباع !؟.
*****************
لا شك ان الغربيين وكذلك الشرقيين متفوقون علينا نحن العرب حضاريا واقتصاديا وعلميا وتقنيا وعسكريا بفارق زمني كبير جدا ، وكان للاتراك العثمانين دور رئيسي في هذا التخلف!، بل حتى في الجانب العدلي الاجتماعي والقضائي بات الغربيون متفوقين علينا بل حتى في الأدب والفن والثقافة والشعر تفوقوا علينا !، نحن اليوم في ذيل الحضارة !، ولا اعتقد أننا حاليا بهذه الحالة النفسية والعقلية والاخلاقية نملك القدرة على ان نسبقهم في اي شئ الا في الظلم والفساد المالي والاداري والديكتاتورية وعشق نظرية المؤامرة وتدمير الذات ! ، اذن ما هو الحل !!؟.
***
لا حل لنا الا ان نتفوق عليهم في جانب واحد أساسي يمكنه بالنتيجة بفضل الله ان يحدث فرقا كبيرا ويغير المعادلة جوهريا ! ، الحل هو ان نسعي ان نتفوق عليهم في الجانب الاخلاقي والعدلي!! ، فلو تمكنا من اشاعة (روح) الاخلاق النبيلة والعدالة والرحمة في مجتمعنا بشكل واسع وعميق من خلال (حركات ومؤسسات مدنية وأهلية) منظمة تتبنى هذا الخيار وهذا المشروع الى ان نصل الى حالة من الوفرة و الطفرة الكبيرة في جانب التلاحم والتراحم الاجتماعي والاحترام الانساني المتبادل وانحسار كبير في التظالم والتباغض والاحتقار المتبادل بيننا حتى يصبح العدل والاحترام ثقافة شعبية يومية سائدة بل جزءا لا يتجزأ من حياتنا الزوجية والعائلية والمحلية حتى قبل أن يكون سلوكا للدولة والمؤسسات الرسمية، وكذلك نعمل جهدنا على توسيع دائرة التراحم والتضامن بيننا مما يعني (انتعاش روحي وأخلاقي وعدلي) كبير في المجتمع، فلعل هذا التغيير الجوهري في انفسنا وسلوكنا وعلاقاتنا الاجتماعية سينتج عنه فرق كبير وسيلقي بأثره الايجابي على الجوانب الأخرى ومنها الاقتصادي والسياسي والاداري والمالي والحضاري بل والأدبي والفني، فالغربيون ورغم تفوقهم الحضاري والسياسي والاقتصادي والعسكري الحالي الا أنهم يمرون بمرحلة خطيرة من (الانكماش الاخلاقي والهشاشة الروحية والاجتماعية)!، لكننا لن نستطيع أن نتحرك في اتجاه تحقيق هذه الوفرة الاخلاقية والعدلية والطفرة الروحية مادام هرم فهمنا للاسلام مقلوبا رأسا على عقب حيث هناك تضخم سرطاني كبير ومخيف للجانب السياسي والطقوسي والشكلي من فهم وتطبيق الدين يستهلك معظم طاقتنا على حساب الجانب الروحي والاخلاقي والعدلي الذي هو اساس وقاعدة هذا الدين بل واساس التمكين ونيل رضى ونصرة ومنة رب العالمين!، لن نتفوق على الغربيين والشرقيين الا من هذا الباب والا سنظل كما نحن في ذيل الحضارة نمارس الثرثرة تارة والزعيق والبكاء تارة اخرى فاذا ضاقت بنا انفسنا وشعرنا بالصغار والعار بسبب فشلنا المستمر والمرير عن النهوض والتفوق الحضاري القينا بالتبعة على الغربيين ولعناهم ثم انطلقنا نمارس الارهاب بشكل جنوني رهيب وغريب تحت شعار : ( جئناكم بالذبح)!!.
*******
سليم الرقعي
شفيلد/بريطانيا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن